ثورة في عالم الطب
تمكن طلاب السنة الخامسة بكلية الطب في جامعة قطر من تطوير طريقة مبتكرة لتشخيص متلازمة خلل التنسج النقوي، وهي حالة تؤثر على طريقة تكوين الجسم للدم، باستخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي والتعلم الآلي، مما يسمح بتشخيص أسرع وأدق لهذه الحالة الطبية. يمثل هذا البحث نقلة نوعية في تشخيص وعلاج متلازمة خلل التنسج النقوي، وهو اضطراب يؤثر على النخاع العظمي ويمكن أن يؤدي إلى أمراض خطيرة مثل اللوكيميا. يأتي هذا الإنجاز بعد حصول الكلية على اعتماد من الجمعية المرموقة لتقييم واعتماد برامج التعليم الطبي تيبداد، مما يعكس التزامها بتقديم أفضل البرامج التعليمية والبحثية في الطب.
يتناول البحث تطوير طرق تشخيص متلازمة خلل التنسج النقوي عبر دمج التكنولوجيا المتقدمة كالذكاء الاصطناعي والتعلم الآلي، مما يسمح بتبني إجراءات تشخيصية آلية وسريعة. تُعرف متلازمة خلل التنسج النقوي بأنها مجموعة من الاضطرابات الدموية التي تنجم عن خلل في الخلايا المخصصة لإنتاج الدم في الجسم البشري. وتشير الإحصائيات إلى أن حوالي 30% من حالات هذه المتلازمة قد تتطور إلى حالات أكثر خطورة، مثل مرض ابيضاض الدم النقوي الحاد، وهو نوع من السرطان يصيب الدم ونخاع العظم. لذلك، يعتبر الكشف المبكر عن هذه المتلازمة أمرًا حاسمًا لمنع تطورها إلى مراحل أكثر خطورة.
في الوقت الراهن، تعتمد العمليات التشخيصية المستخدمة في قطر وعلى الصعيد الدولي على اختبارات طويلة الأمد تشمل فحوصات الدم وأخذ عينات من نخاع العظم وغيرها من المعلومات الضرورية. ومع ذلك، فإن استخدام تقنيات التعلم الآلي يعزز القدرة على جعل هذه العملية أسرع وأدق. إن تطبيق نماذج التعلم الآلي يمثل تقدمًا واعدًا يمكن من خلاله تقليص الزمن والتكاليف والموارد المطلوبة لإتمام التشخيص، مما يؤدي إلى تحسين كفاءة الإجراءات التشخيصية وزيادة فاعليتها.
تُسند هذه الدراسة إلى طلاب السنة الخامسة في كلية الطب بجامعة قطر، وهم أمجد الشعيبي، وأحمد بدر، وباسل السيد، وعمر متولي، ومحمد الحضري، الذين أسهموا جميعًا في تصميم ومنهجية وتوثيق هذا البحث. وقد أفصح أمجد الشعيبي، أحد الطلاب المشاركين في البحث، عن بالغ حماسه قائلاً: "أشعر بحماس شديد لكوني جزءًا من مشروع قادر على تعزيز عملية تشخيص متلازمة خلل التنسج النقوي. هذا الجهد يُبرز أهمية العمل الجماعي ويجسد روح التعاون، وأنا ممتن لأنني أتيحت لي الفرصة للعمل مع مرشدين وزملاء محترمين في هذا المجال."
وتولى المتخصصون في المجال الطبي الناشئ في دولة قطر زمام المبادرة في هذا البحث الرائد، مما يعكس التزام الدولة بتطوير الرعاية الصحية من خلال الحلول المبتكرة. فقد قام فريق البحث، المكون من خبراء من تخصصات متعددة مثل الطب وعلوم الحاسوب والمعلوماتية الحيوية، باستغلال إمكانيات خوارزميات الذكاء الاصطناعي والتعلم الآلي بفعالية لتحسين دقة تشخيص متلازمة خلل التنسج النقوي. هذا التكامل بين التكنولوجيا والطب يُنبئ بتحسن ملحوظ في الدقة والكفاءة في تحديد وتصنيف حالات المتلازمة.
