اكتشاف مركب جديد في الطماطم يمنح الأمل لصحة العين لدى مرضى السكري
قام باحثون في كلية التمريض بالقطاع الصحي بجامعة قطر، وبالتعاون باحثين من كلية الطب في جامعة الملك خالد بالمملكة العربية السعودية وكلية الصيدلة في جامعة الزرقاء الخاصة بالمملكة الأردنية الهاشمية، باكتشاف ثوري يمكن أن يغير علاج تلف شبكية العين الناتج عن مرض السكري. هذا الاكتشاف يمهد الطريق لعلاجات أكثر أماناً وأقل تكلفة لاعتلال الشبكية السكري، الذي يعد سبباً رئيسياً للإصابة بالعمى لدى مرضى السكري.
تكشف دراستهم أن مركبًا طبيعيًا يوجد في الطماطم، يُدعى إسكوليزيد A (ESA)، يظهر وعدًا في منع الأضرار التي تلحق بالشبكية والتي غالبًا ما تؤدي إلى العمى لدى مرضى السكري. ويعتبر اعتلال الشبكية السكري، الناجم عن ارتفاع مستويات السكر والدهون في الدم التي تتسبب في تلف الشبكية، أحد الأسباب الرئيسية لفقدان البصر لدى مرضى السكري. أظهرت الدراسة التي نشرت في مجلة "بيو ميديسين أند فارماكولوجي" التابعة لدار النشر "إلزيفير" أن المركب النقي من الطماطم، إسكوليوسايد A (ESA)يمكنه تقليل تلف الشبكية بشكل كبير لدى الفئران المصابة بالسكري وقد أوضحت الدراسة عن آلية عمل المركب ESA والتي تعتمد بشكل كلي على تنشيط عنصر الاستنساخ في الخلية الذي يسمى Nrf2. ويمكن أن يلعب هذا الاكتشاف دورًا حاسمًا في وقف تطور اعتلال الشبكية السكري.
ووصف الدكتور محمود الخطيب، باحث رئيسي مشارك في الدراسة ومحاضر في كلية التمريض بجامعة قطر، النتائج بأنها شعاع أمل لمرضى السكري في جميع أنحاء العالم قائلاً: " أضأنا بارقة أمل لمرضى السكري حول العالم بجهدنا المشترك. إن اكتشاف قدرة مركب ESA على الوقاية من اعتلال الشبكية السكري يمثل نقطة تحول جوهرية في مسيرة البحث الطبي."
وشملت الدراسة الفئران المصابة بالسكري من النوع الأول التي تم علاجها بـمركب ESA، والتي أظهرت تحسنًا كبيرًا في صحة الشبكية دون تغيير مستويات السكر أو الدهون في الدم. وتضمنت الدراسة تحليلات كيميائية حيوية دقيقة، وفحوصات نسيجية، وتقنيات جزيئية متقدمة لكشف آليات عمل مركب ESA. على عكس العلاجات الحالية التي تأتي مع آثار جانبية وتكلفة عالية، يقدم مركب ESA بديلاً طبيعياً وأكثر أماناً.
يعد مرض السكري مشكلة صحية عالمية كبيرة، ويُعتبر اعتلال الشبكية السكري أحد مضاعفاته الشائعة التي يمكن أن تؤثر بشكل كبير على جودة الحياة. غالباً ما تكون العلاجات الحالية، مثل العلاج بالليزر وحقن العين، مكلفة وجائرة. ومع ذلك، يمكن أن يوفر مركب ESA الطبيعي خيار علاج أكثر سهولة وأقل تكلفة، مما يحسن من النتائج لدى ملايين من المرضى حول العالم.
بالرغم من أن النتائج الأولية للدراسة واعدة، إلا أن هناك الكثير مما يجب اكتشافه حول آليات عمل مركب ESA وتأثيره على اعتلال الشبكية السكري في مراحله المختلفة. يخطط الباحثون لإجراء اختبارات أكثر تقدماً، تبدأ في المختبرات ثم تنتقل إلى التجارب السريرية، لضمان فعالية وسلامة مركب ESA على البشر
ومن ناحيته، أكد الدكتور هشام الشيخلي، أستاذ مساعد في كلية التمريض بجامعة قطر، ومشارك في الدراسة، على أهمية البحث المستمر. وقال الدكتور الشيخلي: "بينما نستكشف إمكانيات مركب ESA، ندرك أن هناك الكثير مما لا نفهمه بعد. نحتاج إلى دراسته بشكل أكبر في المختبرات، خاصة كيفية تفاعله مع البروتينات مثل Nrf2 وREDD1. نحن ملتزمون بالتعلم أكثر من خلال التجارب السريرية الدقيقة لضمان أن مركب ESA آمن وفعال للاستخدام في الحياة الواقعية. طريقنا مليء بالتحديات، ولكننا مدفوعون بإيماننا بأن أبحاثنا يمكن أن تُحدث فرقا ً في رعاية مرضى السكري. معاً، نعمل من أجل مستقبل أفضل للمرضى."
لمزيد من المعلومات حول هذه الدراسة، يرجى التواصل مع الدكتور محمود الخطيب على البريد الإلكتروني m.alkhateeb@qu.edu.qa.