إن جامعة قطر هي الجامعة الوطنية للتعليم العالي في دولة قطر، وهي تقدم برامج أكاديمية ذات جودة عالية للتعليم الجامعي والدراسات العليا، وتسعى لإعداد خريجين أكفاء قادرين على المساهمة بفعالية في صنع مستقبل وطنهم وأمتهم، كما تضم نخبة مميزة ومتنوعة من أعضاء هيئة التدريس الملتزمين بتطوير عملية التعليم وإجراء الدراسات والبحوث ذات الصلة بالتحديات المحلية والإقليمية وتقدم المعرفة، والإسهام الإيجابي في تحقيق احتياجات المجتمع وتطلعاته.
وكلية الشريعة هي إحدى كليات الجامعة التي تحرص على إحراز مكانة مرموقة في مجال الدراسات الإسلامية، وتحقيق الجودة العالية في التعليم والبحث بما يرسّخ القيم الإسلامية ويُسهم بخدمة المجتمع القطري والعالمي. ولذلك فإن الكلية باستحداثها برنامج ماجستير في "الأديان وحوار الحضارات" ستسد ثغرة أكاديمية مهمة، وستكون الدراسة باللغة العربية، من خلال نخبة مميزة من الأساتذة المشهود لهم بالكفاءة في مجال التدريس والبحث العلمي في هذا التخصص.
أما أهمية هذا البرنامج ومبررات إنشائه من خلال معرفة مدى الحاجة إليه على المستويات التالية:
مستوى الكلية
إن طلبة كلية الشريعة والدراسات الإسلامية في جامعة قطر بحاجة ماسة إلى برنامج الدراسات العليا، ومنها برنامج ماجستير في الأديان وحوار الحضارات تحقيقاً لرسالة الكلية الرئيسة، وهي تحقيق نموذج متميز في الدراسات الإسلامية منفتح على الأديان والحوار مع الحضارات المنتمية لها، حيث تسعى كلية الشريعة إلى تقديم الخدمات العلمية والدينية عالية المستوى، كما أنها تهدف إلى استقطاب الأساتذة المميزين من كافة أرجاء المعمورة، للاستفادة من خبرتهم وتجاربهم، حتى تكون مخرجاتها التعليمية ذات كفاءات علمية مميزة. وعلاوة على ما ذكر فإن الكلية تسعى إلى ابتعاث المتخصصين في الأديان والحوار بين الحضارات إلى الخارج، للقيام بأعمال ووظائف علمية ودعوية وأكاديمية، وذلك بالتنسيق مع الجهات الرسمية في الدولة.
مستوى الجامعة
إن برنامج الماجستير في الأديان والحوار بين الحضارات لا يقل أهميته عن البرامج الأكاديمية الأخرى في جامعة قطر في نشر الوعي والفهم الكامل بين الطلاب الأكفاء، والذي يؤهلهم لنشر ثقافة التسامح واحترام الآخر وتعزيز قدراتهم على التواصل والحوار وفق المنظور الإسلامي الأصيل. كما أن هذا البرنامج يأتي استجابة لتطلعات الجامعة الرئيسة في معرفة الأديان والحضارات والتعامل معها، وقد جسدت ذلك الجامعة في إنشاء كرسي للحوار بين الحضارات؛ وحتى يضطلع هذا الكرسي بدور فعال، فالحاجة ماسة إلى تكوين أطر إسلامية على أعلى مستوى في هذا المجال الحيوي، وتأسيس مرحلة الدراسات العليا (الماجستير والدكتوراه).
مستوى الدولة
أما أهمية هذا البرنامج على مستوى الدولة، فهذا يعود إلى إن دولة قطر تضطلع بدور مميز في دعم التسامح والتعايش بين أتباع الديانات المختلفة والثقافات المتعددة، انطلاقا من موقعها المحلي كونها تضم جاليات مختلفة تحمل أديانا وثقافات متباينة تشكل نسيجا متنوعا ومتجانسا، مما بوّأ دولة قطر موقع الصدارة عربيا وعلى مستوى الشرق الأقصى في مؤشر السلام العالمي الصادر عن معهد السلام والاقتصاد بأستراليا.
لقد تخطى دور قطر الإطار الإقليمي إلى الإطار الدولي، فأصبح لها دور هام ومحوري مؤثر في الحوار بين الأديان والحضارات، ونشر السلام وتدعيم ركائزه، من خلال تبنى المبادرات الإيجابية، وتقديم الحلول وإبداء الرأي السديد، والسعي نحو تحقيق حياة أفضل لكافة شعوب العالم، من خلال علاقات متميزة مع مختلف البلدان، فضلا عن الحضور القطري المتميز في المنظمات والهيئات الدولية والإقليمية. ويأتي هذا الحضور المميز تماشيا مع السياسة الراهنة التي تتبناها الدولة في تحقيق السلام العالمي والحوار والتعايش بين الأديان والحضارات، وبناء على ما تضمنته رؤية قطر 2030 من أهداف ورؤى استراتيجية.
وتنفرد قطر بتجربة رائدة على أوسعِ نطاقٍ في تفعيل الحوار بين الأديان والحضارات، حيث أنشئت مراكز وأقيمت مؤتمرات على مستوى عالمي كان لها فضل السبق في إرساء الحوار والتعايش بين الشعوب، شارك فيها جميعُ الأطيافِ الدينية والثقافية، وهي بذلك في حاجة إلى تأهيل أطر أكاديمية على أعلى مستوى لإدارتها وتحقيق مبتغاها.