بحضور سعادة السيدة لولوة بنت راشد الخاطر، وزير التربية والتعليم والتعليم العالي، والدكتورة فاطمة الكبيسي، عميد كلية الآداب والعلوم، اختتم مركز دراسات الخليج في جامعة قطر بالتعاون مع كرسي دولة قطر لدراسات المنطقة الإسلامية في جامعة واسيدا اليابانية أعمال المؤتمر السنوي التاسع متعدد التخصصات الذي جاء تحت عنوان الخليج بين الاستقرار والفوضى في النظام الإقليمي الناشئ.
وجمع هذا المؤتمر نخبة من الخبراء والباحثين من مختلف التخصصات؛ حيث شارك في المؤتمر أكثر من 20 باحث تناولوا وجهاتهم ودراساتهم التي تعزز فهم أعمق للتحولات الجارية وآثارها على استقرار وازدهار المنطقة.
وفي كلمتها، قالت سعادة السيدة لولوة بنت راشد الخاطر، وزير التربية والتعليم والتعليم العالي:" اليوم، بينما نشهد حروب إبادة وأزمات إنسانية متسارعة، نجد أنفسنا مضطرين لمواجهة حقيقة أن الأنظمة السياسية والقانونية الدولية التي كنا نعتمد عليها سابقًا تتداعى، كاشفة عن هشاشة النظام العالمي الذي عهدناه. هذا الانهيار يثير تساؤلات ملحة لنا جميعًا، وخاصة لنا في منطقة الخليج، مما يثير تساؤلاتنا حول تأثير هذه الإخفاقات الدولية على منطقة الخليج، وكيفية الاستعداد لمستقبل يبدو أن المؤسسات الدولية المعنية بتحقيق العدالة والاستقرار فيه باتت أقل فعالية، وربما أقل عدالة وإنصاف".
وأكدت على أنه مع تطور هذه الديناميكيات، يصبح من الضروري معالجة التأثيرات المحددة على منطقتنا. بالرغم من التحديات، ظلت منطقة الخليج رمزًا للصمود والتعاون، ومع ذلك، تذكرنا التحولات الأخيرة بأننا لسنا بمنأى عن التحديات التي تشكل العالم اليوم، وقالت: " لقد شهدنا لحظات من الوحدة والمصالحة داخل مجلس التعاون الخليجي، ولكننا شهدنا أيضًا بروز تنافسات جديدة خارج حدود خليجنا العربي. هذه التجارب تؤكد أن الأمن الإقليمي ليس مضمونا بالألفة الداخلية وحسب، بل يجب أن يُبنى ويُحافظ عليه تماشيًا مع التحديات الدولية التي نشهدها جميعًا".
من جانبها، أكدت الدكتورة مريم الكواري، مدير مركز دراسات الخليج، على أن هذا المؤتمر هو ثمرة تعاون بين مركز دراسات الخليج وكرسي دولة قطر لدراسات المنطقة الإسلامية في جامعة واسيدا اليابانية، وأشارت إلى أن هذا المؤتمر يجمع نخبة من الخبراء والباحثين من مختلف التخصصات. وأوضحت بأن هذا المؤتمر يأتي ليسمح للمشاركين بالإبحار معًا في عالم مليء بالتحديات، تتداخل فيه عوامل عدم الاستقرار مع الروابط المعقدة التي تجمع بين الدول والأمم.
وأشارت د. مريم إلى أن منطقة الخليج العربي، أصبحت محط أنظار العالم لما تمثله من أهمية استراتيجية في التوازنات الدولية. ولكن، منذ حرب الخليج الأولى والتي كانت تمهيدًا لحرب عميقة، أصبح واضحًا أن النتائج تتجاوز الأسباب الظاهرة، وأن القوى الكبرى لم تسعَ لحل نزاع المحلي، بل لتحقيق أهداف أبعد بكثير ترتبط بإعادة تشكيل النظام الإقليمي ( أو ما يسمى الشرق الأوسط الجديد) في منطقتنا. وأوضحت بأن هذه الصراعات أخذت شكلًا أكثر تعقيدًا، مما يستدعي العمل والتفكير بجد لتعزيز ثقافة الأمن والاستقرار.
