أكد أساتذة كلية الشريعة والدراسات الإسلامية في جامعة قطر على فضل شهر رمضان المبارك وأثره الروحي على الفرد والمجتمع الإسلامي. ويستعرض هذا التحقيق الصحفي آراء عدد من أساتذة كلية الشريعة والدراسات الإسلامية حول فضائل شهر رمضان وكيفية التحضير له وأهم الأنشطة والفعاليات التي ستنظمها الكلية خلال الشهر.
وفي تصريح له بهذه المناسبة، قال د. محمد عبدالرشيد صوفي، محاضر في قسم القرآن والسنة: "إن من تعظيم شعائر الله وحسن استقبال مواسم الخير؛ الاستعداد لها والشوق إليها، وعلى ذلك كان السلف رحمهم الله، فكانوا يسألون الله بلوغ رمضان قبله بستة أشهر، تعظيمًا له ولما فيه من خير، وما كان صيامهم وقيامهم في غير رمضان إلا استعداداً ودُربة له. والمؤمن يستعد لرمضان بمدارسه أحكام الصيام، والقراءة في فضائله، وسماع المواعظ التي تُحيي في القلب الشوق إلى الضيف الكريم، وكذلك بصيام ما استطاع من شعبان، وقيام ما تيسر له من الليالي، والالتزام بورد قرآني، فهذه الأعمال الصالحة، تهيؤ المؤمن لاستقبال رمضان على حال يحبها الله ويرضاها".
من جانبه، أشار الدكتور محمد أحمين، أستاذ الفقه وأصوله بكلية الشريعة والدراسات الإسلامية، إلى أن كلية الشريعة والدراسات الإسلامية تنظم أربع مسابقات دينية خلال الشهر الفضيل لفائدة طلبة الجامعة، وأوضح بأن المسابقة الأولى هي مسابقة (حفظ وتدبر سورة النور) للطالبات، والمسابقة الثانية هي مسابقة (حفظ وتدبر سورة الإسراء) للطلاب، وتأتي المسابقة الثالثة حول (حفظ وفهم متن الأجرومية في النحو) للطالبات والطلاب، أما المسابقة الرابعة فتتمحور حول (حفظ وفهم الأرجوزة الميئية في سيرة خير البرية) للطالبات والطلاب". وبيَّن د. محمد بأن الكلية قد خصصت جوائز للفائزين والفائزات بالمرتبة الأولى والثانية والثالثة، مؤكدًا أن الكلية ستنظم فقرة يومية في مسجد الجامعة بعد صلاة الظهر مباشرة حول: تدبر آية يلقيها نخبة من أساتذة كلية الشريعة والدراسات الإسلامية.
وعن فضائل شهر رمضان المبارك؛ قال د. عبادة بن عبدالرحيم الطحان، أستاذ مساعد بقسم القرآن والسنة: "شهر رمضان أعظم مواسم الخيرات والبركات، وهو شهر تنزُّل الرحمات، ومضاعفة الحسنات، وإقالة العثرات، ومغفرة الزلات والعتق من النار، إذ تٌفتح فيه أبواب الجنة، وتُغلق أبواب النار، وفيه خير ليالي العام في العشر الأواخر منه، وفيهن ليلة هي خير من ألف شهر، ولذا فقد هيأ الله فيه لعباده سبل المغفرة، ونوّع لهم في طرق العبادة، وأبعدهم عن سبل الغواية فتصفد فيه الشياطين، فعلى المسلم أن يشغل فيه نهاره بالصيام وليله بالقيام، ولا يفتر فيهما عن ذكر الرحمن وقراءة القرآن، لأن من حرم خيره فهو المحروم حقًا".
وبدوره، قال الدكتور تركي بن عبيد المري، أستاذ الفقه وأصوله بكلية الشريعة والدراسات الإسلامية: "صيام شهر رمضان ركن ركين من أركان هذا الدين، وفريضة محكمة من فرائض الإسلام التي فرضها الله على عباده لتحقيق التقوى، كما قال تعالى: (يا أيها الذين آمنوا كتب عليكم الصيام كما كتب على الذين من قبلكم لعلكم تتقون أياما معدودات)؛ إذ التقوى هي اجتناب المعاصي، والصوم خير معين على تحقيق هذا المعنى؛ لأن الصائم الذي يمتنع عن حاجات بدنه التي بها قوام عيشه ويصبر عن شهوات نفسه ومرغوباتها نهاره كله، قادر على أن يصبر عما يضره في دينه ودنياه مما حرمه الله عليه، ولذا يقول عن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبيَّ صلى الله عليه وسلم قال: ((مَن لم يَدَعْ قول الزُّور والعملَ به والجهلَ، فليس للهِ حاجةٌ أن يَدَعَ طعامه وشرابه))".
وأوضح الدكتور عمر الخطيب، أستاذ مساعد في قسم العقيدة والدعوة، بأن فضائل شهر الصيام لا يستقصيها عادٌّ لكثرتها وعظمتها، حيث جمع الله تعالى فيه الفرص ما لم يجمع في غيره من المواسم. فشهر الصيام والقرآن؛ جعل الله صيامه وقيامه إيمانًا واحتسابًا سببًا لمغفرة الذنوب وإقالة العثرات، وفيه تفتح أبواب الجنان وتُغلق أبواب النيران وتُصفَّد فيه مردة الشياطين، ولله في كل ليلة منه عُتقاء من النار، وفيه ليلة القدر التي هي خير من ألف شهر، وهو شهر الرحمة الربانية التي تنعكس على العباد فيتراحموا بينهم، وشهر مضاعفة الأجور وحطّ الأوزار واستجابة الدعاء، فحريّ بالمسلم أن يفرح بقدومه وأن يُقدّره قدره ويتهيأ لاغتنام أيامه ولياليه خير اغتنام".