كما وقام الفريق بمراجعة منهجية لقواعد البيانات الطبية المختلفة، شاملة مسحة الدم المحيطية وخزعة نخاع العظم وبيانات قياس التدفق الخلوي، وركز بشكل خاص على المقالات البحثية الأصلية التي تناولت استخدام خوارزميات الذكاء الاصطناعي والتعلم الآلي في تشخيص متلازمة خلل التنسج النقوي في الإنسان. ولضمان الحفاظ على جودة وأهمية الدراسة، استبعد الفريق الأبحاث التي تشمل الحيوانات والمراجعات والمقالات غير الأصلية وملخصات المؤتمرات، حيث تم اختيار اثنتي عشرة مقالة استوفت جميع معايير الاشتمال في المراجعة النهائية.
وأظهر هذا النهج المتكامل جدوى وفوائد دمج الذكاء الاصطناعي والتعلم الآلي في فهم متلازمة خلل التنسج النقوي، مما أسفر عن تحسن ملحوظ بنسبة 65% في دقة التشخيص. وبالاستفادة من هذه التقنيات المتطورة، يطمح الفريق البحثي إلى إحداث ثورة في الدقة والكفاءة في تحديد وتصنيف حالات متلازمة خلل التنسج النقوي، مقدمًا بذلك تطورًا جوهريًا في هذا المجال.
تم تعزيز الدراسة بالتعاون مع الأستاذ الدكتور محمد ياسين، عضو هيئة التدريس الكلينيكي في كلية الطب بالقطاع الصحي بجامعة قطر ورئيس قسم أمراض الدم في المركز الوطني لعلاج وأبحاث السرطان. وقد علق الدكتور ياسين على البحث قائلاً: "تستفيد أبحاثنا المتقدمة من الذكاء الاصطناعي لإحداث ثورة في تشخيص متلازمة خلل التنسج النقوي. هذا النهج المبتكر يضمن اكتشافًا أسرع وأكثر دقة، ما يمثل قفزة نوعية في التكنولوجيا الطبية. ومن خلال النماذج الآلية، نهدف إلى تعزيز الكفاءة وخفض التكاليف وإحداث تحول جذري في الرعاية الصحية، مع التركيز على أهمية الكشف المبكر لمنع تطور المتلازمة وتحسين نتائج العلاج للمرضى داخل قطر وخارجها."
تمثل هذه الدراسة بداية مهمة في رحلة تشخيص أمراض الدم. ومع تقدير الفوائد المحتملة للذكاء الاصطناعي كأداة داعمة لأخصائيي علم الأمراض وأمراض الدم. وأكد فريق البحث على ضرورة مواصلة البحث والتحقيق والتكيف مع سياق الرعاية الصحية في قطر. ومع تطور الذكاء الاصطناعي بشكل مستمر، تتوقع الدراسة أن يتم تفعيل الإمكانيات الكاملة لهذه التقنية، مما سيؤدي إلى تحسين إدارة متلازمة خلل التنسج النقوي وتعزيز نتائج العلاج للمرضى.
إن هذا البحث المتقدم لا يسلط الضوء فقط على التزام دولة قطر بتطوير الرعاية الصحية من خلال الابتكار والتعاون، بل يعزز أيضاً دور الدولة كفاعل رئيسي في تشكيل مستقبل تشخيص أمراض الدم.
لمزيد من المعلومات، يرجى التواصل مع الأستاذ الدكتور محمد ياسين، أستاذ كلينيكي لأمراض الدم بكلية الطب بجامعة قطر، ورئيس قسم أمراض الدم بمؤسسة حمد الطبية، على: yassin@hamad.qa
نبذة عن القطاع العلوم الصحي في جامعة قطر:
كجزء من جامعة قطر، نسعى جاهدين لنكون قادة في تعليم المهن الصحية، والبحوث، والرعاية السريرية، والمشاركة المجتمعية من خلال التعليم الصحي المتداخل والشراكة. هدفنا هو إلهام الأفراد وتمكينهم، مما يؤدي في النهاية إلى التميز والابتكار لمجتمعات صحتها أفضل.
تم إطلاق قطاع العلوم الصحية والطبية عام 2017، تماشيا مع رؤية قطر الوطنية 2030 للتعليم والصحة ولمواكبة احتياجات الدولة المتقدمة وتلبية احتياجات نظام الرعاية الصحية. رؤيتنا تتمثل برغبتنا في أن نكون رائدين في مجال التعليم الصحي المتداخل والأبحاث الصحية متعددة المجالات. وأن نصبح الخيار الأول للطلاب والباحثين والدافع الوطني للابتكار في هذا المجال. يضم القطاع خمس كليات (الطب، والأسنان، والصيدلة، والعلوم الصحية، والتمريض)
موقع القطاع الصحي
Facebook: @QUHealth Instagram: @QU_Health LinkedIn: QU-Health Twitter: @QU_Health