تخطي أوامر الشريط
التخطي إلى المحتوى الأساسي
تسجيل الدخول

محرر المحتوى

__NEWS_IMAGE_DESC__

في ندوة نظمها مركز دراسات الخليج بجامعة قطر بالتعاون مع مركز الجزيرة للدراسات

د حسن الدرهم : تعيش المنطقه حاليا حالة من الأزمات وصل بصددها النزاع الدولي إلى مستوى عالٍ من العدائية

" نحو نظام أمني خليجي جديد الخروج من المقاربات الصفرية " هو عنوان المؤتمر الذي نظمه مركز دراسات الخليج بجامعة قطر بالتعاون مع مركز الجزيرة للدراسات وافتتحه رئيس الجامعة الدكتور حسن بن راشد الدرهم وحضره عددكبير من الباحثين من داخل وخارج قطر حيث ناقش المؤتمر في سبع جلسات على مدار يوم كامل موضوعات : النظام الخليجي وموقعه في النظام الدولي والاقتصاد العالمي ، والتهديدات الأمنية في الخليج ( التقليدية وغير التقليدية ) والأمن الاقتصادي وخطوط الإمداد ، والترتيبات الأمنية في منطقة الخليج ، والخليج والنزال الإيراني الأمريكي ، وتركيا والأمن الخليجي ، وأخيرا الجلسة الختامية التي كان عنوانها : " نحو نظام أمني خليجي جديد " .

وفي كلمته الافتتاحية رحب الدكتور حسن بن راشد الدرهم رئيس الجامعة بالضيوف سواء الذين حضروا من الخارج وبممثلي السفارات، أوبالمشاركين من داخل قطر وأرحب بأبنائي وبناتي الطلبة والطالبات.

وقال : " أثمن باسم جامعة قطر هذا التعاون المثمر مع زملائنا مركز الجزيرة الدراسات الذين نتشارك معهم الرؤية في أهمية المناقشة المعمقة للقضايا التي تساهم في زيادة الإنتاج المعرفي ودراسة وتحليل التطورات الإقليمية والدولية."

وأضاف الدكتور الدرهم أن منطقة الخليج تشهد تطورات خطيرة وتصعيدا يعكس فشلا للترتيبات الأمنية القالئمة بصدد منع التغييرات العنيفة و تحقيق الأمن والاستقرار، لقد فشل النظام الأمني الخليجي الجماعي "قديما" في منع غزو الكويت من جانب العراق ، وبات عاجزا "الآن " عن حماية أحد أعضائه " دولة قطر "من عدوان عدد من أعضاء مجلس التعاون الخليجي ، تمثل في الهجوم السيبراني على وكالة الأنباء القطرية " 2017 " ثم الحصار الظالم ،والذي مهد للأزمة الخليجية الحالية .

وقال الدكتور حسن اسمحوا لي أيها الحضور الكرام أن أبدي بين أيديكم - وأنتم أهل الاختصاص والخبرة البحثية والعملية – أربعة من الملاحظات يتفرع عنها أربع من التساؤلات نتوقع من المؤتمر وأهله تقديم الاجابات عليها :

الأولي : يأتي هذا المؤتمر تحت عنوان أساسي " نحو نظام أمني خليجي تم وصفه بأنه " جديد " ، التساؤل الذي يثاربهذا الصدد حول : مدى وجود هذا النظام الأمني القديم أساسا " حتى ننتقل منه أو نتحول عنه الى " النظام الجديد " ؟

هل لو كان هناك نظاما أمنيا خليجيا قديما أو حتى قريب العهد بالوجود كنا شهدنا ماشهدناه 2017 من الاختراق الأمني السيبراني لوكالة الأبناء القطرية وما أعقبه من حصار أمني واقتصادي وسياسي مستمر حتى الآن " بل حتى لو عدنا للوراء قليلا هل لو كان هناك نظام أمني جماعي خليجي "قديم " كانت حدثت مأساة الغزو العراقي للكويت وما تلاها !

