تخطي أوامر الشريط
التخطي إلى المحتوى الأساسي
تسجيل الدخول

محرر المحتوى

__NEWS_IMAGE_DESC__

تصدر مركز العلوم البيئية في جامعة قطر مجال البحوث البيئية البحرية، مستفيدًا من محار اللؤلؤ القطري والذي يحمل اسم بنكتادا رادياتا "Pinctada radiata" كمؤشرٍ لتقييم جودة البيئة البحرية القطرية وحمايتها. تجسد هذه المبادرة التي تقودها الدكتورة ألكسندرا ليتاو بن حمادو، أستاذة باحثة مشاركة ورئيسة فريق البيئة البحرية والبرية، نهجًا مبتكرًا في مجال الرصد البيئي والحماية البيئية.

يُعد مَحار اللؤلؤ عنصرًا حيويًا في بِناء النظام البيئي في الخليج العربي، حيث تُشكِل أحواض المَحار أحد أكبر المظاهر البحرية في هذا الخليج شبه المغلق، فمنذ القِدم وأحواض مَحار اللؤلؤ يتوسع نطاقها في الجانب الغربي من الخليج العربي، واعتمد اقتصاد قطر لعدة قرون على صناعة مَحار اللؤلؤ ونشاط صيده، وذلك نتيجةً لوفرة أحواض المَحار ومواردها.

وبرز اليوم دور مهم لمَحار اللؤلؤ القطري كمؤشرٍ لصحة البيئة البحرية القطرية، حيث استدعت الحاجة إلى التطوير والتحقق من تقنيات مراقبة مبتكرة مُجرَّبة لفهم العلاقة بين التدخلات البشرية والتأثيرات المناخية، وتأثير ذلك على النُظُم البيئية البحرية بغرض توفير معلومات دقيقة تدعم سياسات الحماية البحرية.

ويشكل جهاز الفالفوميتر HFNI (المراقبة العالية التردد وغير الجائرة)، وهو جهاز استشعار بيولوجي يعمل على مدار الساعة لمراقبة صحة هذه الرخويات ذات الصدفتين وفهم سلوكها الحيواني بشكلٍ أفضل، كما يوفر بيانات عن جودة المياه المحيطة بها. حيث يعتبر هذا الجهاز من أحدث التقنيات اللاسلكية المُستحدثة لدراسة سلوك الرخويات ذات الصدفتين في بيئتها الطبيعية عبر شبكة الإنترنت. ويمكن للباحثين اكتشاف الاضطرابات البيئية بدقة من خلال تحليل أنماط الفجوات الطبيعية للمحار وكيفية تأثير الضغوطات الفيزيائية أو الكيميائية عليها.

ونتيجةً للمشروع التعاوني المشترك بين الصندوق القطري لرعاية البحث العلمي وبرنامج الأولويات الوطنية للبحث العلمي (NPRP11S-0115-180308) بتمويل مشترك من شركة توتال إنرجيز قطر، وبالتعاون مع المؤسسات المشاركة في التعاون، مثل جامعة بوردو، والمركز الوطني الفرنسي للبحث العلمي، وأديرا، استطاع الباحثون لأول مرة تطبيق هذا الابتكار في التكنولوجيا الحيوية لرصد مَحار اللؤلؤ القطري في بيئته الطبيعية.

وتضمَّنت أهداف المشروع الإحاطة بأنواع التلوث غير المشمولة بالدراسة بشكلٍ كاف -وعلى وجه التحديد الأنواع المنتشرة منها في منطقة الخليج- مثل التلوث السمعي والضوئي، وظاهرة نقص الأكسجين الناتج عن انخفاض نسبة الأكسجين في الماء، والعوامل الكيميائية، ومدى تأثير ذلك على سلوك مَحار اللؤلؤ الخليجي "بنكتادا رادياتا" ومعدل تكاثره.

ورغم أن الخليج العربي يحتل المرتبة الأولى عالميًا من حيث انتشار التلوث السمعي والضوئي، إلا إن تأثير هذين النوعين من التلوث على الرخويات البحرية لا يزال غير مدروس بشكلٍ يتناسب مع انتشارهما.

وكشفت النتائج أن الضوضاء والتلوث الضوئي تسببا في إغلاق الصمامات لفترات طويلة وانخفاض سعة فتح الصمامات، إلى جانب إغلاق الصمامات بشكل أكثر إحكامًا. وأدى اضطراب السلوك الاجتماعي للمحار إلى تشتت المحار بدلاً من التجمع في بيئته الطبيعية. وعلاوة على ذلك، أدت هذه الضغوطات إلى انخفاض معدلات النمو وضعف التكاثر، كما يتضح من انخفاض عدد حالات التفريخ.

كما تضمَّنت أهداف المشروع التعاوني دراسة وتحليل دورة التكاثر للفصائل المحلية الحالية لمَحار اللؤلؤ؛ حيث لوحظ ارتفاع معدل نمو الغدد التناسلية بشكل طبيعي والقدرة على تجددها أثناء فترة التفريخ الممتدة طوال مرحلة المراقبة، الأمر الذي من شأنه أن يُساعد في إنتاج يرقات مَحار اللؤلؤ عن طريق الاستزراع المائي على مدار السنة تقريبًا ودون الحاجة إلى تزويد أحواض المَحار بآليات معقدة ومُكلِّفة لتهيئة بيئة التكاثر.

وتعتبر هذه النتائج علامة فارقة في مسيرة التطوير المستقبلي لإنتاج تربية الأحياء المائية لهذا النوع في قطر، وذلك من خلال توفير الوقت الأمثل لتحفيز التفريخ الاصطناعي من خلال الاستزراع المائي، كما إن الإنتاج المكثَّف ليرقات مَحار اللؤلؤ من شأنه أن يتيح تطوير برامج استعادة وتعزيز المخزون المُستنفذ من أحواض مَحار اللؤلؤ القطري الثمين.


من خلال الاستمرار في التصفح أو النقر على قبول جميع ملفات جمع البيانات "كوكيز"، فإنك توافق على تخزين ملفات جمع البيانات للطرف الأول والغير على جهازك لتسهيل تصفحك للموقع وتحليل استخدام الموقع والمساعدة في جهودنا التسويقية.