وبدوره، وأكد الدكتور عبدالله بوعبود، أستاذ كرسي دولة قطر لدراسات المنطقة الإسلامية في جامعة واسيدا اليابانية – عضو في مركز دراسات الخليج، على أهمية هذا المؤتمر، بقوله:" يأتي هذا المؤتمر السنوي بنسخته التاسعة يأتي في توقيت حرج يتزامن مع التغيرات الكبرى التي تشهدها منطقتنا على المستوى الإقليمي والعالمي؛ حيث يسعى هذا المؤتمر إلى تسليط الضوء على هذه التحولات التي تتطلب الكثير من الفحص والفهم، لمعرفة انعكاساتها على الاستقرار في المنطقة، هذه الفرصة الأكاديمية تجمع نخبة من الخبراء لدراسة كيفية تأثير هذه المتغيرات على الخليج والشرق الأوسط، في ظل وجود المنطقة في قلب العالم كحلقة وصل بين الشرق والغرب".
وأضاف الدكتور بوعبود مشيدًا بالشراكة التي أثمرت عن هذا الحدث: " إن شراكتنا بين جامعة قطر وجامعة واسيدا في اليابان تعكس التزامًا مشتركًا بتقديم حدث أكاديمي مميز يلقي الضوء على القضايا الحيوية في المنطقة. أنا فخور بمشاركتي في إدارة إحدى الجلسات التي تناقش انعكاسات التغيرات على منطقة الشرق الأوسط والخليج، خاصة في سياق الطاقة المتجددة والاقتصادات الإقليمية".
عبّر الدكتور حسن السيد، أستاذ القانون العام بكلية القانون بجامعة قطر، عن سعادته بحضور المؤتمر السنوي التاسع متعدد التخصصات الذي تنظمه كلية الآداب والعلوم من خلال مركز دراسات الخليج، وقال الدكتور حسن، "يعدّ موضوع هذا المؤتمر في غاية الأهمية، خصوصًا في ظل الظروف الراهنة. هذا المؤتمر الممتد على مدار يومين جمع بين مشاركين متنوعين، ليس فقط من دولة قطر، بل أيضًا من مختلف دول الخليج. وتكمن أهمية المؤتمر في تسليطه الضوء على التحديات التي نعيشها حاليًا، حيث شهدنا خلال فترة زمنية قصيرة العديد من الأحداث التي كان لها تأثير كبير، ليس فقط على العالم العربي، بل على الساحة الدولية أيضًا".
وأشاد الدكتور حسن بجهود الدكتورة مريم الكواري، مدير مركز دراسات الخليج، في تنظيم هذا الحدث، وأضاف: "أنا على يقين أن وجودهم سيثري النقاشات في المؤتمر، وستثمر عن توصيات قيّمة. ونتمنى أن يحقق هذا المؤتمر أهدافه، وأن يسهم بشكل فاعل في فهم وإدارة الديناميكيات المعقدة التي تشكل منطقة الخليج اليوم".
وأكدت مخرجات المؤتمر على أن منطقة الخليج برزت كوحدة تحليلية في الدراسات الإقليمية ولها خصائص مميزة كالهوية والتاريخ و نشأة وتشكيل الدولة. هذه السمات لا تؤثر على الديناميكيات مجلس التعاون الخليجي الداخلية وحسب وإنما أيضًا تؤثر على التفاعلات الخليج مع المنطقة والعالم، كما أظهرت الأوراق العلمية أن دولة قطر ( كدراسة حالة) مهمة ومثيرة للاهتمام لتحقيق الاستقرار الإقليمي من خلال جهود الوساطة والدبلوماسية الهجينة التي تعتمد على الفاعليين غير الدول وأدوات القوة الناعمة. يمكن للدول الصغيرة التي تسعى لتحقيق مكانة في النظام الإقليمي أن تلعب دور بارز ومحوري في حل النزاعات واستقرار المنطقة.