كشفت كلية الإدارة والاقتصاد في جامعة قطر بكل فخر عن النسخة الإقليمية الأولى من مسابقة الاستدامة بين طلاب وطالبات تحالف كليات إدارة الأعمال في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا من أجل الاستدامة MEBAS، وهي عبارة عن تحدي محاكات تعليمية مصممة لتعزيز فهم الاستدامة من خلال التعليم التفاعلي التطبيقي يقوم من خلالها الطلبة بالموازنة بين تحقيق الربح ورفع الكفاءة للشركة وبين المحافظة على الموارد والبيئة. ولقد اشتملت هذه المسابقة المبتكرة علي فرق طلابية من جميع أنحاء منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا وذلك للمشاركة في استراتيجيات عملية لممارسات الأعمال المستدامة تحت شعار "تعزيز الاستدامة من خلال اللعب والتعلم".
وركزت المسابقة، وهي الأولى من نوعها في المنطقة، على دمج المعرفة الأكاديمية مع سيناريوهات الأعمال الواقعية لتعزيز الاستدامة والقيادة الأخلاقية بين قادة المستقبل في عالم الأعمال.
وشهد الحدث مشاركة عشرة فرق جامعية من مختلف أنحاء الشرق الأوسط، بما في ذلك مؤسسات مرموقة مثل كلية ESCA للإدارة في المغرب، وكلية الملك طلال لتكنولوجيا الأعمال في بجامعة الأميرة سمية للتكنولوجيا في الأردن، والجامعة الأمريكية في بيروت بلبنان، وجامعة الملك سعود وجامعة الأمير سلطان من السعودية. بالإضافة إلى ذلك ساهمت دولة الإمارات العربية المتحدة بثلاثة فرق من كلية إدارة الأعمال في جامعة عجمان، وكلية الإدارة والاقتصاد في جامعة الإمارات العربية المتحدة، وكلية دبي للأعمال في جامعة دبي، وكلية إدارة الأعمال في جامعة الكويت، مع وجود فريق جامعة قطر التي تشارك وتستضيف الحدث في نفس الوقت.
وعلقت الأستاذة الدكتورة رنا صبح عميد كلية الإدارة والاقتصاد في جامعة قطر والرئيس الحالي لتحالف كليات إدارة الأعمال من أجل الاستدامة في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا (MEBAS) والذي تأسس في شهر أكتوبر من السنة الماضية قائلة: "إن إطلاق المسابقة الإقليمية للاستدامة هي خطوة مهمة في رحلة تعزيز الاستدامة في المنطقة، ونحن في كلية الإدارة والاقتصاد بجامعة قطر نفخر بدورنا في توجيه هذا الجهد الملهم والذي يعكس تفاعل الطلاب مع هذه المسابقة ورغبتهم الجادة في تحقيق التغيير الإيجابي في المجتمع، إن توجيه أفكارهم نحو حلول مستدامة وقيادة الأعمال بأخلاقيات عالية يمثل أساساً مهماً لبناء مستقبل أفضل."
وأضافت الدكتورة رنا صبح، "نود أن نشكر جميع الطلاب المشاركين على اهتمامهم وتفانيهم في هذه المسابقة، ونتمنى لهم كل التوفيق في رحلتهم نحو تحقيق التغيير الإيجابي. إن انخراطهم في مثل هذه المبادرات يعكس تفاؤلهم وإيمانهم بأنه يمكنهم تحقيق فرق في العالم من حولهم.".
وقال الدكتور هاني كامل، الأستاذ المشارك في كلية الإدارة والاقتصاد بجامعة قطر: "يسعدنا إطلاق هذه المبادرة، والتي لا تتحدى الطلاب للتفكير النقدي حول الاستدامة فحسب، بل أيضًا لتطبيق هذه المفاهيم في بيئات الأعمال المحاكاة. وتشمل المبادرة التركيز على المجالات الآتية مثل التعليم والبحث وربط الطلاب والأكاديميين بمجتمع الأعمال. كما نهدف إلى زيادة الوعي والمشاركة بين طلابنا، والذين نعتبرهم قادة المستقبل في منطقتنا، وتزويدهم بالمهارات والخبرات اللازمة لدخول سوق العمل بتحدياته المعاصرة."
