تخطي أوامر الشريط
التخطي إلى المحتوى الأساسي
تسجيل الدخول

محرر المحتوى

__NEWS_IMAGE_DESC__

 

بمناسبة حصولها على براءة اختراع لجهاز خاص بأكسدة الكربون

حصلت الأستاذة الدكتورة سهام القرضاوي، أستاذة الكيمياء العضوية في جامعة قطر، مؤخرا على براءة اختراع جهاز خاص بأكسدة الكربون، ويتلخص هذا الاختراع في محاولة أكسدة أول أكسيد الكربون عن طريق استعمال محفزات غير متجانسة، وعادة يتم استخدام هذه المحفزات النانوية Plasmonic المدعومة على أكاسيد معدنية قابلة للاختزال، مثل CeO2 و TiO2 ، نظرًا لنشاطها التحفيزي الفائق عند درجات حرارة منخفضة جدًا ، ولكنها باهظة الثمن نسبيًا وعرضة لتكتل الجسيمات والتلبيد في درجات حرارة تشغيل عالية.

على وجه الخصوص، تلقت الهياكل النانوية المدعومة من أكسيد النحاس CuO قدرًا كبيرًا من الاهتمام كمحفزات غير مكلفة وغير plasmonic لتفاعل الأكسدة.

وفي تعليقها على هذه الاختراع قالت الدكتورة سهام القرضاوي: " في هذا الاختراع حاولنا صنع محفز نانوي من أكسيد النحاس وثاني أكسيد التيتانيوم لإجراء الأكسدة التحفيزية لأول أكسيد الكربون. حيث يكون المحفز النانوي على شكل جزيئات نانوية من أكسيد النحاس CuO مدعومة على أنابيب نانوية لثاني أكسيد التيتانيوم TiO2.

وفي ردها على سؤال يتعلق بكيفية حصول الباحث على لقب مخترع قالت الدكتورة سهام القرضاوي إن الباحث يصل الى لقب مخترع عندما تقوده أبحاثه الى نتائج متميزة لم يتوصل اليها أحد قبله

فعندما يتمكن الباحث من التفكير خارج حدود المختبر ويستطيع تحويل أبحاثه وأفكاره من معارف نظرية ومبادرات استراتيجية إلى حلول تكنولوجية حقيقية وحلول واقعية توفر قيمة إضافية ويقوم بتسجيلها كبراءة اختراع لتطوير هذه الافكار إلى مبادرات ومنتجات ومشاريع ريادية تخدم الأولويات الوطنية.

وأشادت الدكتورة سهام القرضاوي بالبيئة البحثية التي وفرتها الجامعة للباحثين حيث خصصت جامعة قطر العديد من المنح البحثية الداخلية لمساعدة أعضاء هيئة التدريس في استكمال أبحاثهم من خلال تعيين باحثين مساعدين لتكوين فريق بحثي يعمل على متابعة التفاصيل العملية والإدارية. أيضا تساعد ميزانية هذه المنح البحثية على شراء المعدات والكيماويات والتجهيزات المساندة للبحث العلمي، كما أن الجامعة تدعم بسخاء حضور المؤتمرات العلمية مما يساعد على التعرف على ما يجري في العالم من أحدث التجارب والتقنيات من خلال اللقاء مع العلماء والاساتذة المتميزين.

من المعروف أنّ مستوى الغازات الدفيئة المتزايدة في الهواء بسبب حرق الوقود أدّت إلى ظاهرة الاحتباس الحراري والتغيّر المناخي، حيث تحتلّ قطر المرتبة الأولى في العالم من حيث انبعاثات ثاني أكسيد الكربون لكلّ فرد (percapita). لذلك، ومن أجل بناء مستقبل مستدام، يجب علينا أن نستثمر في إنتاج الطاقة المتجدّدة وتخزينها، مما سيقلّل من انبعاثات ثاني أكسيد الكربون ويساهم إلى حدّ كبير في تنمية الاقتصاد القطري. ويكون ذلك عن طريق تحويل ثاني أكسيد الكربون إلى غازات أخرى مفيدة، ومن ثم محاولة الاستغناء عن المركبات التي تعمل بالوقود إلى المركبات الكهربائية، مما سيساعد على خفض مستويات ثاني أكسيد الكربون في الهواء. وبالإضافة إلى ذلك، يمكن إزالة ملوّثات الهواء الأخرى مثل أول أكسيد الكربون وأكسيد الكبريت وأكسيد النيتروجين الناتجة عن عوادم محرّكات الاحتراق الداخلي والمساعدة على تحسين نوعية الهواء. كما تساعد السيارات الكهربائية التي تعمل بالبطاريات على التغلّب على تلوّث الهواء الشديد كما هي الحال في عدد كبير من مدن العالم،

وفي ردها على سؤال حول كيفية الاستفادة من الجهاز الذي اخترعته محليا وعالميًا وكيف سيتم تطبيقه قالت الدكتورة سهام إنه يمكن الاستفادة من هذا الجهاز لإزالة غاز أول أكسيد الكربون السام المنبعث في الهواء في غاز المداخن أو عادم السيارات أو المصانع لتحسين جودة الهواء من خلال اكسدته إلى ثاني أكسيد الكربون الأقل سمية، بالإضافة أيضًا إلى إمكانية استعمال العامل الجهاز في تنقية غاز الهيدروجين أثناء عملية إصلاح الميثان لأنظمة خلايا الوقود.