الثاني : يتفرع من العنوان الأساسي للمؤتمر عنوان فرعي معبر وواضحو هو " الخروج من المقاربات الصفرية " ولكن التساؤل المثار : الي أي مدى نحن في المنطقة الآن في مقاربات صفرية حتى نخرج منها كما يظهر من العنوان ؟

وقال الدكتور الدرهم الذي يبدو لي بعد تصاعد الأزمة الأخيرة في المنطقة خلال لأيام الماضية أن الأطراف الأساسية ابان تصاعد الأزمة " وما تلاها من جهود الوساطة " كانت حريصة على عدم الدخول في المقاربات الصفرية ، ومن ثم فان التساؤل العكسي هو ما يجب أن يثار : الى أي مدى نحن في المنطقة داخلين الي المقاربات الصفرية في قادم الأيام بحيث لو استمر تدهور الأوضاع ولم تفلح جهود الوساطة والتهدئة والتعامل الرشيد مع الأزمات في منطقة الخليج وفي المنطقة ككل ؟؟؟

الثالث : تعيش المنطقه حاليا حالة من الأزمات وصل بصددها النزاع الدولي إلى مستوى عالٍ من العدائية يبدو معه للعديد من صنّاع القرار أن الحرب كانت على وشك الوقوع أو أن احتمال حصولها كان مرجحا، اذ النزاعات غالبًا ما تمرّ بمرحلة الأزمة قبل أن تندلع الحروب ، وبالتالي فان التساؤل الحقيقي يكون عن " الادارة السياسية للأزمة " والتي تعني "العمل على تجنب تحوّل النزاع إلى صراع شامل، وبتكلفة مقبولة، لا تتضمن التضحية بمصلحة أو قيمة جوهرية" ، و هو الأمر الذي تحقق حتى الآن وبالتالي ماهي الضمانات لاستمراريته وعدم حدوث تحول جوهري أو تطور دراماتيكي في المعادلات ؟

يرتبط هذ التساؤل بالتساؤل التالي :

الرابع : تعني الإدارة السياسية للأزمات منع ظهورها بداية ، ثم منع تطورها وتحولها الى صراعات مفتوحة وحروب التعامل ، يتحقق ذلك أو يتم علي مستويات ثلاثة حضراتكم تعرفونها : المستوي الأساسي الإستراتيجي ، و مستوي التخطيط للطواريء ، و مستوي نطاق العمليات ، الواقع أن الإدارة السياسية للأزمات في المنطقة لا تتعامل الآن مع المستوي الأول ولأهم " الأساسي الإستراتيجي" ، والذي يعني بوضوح تطبيق سياسة متوسطة أو طويلة الأمد تمنع بموجبه نشؤء الأزمات و تلافيها قبل تفاقمها ، ولكنها تتعامل فقط مع المستويين الثاني والثالث ...

التساؤل ماهي الشروط ومتى يتم التعامل مع المستوي الأساسي الاستراتيجي للأزمات في المنطقة الخليجية ؟؟

الواقع ان استمرار أسباب النزاعات في المنطقة يعني فشل المقاربات الأمنية السائدة استراتيجيا ، ويجعل من المهم البحث في مقاربات استراتيجية أمنية جديدة تتعامل مع مختلف التهديدات القائمة وتراعي مشاكل دول المنطقة ومن الممكن في هذا الصدد الاسترشاد بمنظومات أمنية أثبتت فاعليتها مثل نظام الأمن الأوروبي مع مراعاة الاختلافات ...

واختتم رئيس الجامعة كلمته بتأكيد أن جامعة قطر تفخر دوماً باستضافة مثل هذه الفعاليات المهمة ، ويأتي هذا المؤتمر بالتزامن مع كثير من التطورات الإقليمية على الصعيد الأمني والتي تستدعي الدراسة والتحليل ورسم سيناريوهات المستقبل ، ويسعدني أن يشارك في المؤتمر نخبة من الخبراء والباحثين المحليين والدوليين المتخصصين في القضايا الأمنية والأمن الخليجي،

