لتعزيز الابتكار وريادة الأعمال وتحقيق رؤية قطر 2030
في إطار تعزيز الابتكار وريادة الأعمال في دولة قطر، نظم مركز الريادة والتميز المؤسسي التابع لكلية الإدارة والاقتصاد في جامعة قطر المسابقة الوطنية لريادة الأعمال " الفكرة" لعام 2024 في نسختها الثانية، بالتعاون مع بنك قطر للتنمية وذلك بحضور عدد كبير من أعضاء الهيئات التدريسية من مختلف الجامعات، وشخصيات من مؤسسات حكومية وغير حكومية. وتأتي هذه المسابقة لفتح الأبواب أمام الشباب القطري للدخول في عالم الأعمال وتحفيزهم على تقديم أفكار مبتكرة تسهم في التنمية الاقتصادية والاجتماعية للدولة.
وتعمل المسابقة على توفير منصة فريدة للشباب لعرض مشاريعهم وأفكارهم الريادية أمام مجموعة من الخبراء والمستثمرين المرموقين، وتمكنهم من الحصول على الدعم المالي والاستشاري اللازمين لتحويل هذه المشاريع الفائزة إلى مشاريع واقعية وقابلة للتطبيق ولضمان نجاحها واستدامتها في السوق.
في تصريح لها، قالت الدكتورة رنا صبح، عميد كلية الإدارة والاقتصاد بجامعة قطر: "تأتي هذه المسابقة الوطنية في مجال الريادة لتشمل طلبة من جامعات متنوعة في قطر، وتضم فئتي الطلاب والدكاترة والباحثين من جميع الكليات. المسابقة تعد منصة حيوية لدعم وتطوير المهارات الريادية للأفراد، وتسهم أيضًا في تعزيز الثقافة الريادية ليس فقط داخل الحرم الجامعي بين الطلاب وأعضاء الهيئة التدريسية، بل وفي المجتمع بأكمله."
وأضافت، "المسابقة تفيد الطلاب بشكل كبير خاصة أن البرنامج يشتمل على رحلة تدريبية موسعة، حيث تبدأ جميع الفرق المشاركة رحلتهم بفكرة بسيطة دون خبرة سابقة في مجال الأعمال أو دراسة السوق، ومن ثم يتعلمون المهارات اللازمة لتطوير أفكارهم خلال هذه الرحلة التدريبية المكثفة، كما يُتاح لهم فرصة بناء حاضنة داعمة سواء من الدولة أو الشركات الخاصة لتبني هذه الأفكار."
من جهة أخرى صرح الدكتور حمد سالم مجيغير، المدير التنفيذي للخدمات الاستشارية وحاضنات الأعمال في بنك قطر للتنمية: "مع كل نسخة جديدة من مسابقة "الفكرة" نشعر بأهمية هذا النوع من المبادرات لما نشهده من أفكار ريادية ومبتكرة من شبابنا في الجامعات. وبصفتنا الشريك الاستراتيجي لمسابقة الفكرة، فإننا نسعى جاهدين لتعزيز بيئة الابتكار وريادة الأعمال ونلتزم بتطوير المواهب وصقلها، من خلال التعاون المستمر مع المؤسسات التعليمية والجهات الفاعلة في المجتمع لإعداد جيل متميز في ريادة الأعمال، وقادر على المساهمة في إثراء وتطوير الاقتصاد الوطني."
من جانبه، صرح الدكتور سعيد البنا، مدير مركز الريادة والتميز المؤسسي التابع لكلية الإدارة والاقتصاد في جامعة قطر قائلاً: "المسابقة موجهة خصيصًا لأفراد الجامعة، شاملةً الطلاب وأعضاء الهيئة التدريسية والموظفين. وقد ركزت بشكل خاص على الجوانب التكنولوجية، وهذا ما برز بوضوح من خلال المشاريع التي تم عرضها والتي كانت تقنية بالكامل."
