تخطي أوامر الشريط
التخطي إلى المحتوى الأساسي
تسجيل الدخول

محرر المحتوى

__NEWS_IMAGE_DESC__

​من خلال دراسة تسلط الضوء على انتشار العوامل المؤثرة على السقوط بين كبار السن في قطر. وأجريت هذه الدراسة بعنوان "انتشار العوامل المرتبطة بالسقوط بين كبار السن في مجتمع شرق أوسطي: دراسة مقطعية بأثر رجعي"، بالتعاون مع مؤسسة الرعاية الصحية الأولية، والتي أكدت الحاجة الملحة إلى استراتيجيات رعاية صحية مخصصة للوقاية من السقوط وتحسين جودة الحياة لكبار السن في قطر.

قامت الدراسة بتقييم انتشار حالات السقوط وتحديد العوامل الرئيسية المرتبطة بها، بما في ذلك الأمراض المزمنة مثل ارتفاع ضغط الدم، السكري، وخلل الدهون في الدم، مستندةً إلى بيانات 68,194 مريضاً من مؤسسة الرعاية الصحية الأولية، ممن تزيد أعمارهم عن 60 عامًا، والذين زاروا المؤسسة بين عامي 2017 و2021. وكشفت الدراسة عن أن نسبة انتشار السقوط بين كبار السن في قطر بلغت 6.7٪، حيث تزداد احتمالية السقوط بشكل كبير مع تقدم العمر. وقد بلغت النسبة التقديرية لانتشار السقوط بين كبار السن في دول مجلس التعاون الخليجي 46.9٪، حيث تتراوح بين 34٪ و57.7٪، وهو ما يعد أعلى بكثير من نتائج هذه الدراسة. بالإضافة إلى ذلك، أظهرت أبحاث أخرى على عينات مشابهة نسباً أعلى لحالات السقوط بين كبار السن، حيث بلغت 16.3٪ في الصين، و20٪ في كندا، و27٪ في الولايات المتحدة الأمريكية.

وأظهرت الدراسة بشكل خاص أن الإناث أكثر عرضة للسقوط، حيث بلغت نسبة الحالات المسجلة بين الإناث 56.3٪ مقارنة بـ 43.7٪ بين الذكور. كما بلغ معدل انتشار السقوط بين الإناث 9.2٪، وهو ما يقارب ضعف نسبة الذكور (5.0٪). كما أظهرت الدراسة أن أعلى نسب انتشار للسقوط كانت بين المواطنين القطريين (49.1٪)، يليهم الباكستانيون (6.2٪)، الهنود (6.1٪)، السودانيون (5.1٪)، والمصريون (5.1٪). هذه النتائج تسلط الضوء على أهمية التعرف على الاحتياجات الخاصة لهذه الفئات الضعيفة، وضرورة تبني استراتيجيات رعاية صحية موجهة لتلبية هذه الاحتياجات.

من ناحيتها علقت الدكتورة ديانا حسن، أستاذة مساعدة في قسم الصحة العامة بكلية العلوم الصحية والباحثة الرئيسية في الدراسة قائلة، "يتطلب التعامل مع مشكلة السقوط تدخلات متعددة المستويات، ولا يقتصر ذلك على إدارة الحالات المزمنة فقط. بل يجب أن تشمل الجهود تعديلات بيئية لتقليل المخاطر في المنازل والمجتمع، وتعزيز شبكات الدعم الاجتماعي، وتعزيز السياسات التي تضمن الوصول إلى الرعاية الصحية وتوفير مساحات عامة آمنة للفئات العمرية المتقدمة. يمكن للوقاية من السقوط أن تستفيد من تحسين التخطيط الحضري لإنشاء بيئات صديقة لكبار السن، والمبادرات التعليمية لكبار السن ومقدمي الرعاية لهم، والبرامج المجتمعية التي تشجع على النشاط البدني بينهم."

وتلتزم كلية العلوم الصحية في جامعة قطر بتعزيز الصحة العامة من خلال الأبحاث المبتكرة والتعليم والتواصل المجتمعي، وتُعد هذه الدراسة مثالاً على التزام الجامعة بمعالجة القضايا الصحية الحرجة في قطر. فالسقوط يُعد مصدر قلق كبير للصحة العامة في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا. وتُشكل نتائج الدراسة حافزاً للتعاون الإقليمي لتطوير إرشادات موحدة للوقاية من السقوط، وتبادل أفضل الممارسات، وتنفيذ حملات توعوية تعليمية، وإجراء مزيد من الأبحاث حول العوامل الإقليمية المحددة التي تسهم في حدوث السقوط.

وتضمنت توصيات فريق البحث الفحوصات الصحية المنتظمة والمبادرات التعليمية، والتي تتماشى مع رسالة كلية العلوم الصحية في جامعة قطر لتعزيز مجتمع أكثر صحة. من خلال تسليط الضوء على انتشار السقوط والعوامل المرتبطة به، دعت هذه الدراسة إلى جهد مشترك بين مقدمي الرعاية الصحية وصناع السياسات والمجتمع لتنفيذ تدخلات موجهة يمكن أن تقلل بشكل كبير من حالات السقوط، مما يساهم في تحسين جودة الحياة لكبار السن في قطر.

ويعتزم فريق البحث استكشاف العوامل البيئية والوضعية المساهمة في حالات السقوط، وتطوير تدخلات موجهة للفئات الأكثر عرضة للخطر، خاصةً الذين يعانون من أمراض مزمنة، وإطلاق برامج مجتمعية لتوعية كبار السن ومقدمي الرعاية لهم حول الوقاية من السقوط. ويدرك الباحثون أن عوامل مثل السلامة المنزلية، والأحياء القابلة للمشي، والدعم المجتمعي تلعب جميعها أدواراً حاسمة، ويشددون على أهمية خلق بيئات داعمة تمكن كبار السن من الحفاظ على استقلاليتهم بأمان.

لمزيد من المعلومات، يرجى التواصل مع: الدكتورة ديانا السيد حسن، أستاذة مساعدة في قسم الصحة العامة، كلية العلوم الصحية، على البريد الإلكتروني:  dalsayed@qu.edu.qa



من خلال الاستمرار في التصفح أو النقر على قبول جميع ملفات جمع البيانات "كوكيز"، فإنك توافق على تخزين ملفات جمع البيانات للطرف الأول والغير على جهازك لتسهيل تصفحك للموقع وتحليل استخدام الموقع والمساعدة في جهودنا التسويقية.