وحول أهم العقبات والصعوبات التي قد تقف أمام أي اختراع ، قالت إن التمويل والتسويق من أهم وأبرز التحديات والعقبات التي تقف أمام المخترعين، فبالرغم من حصول بعض الشباب المخترعين على بعض الجوائز في المعارض والمسابقات العلمية سواء المحلية أو العالمية وبعضهم حصدوا العديد من الميداليات الذهبية والفضية في المحافل الدولية لم يتم تحويل ابتكاراتهم إلى منتج على أرض الواقع لعدم ثقة كبار رجال الأعمال والمستثمرين في أفكارهم بالإضافة إلى عدم وجود جهات تتبنى هذه الأفكار والمشاريع، الأمر الذي قد يصيب المبتكرين بالشعور بالإحباط.

وحول أهم ما تقدمه جامعة قطر لدعم المخترعين قالت الدكتورة سهام: " بالنسبة للطلبة وصغار الباحثين فقد بدأت جامعة قطر مشروع البيرق في عام 2010 بقيادة الدكتورة نورة جبر آل ثاني برؤية تطوير المهارات العلمية والتجريبية والبحثية لطلبة المدارس الثانوية. كانت الفكرة هي غمر طلبة K-12 في الممارسة العلمية من أجل تعزيز اهتماماتهم التعليمية العلمية من خلال الأنشطة العملية، حيث يعمل مشروع البيرق على دفع الطلاب إلى إيجاد حلول للمشاكل المختلفة في العالم الحقيقي، وتحفيزهم للعمل بما يتماشى مع أهداف الاستدامة في رؤية قطر الوطنية 2030.

بالنسبة لأعضاء هيئة التدريس والباحثين فقد أنشأت جامعة قطر مكتب الابتكار والملكية الفكرية في عام 2017 ليكون المركز المحوري ونقطة الالتقاء داخل جامعة قطر لزيادة الوعي بحقوق الملكية الفكرية داخل الجامعة وفي المجتمع القطري ككل، وأيضًا مسئولاً عن تسجيل براءات الاختراع وحماية الأنواع الاخرى للملكية الفكرية وتسويقها، فضلاً عن نشر نتائج الملكية الفكرية على أصحاب المصلحة داخل الجامعة وخارجها.

واختتمت حديثها بالتأكيد أن للاختراعات أهمية كبيرة في حياتنا فقد نقلت الإنسان الذي كان يسكن في الكهوف إلى حياة متمدنة ومتطورة. ولكن هذه الاختراعات لم تحدث بين يوم وليلة؛ بل احتاجت إلى بذل جهود كبيرة جدًا حتى وصلت إلى شكلها النهائي، فالمخترعون هم أكثر الناس بذلاً للجهد والتعب، والاختراعات أيضًا لها ارتباط وثيق جدًا بالعلم وتطوره؛ فكلما ازداد تطور العلوم، ازدادت أعداد الاختراعات؛ ومن أهم الفوائد التي تقدمها الاختراعات للإنسانية، أنها توفر وتسهل علينا القيام بالمهام الصعبة التي تحتاج منا مجهودات بدنية عالية جدًا، ومنها تلك الاختراعات المستعملة في عمليات البناء، والحفر، والتنقيب؛ وتعد اختراعات الأدوية والأجهزة الطبية من أهم الاختراعات التي استطاعت أن تقي الانسان من العديد من الأمراض التي كانت تهدده في الماضي.

وقد شغلت الدكتورة سهام القرضاوي مناصب عديدة في الجامعة، وقادت العديد من الإنجازات البحثية، وحظيت من خلال مسيرتها العملية بالعديد من المنح البحثية، وشاركت كعضو في عدد من الجمعيات العلمية العالمية، وكان لها دور بارز في التطور الأكاديمي والمهني لطلبة جامعة قطر، نلتقي بها كمخترعة قطرية أضافت لقائمة الابتكارات والاختراعات بصمة مميزة.

فقد انضممت إلى جامعة قطر في سبتمبر 1977 كطالبة جامعية. وتخرّجت بتقدير ممتاز عام 1981 حيث نالت المركز الأول على مستوى كلية العلوم والثاني على مستوى جامعة قطر في الدفعة الخامسة من خريجي جامعة قطر. ثم تابعت دراستها وحصلت على شهادة الدكتوراه من جامعة ريدنج في المملكة المتحدة في عام 1992. ونالت منحة وليام فولبرايت المرموقة كباحثة زائرة في جامعة تمبل في ولاية بنسلفانيا، الولايات المتحدة الأمريكية عام 2010/2011. كما سبق أن حصلت على جائزة الهيئة الألمانية للتبادل العلمي عام 2003. وخلال الفترة التي تولّت فيها منصب عميد كلية الآداب والعلوم (2005-2010)، قامت مع فريق متميز باستحداث كلية الصيدلة واستحداث برنامج الشؤون الدولية. وحصلت الكلية على اعتماد عالمي للعديد من البرامج مثل برنامج الكيمياء من الجمعية الكندية للكيمياء وبرنامج العلوم الحيوية الطبية.

من خلال الاستمرار في التصفح أو النقر على قبول جميع ملفات جمع البيانات "كوكيز"، فإنك توافق على تخزين ملفات جمع البيانات للطرف الأول والغير على جهازك لتسهيل تصفحك للموقع وتحليل استخدام الموقع والمساعدة في جهودنا التسويقية.