نظمه مركز ابن خلدون بجامعة قطر بالتعاون مع جامعة حمد بن خليف
نظم مركز ابن خلدون بجامعة قطر بالتعاون مع جامعة حمد بن خليفة مساء الأحد الموافق 24 يناير 2021 المؤتمر الدولي: "المسألة الدينية في دساتير دول العالَم: الأبعاد التاريخية والسياسية والقانونية والثقافية، وتستمر فعاليات المؤتمر حتى الأربعاء 27 يناير الجاري.
وقد افتتح المؤتمر بكلمة الأستاذة الدكتورة مريم المعاضيد- نائب رئيس جامعة قطر للبحث والدراسات العليا أوضحت فيها أهمية هذا المؤتمر وقالت إنه يتناول موضوعا جوهريا هاما وهو كتابة الدساتير وعلاقتها بثقافات الشعوب وموروثها الحضاري ، وهو ما يتطلب خبرات كبيرة ومعرفة والتزام بمواد الدستور لمن يتناولون هذا الموضوع في سياقه الشامل ، ليستطيعوا إدراك وتحديد الصلة بين الدين والدستور وتنظيم العلاقة بين الدولة والمجتمع من أجل تحقيق العدالة المنشودة ، وقالت الدكتورة مريم المعاضيد إن تنظيم هذا المؤتمر الهام يأتي ضمن رسالة المركز الهادفة إلى تجسير العلاقة بين العلوم المختلفة ومواكبة العصر ومناقشة أهم القضايا الملحة من النواحي الحضارية والثقافية والاجتماعية ، والانتقال من السياقات المحلية إلى المستوى العالمي وإنتاج أفكار واضحة قادرة على تحقيق الأهداف التي يسعى لها المركز في الحفاظ على هوية الأمة والانفتاح الثقافي على الآخر .وشكرت الدكتورة مريم المعاضيد القائمين على المؤتمر وجهودهم المهمة في سبيل إنجاحه.
كما تضمنت الجلسة الافتتاحية كلمة للدكتور نايف بن نهار- مدير مركز ابن خلدون رحب في بدايتها بالمشاركين في المؤتمر، وتحدث فيها عن أهمية هذا المؤتمر الدولي الذي يناقش قضية مهمة وجوهرية وهي المسألة الدينية في دساتير العالم.
وقال الدكتور نايف إن المؤتمر يأتي ضمن استراتيجية المركز الهادفة إلى التجسير لخلف تصور أفضل للظواهر التي يتعين فيها مناقشة العلاقة بين المسائل القومية والدستورية والاجتماعية وعلاقتها بالدين ، ويناقش المؤتمر كذلك الجدل الحاصل بين الدين والسلطة في الواقع الملموس ، والتموضع الدستوري للدين وفق الممارسات المختلفة لبعض البلدان في الشرق والغرب ومدى تعبير ذلك عن واقع المجتمع نفسه أم هو أمر خارجي تم فرضه من الخارج وفق سياقات مختلفة ، كما هو الحال في دستور السنغال وهو البلد المسلم ولكن دستوره ينص على العلمانية المطلقة مما يعني تأثيرا خارجيا فرض هذا التناقض بين الواقع الفعلي للشعب ودستوره ، مركزا على مناقشة المؤتمر لقضية التغلغل الخارجي في الدساتير الإسلامية.
وقد ألقى الدكتور محمد المختار الشنقيطي- ممثل اللجنة العلمية كلمة شكر فيها إدارة مركز ابن خلدون ومكتب البحث العلمي على إتاحة الفرصة أمامه للمساهمة في هذا المؤتمر الذي يدخل ضمن اهتماماته منذ سنوات من خلاله جمعه مادة علمية حول أغلب دساتير العالم ومتابعة التأثير الديني على هذه الدساتير ، وقال إن الدستور ينبغي أن يكون عاكسا لثقافة المجتمع لصيقا بها ، وقام بعمل مقارنات بين أنواع الديانات وتأثيراتها المتفاوتة على الدساتير ومدى حضورها في تلك الدساتير ، موضحا التأثير الخارجي على عدد من الدساتير في الدول الإسلامية في غرب إفريقيا بفعل التأثير الفرنسي ، وفي القوقاز بفعل التأثير الشيوعي السابق .
وأشاد الدكتور الشنقيطي بأوراق العمل المعروضة في هذا المؤتمر وهي التي وقع عليها الاختيار من بين العديد من المشاركات، وقال إن اللجنة ستعمد إلى إعداد مجلد بهذه المشاركات يتم طباعته كأحد الإسهامات المهمة لمركز ابن خلدون في هذا المجال الهام جدا.
وفي ختام كلمته شكر كل العاملين معه في اللجنة العلمية للمؤتمر.
وبعد ذلك انطلقت الجلسة الأولى للمؤتمر وهي بعنوان.. الأبعاد التاريخية والثقافية للمسألة الدينية في دساتير دول العالم "
وتأتي هذه الندوة ضمن إطار المواكبة، لمركز ابن خلدون؛ لتكون لبنة أساسيّة في حقول العلوم الاجتماعية والشرعية، وذلك وفقًا للمحاور الآتية:
المحور التاريخي: يتناول ظاهرة التنصيص على الدين في نصوص الدساتير ضمن سياق الزمان، وأسباب انتشارها أو انحسارها في مختلف مناطق العالم ودوله.
المحور السياسي: يشرّح الدوافع السياسية الكامنة وراء التنصيص على الدين في الدساتير، وكيف غدتْ هذه الظاهرة خادمةً للدين ومستخدمةً له حسب الحالات.
المحور القانوني: يركِّز على الآثار القانونية والإجرائية للتنصيص على الدين في الدساتير، من حيث العدالة السياسية، وعلاقة الحاكم بالمحكوم، وحقوق المواطنين وواجباتهم.
المحور الثقافي: يستنطق النصوص الدستورية ذات الصلة بالدين باعتبارها جزءًا من الرأسمال الرمزي والمعنوي الذي يخضع لمنطق التفاوض الاجتماعي والعدالة التوزيعية.