وأضاف الدكتور البنا: "شهدت المسابقة مشاركة أكثر من 450 شخصاً، بإجمالي تجاوز 190 فريقاً. الفائزون كانوا من مختلف الجامعات في دولة قطر، ما يؤكد دور جامعة قطر كجامعة أم تحتضن جميع هذه الجامعات بالتعاون مع بنك قطر للتنمية لضمان نجاح الفعالية. نأمل أن تكون النسخ القادمة أكثر تميزًا."
من جانبه قال الأستاذ عماد سيف، باحث مشارك في مركز الريادة والتميز المؤسسي ومدرب: "في هذه النسخة من البرنامج، استهدفنا جميع الموظفين والطلاب وأعضاء هيئة التدريس في الجامعة، بهدف جذب أوسع طيف من المهارات. الغاية هي تحويل الأفكار، التي ربما كانت ستتوقف عند مرحلة براءات الاختراع أو تلك التي لها خلفيات تقنية، إلى ابتكارات قابلة للتطبيق الفعلي في السوق. الهدف هو إيجاد حلول مبتكرة يمكن أن تسهم في تحسين الحياة اليومية وتعزيز النمو الاقتصادي."
تعقيباً على ذلك، صرح السيد فرج عبد الله، مدير إدارة الاقتصاد الرقمي بوزارة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات، قائلاً: "المسابقة تحتل مكانة هامة جداً، إذ أن الاقتصاد القطري يعتمد بشكل أساسي على العنصر البشري، وهو عنصر حيوي لتحقيق رؤية قطر 2030. نشعر بالسعادة لتواجدنا هنا ولدعوتنا للمشاركة في عملية التحكيم. لقد كانت المنافسة شديدة القوة، وقد شهدنا طفرة في نوعية الشركات الناشئة، ونلاحظ تطوراً كبيراً في مستوى هذه الشركات إلى مستوى عالٍ جداً، حيث كانت المستويات متقاربة للغاية. نتمنى للذين لم يحالفهم الحظ في هذه المسابقة التوفيق في النسخ القادمة، وفي الوقت نفسه نبارك للشركات الفائزة ونتطلع إلى رؤية مشاريعهم متحققة على أرض الواقع قريباً."
وقد شهدت المسابقة فوز ثلاث فرق من كل فئة؛ حيث احتل فريق بيتش ديك (PitchDeck) من جامعة كارنيجي ميلون المركز الثالث وفريق اجري كوب (AgriCope) من جامعة الدوحة للعلوم والتكنولوجيا المركز الثاني وفريق سكوب كلير (ScopeClear)، من جامعة وايل كورنيل للطب بالمركز الأول في فئة الطلاب. أما في فئة الهيئة التدريسية، فقد فاز بالمركز الثالث فريق ماي أيد (My:Aid) من جامعة حمد بن خليفة، وفريق انفي كير (INVICARE) من جامعة قطر بالمركز الثاني، واحتل فريق هيماتو سكرين (HematoScreen) من جامعة حمد بن خليفة بالمركز الأول.
وفي تعليقه على فوز فريق جامعة قطر بالمركز الثاني، قال الدكتور بومدين الرمضاني، أستاذ مشارك في مركز الريادة والتميز المؤسسي بجامعة قطر: "نحن فخورون بشكل استثنائي بطلابنا من جامعة قطر الذين وصلوا إلى النهائيات. من بين أحد عشر فريقاً، تأهلت خمسة فرق من جامعة قطر. هذا إنجاز ليس بالأمر السهل، لقد كان من الصعب للغاية الوصول إلى هذه المرحلة نظراً لأن عدد المتقدمين تجاوز 470 متقدماً، ومن بينهم وصل أحد عشر فريقاً فقط إلى النهائيات. نحن فخورون للغاية بفريق 'إنفي كير' الذي حصل على المركز الثاني ضمن فئة الهيئة التدريسية، ولا يمكن لفخرنا أن يكون أكبر بطلابنا الذين يعدون استثنائيين بكل المقاييس."