ويواجه كل فريق في هذه المنافسة تحديات استراتيجية تدمج التأثيرات البيئية والممارسات الاقتصادية المسؤولة في عمليات صنع القرار. وأكد الدكتور كامل أن هذه المسابقة أكثر من مجرد مسابقة؛ إنه جهد تعاوني لغرس ثقافة الاستدامة والقيادة الأخلاقية بين قادة الأعمال المستقبليين في منطقتنا.
يتجاوز الهدف من مسابقة محاكاة الاستدامة الإقليمية مجرد المنافسة. فهي تهدف إلى إنشاء روابط مشتركة بين الطلاب، ومساعدتهم على بناء العلاقات وتبادل الأفكار، وبالتالي اعداد قادة للمستقبل على دراية جيدة بكيفية تحقيق التوازن بين الربحية والمحافظة على البيئة المحيطة.
وعلقت الدكتورة نوف المقوشي، أستاذ مساعد و وكيلة قسم الإدارة لكلية ادارة الأعمال بجامعة الأمير سلطان، قائلة: "تلعب المسابقة دورًا حاسمًا في توسيع آفاق الطلاب وتعزيز قدراتهم على التواصل، بالإضافة إلى فهم أعمق لأهمية الاستدامة والحفاظ على البيئة. وهي قضايا محورية تهم جميع القطاعات سواء التعليمية أو الحكومية أو الخاصة."
وأضافت الدكتورة نوف: "إن مثل هذه التجارب تساهم بشكل كبير في إعداد الطلاب لمستقبل مهني ناجح، حيث يتعلمون كيفية مواجهة التحديات بفعالية واكتساب مهارات قيمة في التعامل مع مختلف السيناريوهات والمواقف. وهذا يعزز قدرتهم على التقدير والفهم العميق لدور المؤسسات وأهمية التعاون والعمل ضمن فرق متنوعة. كما يتيح لهم فرصة الالتقاء بطلبة من جامعات أخرى، مما يثري تجربتهم التعليمية ويجعلها أكثر شمولية وتفاعلية".
وتم تكريم الفرق الفائزة بالمسابقة، حيث فاز كل من فريق كلية الإدارة والاقتصاد بجامعة قطر بالمركز الأول، وفريق كلية إدارة الأعمال، جامعة الأمير سلطان بالمملكة العربية السعودية بالمركز الثاني، وحصل فريق كلية سليمان العليان لإدارة الأعمال، الجامعة الامريكية في بيروت على المركز الثالث.
ويؤكد هذا الحدث التزام كلية الإدارة والاقتصاد بجامعة قطر بقيادة الطريق في مجال التعليم المستدام من خلال دمج التعليم الأكاديمي مع التطبيق العملي، ومن خلال إعداد الطلاب لاتخاذ قرارات تعود بالنفع على أعمالهم وكذلك على بيئتهم المحيطة بهم، وبالتالي المساهمة بشكل إيجابي في التحدي العالمي المتمثل في تغير المناخ.
نبذة عن التحالف
اتخذت كلية الإدارة والاقتصاد في جامعة قطر، بالشراكة مع 15 جامعة معتمدة في جميع أنحاء الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، خطوة رائدة في مجال تعزيز مفهوم الاستدامة ومواجهة تغير المناخ؛ إذ يسعى إنشاء تحالف كليات إدارة الأعمال في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا من أجل الاستدامة (MBSA) إلى تعزيز التعاون الإقليمي بين المؤسسات المعتمدة أكاديميا، والمعترف بها لدى جمعية تطوير كليات إدارة الأعمال (AACSB). ويكرس التحالف جهوده للتخفيف من تأثير تغير المناخ، وتعزيز الحفاظ على البيئة، وتحقيق أهداف التنمية المستدامة والتي حددتها الأمم المتحدة منذ عام 2015.