ينضاف هذا المقترح إلى سائر أعمال وحدة البحوث (المشاريع البحثية – المدخل التأسيسي – فعاليات الوحدة...) استجابة إلى حاجة محددة ضمن مختلف الحاجيات البحثية القائمة، تتمثل في معالجة قضية بحثية محددة يستوجبها المدخل التأسيسي أو المشاريع البحثية أو المناهج والمقررات وسياسات الكلية في الجودة والتميز والانفتاح والتطوير... إلخ.
وقد بدا لي هذا المقترح بموجب الاطلاع على مجموع المحصول العلمي والفكري لوحدة البحوث، وتأكدت الحاجة إلى إفراده بالمعالجة وتأثيثه بما يحقق أهدافه المتعلقة بسائر الأعمال البحثية والعلمية للكلية.
- ومثال ذلك: "قضية المنهجية" الواردة في المدخل التأسيسي، فقد أخذت حيزا كبيرا من النقاش، وهي تحتاج إلى مساحات أكبر وأدوار مشتركة من المعالجة المضمونية والسياقية والوظيفية؛ لتحقيق أقدار أكبر من الوفاق المعرفي والإجرائي، قد لا يسمح بها مقام المدخل التأسيسي ولا المشروع البحثي نفسه، وقد يقتضيها التطوير القائم داخل الكلية على صعيد الدراسات العليا والبحث والتدريس وغيره.
- ومثال آخر يتعلق بقضية الجودة التي هي في حكم قضية المنهجية من حيث ورودها المكثف في أدبيات الكلية ووثائقها الإدارية والاستراتيجية، ومن حيث عمقها المضموني وكثافتها الدلالية وما قد تفجره من الإمكانيات النظرية والعملية لتجري في مفاصل التدريس والبحث والأداء المؤسسي والشراكات الخارجية والانفتاح على المحيط.
- ومثال ثالث يتعلق بقضية علمية فقهية محددة تعرف "بقضية الحساب الفلكي في رمضان"، الموسومة باختلاف شديد مشتهر، يصاحبه الأمل في إرادة التجاوز لإشكالياته وترتيب ثمراته النظرية والعملية والحضارية في الداخل الإسلامي وفي الخارج.
وآخر ضروب الاهتمام بهذه القضية ما جاء في نافذة ساعة وساعة بمناسبة شهر رمضان السابق، بنقاشات _عن بعد وزمن التباعد_ ثرية وإثرائية، تشير إلى مشهد السعة والرحمة في الكلية؛ تعبيرا عن سعة الأمة وبركتها.
وهذه القضية، وإن لم يكن لها ارتباط مباشر بالمشاريع البحثية للوحدة أو للقضايا العلمية والاستراتيجية الكبرى للكلية، إلا أنها متصلة بالعلوم الشرعية والمقررات الدراسية؛ وهو ما يسند روافد الكلية البحثية والتدريسية والوظيفية والاستراتيجية.
وفي أكثر من مناسبة جرى الحديث مع فضيلة عميد الكلية الأستاذ الدكتور إبراهيم عبد الأنصاري في ضرورة تناول هذه القضية وتخصيصها بقدر أكبر من التحقيق العلمي والمقاربة الشرعية المطلوبة في الواقع المعاصر، وقد اقترحت وحدة البحوث بالكلية أن تكون هذه القضية أحد أنشطتها في إطار فعالياتها المتعلقة بقراءة ثانية لكتاب جديد، أو في إطار هذا المقترح موضوع هذه الورقة.
ملاحظات مهمة:
يجدر بالملاحظة أن القضايا البحثية تتميز عن المشاريع البحثية ونحوها من عدة أوجه:
- المشروع البحثي أوسع بكثير من القضية البحثية، فالمشروع يستوعب قضايا قد تكثر وقد تقل. والقضية البحثية هي قضية واحدة ومحددة.
- القضية البحثية تسهم في خدمة المشاريع البحثية والتحضير لها ومراعاة بعض الاعتبارات التي تتحدد في حينها.
- القضية البحثية تسهم في مجموع أعمال الكلية على صعيد التدريس والتأليف والإدارة والتواصل والتطوير، كما هو في قضية الجودة.
- القضية البحثية تعزز روافد البيئة الحاضنة للتطوير والتجديد، بتكثيف الوعي العام، وإسناد روافد عمل الكلية برافد التركيز على قضية بعينها، يسهل تناولها -بالمقارنة مع المشاريع- من حيث التحقيق العلمي والأداء الإداري والمدة الزمنية وتجسير التواصل بين الأقسام واللجان والوحدة داخل الكلية، وتعزيز الشراكات العلمية والعملية في الخارج، وتحقيق الثمرة القريبة بناء على ذلك.
قائمة في قضايا بحثية مثارة ومختارة:
- التفكير في معالجة قضايا المنهجية والجودة والحساب الفلكي ضمن فعاليات الوحدة خلال العام الجامعي الحالي 2021/2022.
- قضايا أخرى تستخرج من محصول الوحدة، وبعضها مدون في ثنايا ذلك المحصول.
- قضايا أخرى يكشفها النفير الفكري والعلمي والتدريسي والمؤسسي في مسار الحراك المستمر داخل الكلية.