اختتمت كلية الآداب والعلوم بجامعة قطر المنتدى السابع عشر لعلوم الحياة، الذي انعقد هذا العام تحت عنوان "التقانات الحيوية لبناء اقتصاد حيوي دائري مستدام" برعاية كل من بنك قطر الوطني، وشركة إنترتريد للتوريدات الفنية، وشركة ميد تيك. وجمع هذا الحدث السنوي نخبة من العلماء والخبراء من داخل قطر وخارجها، ليكون منصة علمية هامة تسهم في تعزيز مكانة قطر كوجهة رائدة في مجالات البحث العلمي والابتكار، مع التركيز هذا العام على دور التقانات الحيوية في تحقيق الاستدامة الاقتصادية والبيئية.
وهدف هذا المنتدى إلى تسليط الضوء على أهمية الاقتصاد الدائري المستدام في دولة قطر، مع التركيز على القطاعات الحيوية كـالبيئة، الزراعة، الأغذية، والمحيط البحري. واستكشاف الفرص المتاحة لتعزيز ريادة الأعمال البحثية والتطبيقية في مجال التقانات الحيوية، بما في ذلك تطوير ونقل التكنولوجيا وإنشاء الشركات الناشئة ودور القطاع الصناعي في هذا الصدد. وناقش المنتدى عدة محاور، أهمها؛ التقانات الحيوية الزراعية والغذائية، والمعالجة الحيوية للملوثات، ومصادر الطاقات الحيوية، وكذلك التقانات الحيوية البحرية وتربية الأحياء المائية، وريادة الأعمال لبناء اقتصاد حيوي دائري مستدام، وتطوير ونقل التقانات الحيوية وإنشاء الشركات الناشئة، وستكون حلقة نقاش مخصصة لمشاركة الأفكار والتجارب في هذا المجال.
وفي هذا السياق، عبّر الدكتور محمد الغوطي، رئيس قسم العلوم البيولوجية والبيئية بالإنابة بكلية الآداب والعلوم بجامعة قطر، عن أهمية هذا الحدث بقوله: "هذا المؤتمر يمثل انعكاسًا لرحلة طويلة من التميز الأكاديمي والبحثي. على مدار ستة عشر نسخة سابقة، تمكنا من تسليط الضوء على موضوعات حيوية مثل التنوع البيئي والنباتات البحرية مثل شجر المانغروف والأمراض المزمنة. هذه النسخة السابعة عشرة هي خطوة انتقالية جديدة تسلط الضوء على دور التقانات الحيوية في الاستدامة، وخصوصًا في بناء اقتصاد دائري يقوم على إعادة استخدام الموارد وتحويل النفايات إلى موارد ذات قيمة مضافة".
وأضاف الدكتور الغوطي: "نسعى جاهدين من خلال هذه المنصة إلى جمع الأكاديميين والخبراء والصناعيين في حلقة نقاش متكاملة. نستعرض هذا العام نماذج حية عن كيفية الانتقال من البحث الأكاديمي إلى التطبيقات الصناعية، من خلال مشاركة متحدثين بارزين من قطاعات مختلفة، بما في ذلك ممثلون من شركات عالمية مثل إكسون موبيل، فضلًا عن التعاون الوثيق مع مراكز البحوث الرائدة داخل الجامعة. هذا المنتدى ليس مجرد حدث علمي، بل هو محطة لبناء جسور التعاون بين المجال الأكاديمي والمجال الصناعي."
وأضاف: "إن هذا الحدث يُبرز الدور الريادي لجامعة قطر في دعم الأبحاث المتقدمة التي تتناول القضايا الحيوية. نحن لا نكتفي بمناقشة الأفكار النظرية، بل نركز على تقديم حلول قابلة للتطبيق تلبي احتياجات المجتمع وتسهم في تحقيق رؤية قطر الوطنية 2030 في مجال التنمية المستدامة".
من جانبها، أشادت الدكتورة فاطمة الخياط، العميد المساعد للعلوم التطبيقية والعلوم بكلية الآداب والعلوم بجامعة قطر، الدور المحوري للمنتدى في تعزيز البحث العلمي، مشيرة إلى أن المنتدى يعكس التزام الجامعة بمناقشة القضايا العلمية ذات الأولوية. وقالت: "هذا الحدث السنوي يُعد منصة حيوية لتبادل الأفكار والخبرات. نحن نعمل على استقطاب أبرز العلماء من أنحاء العالم لمشاركة أحدث التطورات في مجالات علوم الحياة. هذا العام، نركز على أهمية التقانات الحيوية في بناء اقتصاد مستدام، وهو موضوع يلامس احتياجاتنا الملحة لمواجهة التحديات البيئية وتحقيق الازدهار الاقتصادي".
وأضافت الدكتورة الخياط: "يُعد المنتدى فرصة مميزة للطلاب من جميع المراحل الأكاديمية للمشاركة الفعالة، سواء من خلال تقديم أوراق بحثية أو من خلال مسابقة البوسترات العلمية التي تهدف إلى تشجيع المواهب البحثية الشابة. هذه الفعالية ليست فقط فرصة للتعلم، ولكنها أيضًا فرصة للتألق والتميز، حيث سيحصل الطلاب المتميزون على جوائز قيمة".
وشهد المنتدى مشاركة واسعة من خبراء عالميين، من بينهم علماء بارزون من كوريا الجنوبية، المملكة المتحدة، فرنسا، وسلطنة عمان، إلى جانب متحدثين محليين من وزارة البيئة ومراكز البحوث الوطنية. كما سيشمل المنتدى جلسات متنوعة تغطي موضوعات رئيسية مثل التقانات الحيوية الزراعية والغذائية، المعالجة الحيوية للملوثات، تربية الأحياء المائية، ودور ريادة الأعمال في إنشاء اقتصاد حيوي دائري.