المتحدثون

وقد شهدت القاعة العديد من المداخلات الهامة منها مداخلة مدير مركز الجزيرة محمد المختار الخليل ، والدكتور محجوب الزويري مدير مركز دراسات الخليج بجامعة قطر والدكتور محمد المسفر أستاذ العلوم السياسية بجامعة قطر وقد تطرق الدكتور محمد المسفر أستاذ العلوم السياسية بجامعة قطر إلى تاريخ التحالفات الخليجية التي أحفقت في تحقيق الأمن للمنطقة، ومن بينها درع الجزيرة الذي لم يستطع تقديم أي خدمة حمائية ابان حرب الكويت كما لم يستطع حسم أي صراع من صراعات المنطقة، ما عدا التدخل في احداث البحرين عام 2011، ولم يكن بكامل مكوناته ودوله.

وضرب المسفر مثالا بالدرع الصاروخي لصد العدوان عن دول مجلس التعاون، وكيف أخفق في حماية الأراضي الخليجية، وقد صرفت عليه المليارات وكدليل على فشله عجزه عن صد صواريخ الحوثيين التي ضربت مطار دبي وهو في اقصى الشرق وضربت حقل الشيبة والطائف وجدة والرياض وقبل شهور ضربت محطات أرامكو النفطية.

كما تساءل عن دور القيادة العسكرية الخليجية التي نظمت في عام 2012، وانخراط دول الخليج في التحالف العربي لاسترداد الشرعية في اليمن، وأيضا تحالف دول الخليج مع قوى كبرى للحماية، وهنا قال إنها كلها لم تحقق أي أهداف للأسف.

وأضاف ان السعودية شكلت تحالفا أسلاميا بمشاركة دول خليجية لمواجهة الارهاب تضم 41 دولة، من بينها تركيا وماليزيا، إلا أنه كان تحالفا مبنيا على خلل كبير في الرؤية لطبيعة الحماية التي يمكن أن تقدمها لدول الخليج.

وقال إن دول الخليج ودول أخرى أعلنت حصارها لدولة قطر في 2017 وهي عضو في مجلس التعاون، فكيف يمكن التعويل على أي تعاون عسكري في هذا الصدد، إلى جانب المخاطر الكبرى التي أصبحت تهدد أمن معبر هرمز في ظل الصراعات الدولية حوله.

كما تحدث الدكتور محمد السعيدي الأستاذ بجامعة قطر عن بنية الدفاع المشترك في منطقة الخليج وتحقيق الأمن، وقال إن دول الخليج استطاعت فقط تشكيل حلف عسكري وليس منظومة دفاعية أمنية متكاملة.

وتحدث عن غياب الرؤية السياسية لدول الخليج كما تفتقد إلى نظرة موحدة لمصادر التهديد.

اعتبر أيضا أن ميثاق مجلس التعاون نص على تأسيس قوة خليجية، وهناك 12 مادة مهمة لم تفعل في الميثاق التي تتعلق بالأمن والدفاع المشترك ومن بينها بناء صناعة عسكرية مشتركة.

وقال إن هناك خللا بنيويا في التفكير الاستراتيجي لدول مجلس التعاون وذلك منذ التأسيس، حيث نذكر أن الأمين العام الأول لمجلس التعاون الخليجي عبد الله بشارة، قال وقتها إن تأسيس قوة عسكرية خليجية جاء لمواجهة التهديد الإيراني وسينتهي بانتهائه، وهذا يبرهن أنه لم تكن هناك رؤية بعيدة المدى للتحولات التي يتعيشها المنطقة.

واعتبر أن القوة العسكرية التي بدأت ب 5 آلاف رجل فقط لم تكن لها قيادة، وكان تقتصر على القوات البرية، ولم تشمل باقي الوحدات العسكرية الجوية والبحرية، علما أن أي حديث عن دفاع مشترك يقتضي بناء جميع الوحدات العسكرية.

وتوالى المتحدثون في هذه الندوة الهامة التي تعتبر إسهاما معتبرا من جامعة قطر في توضيح مآلات الأمن الخليجي في فترة من أصعب فترات الصراع الجيو سياسي في منطقة الخليج .

من خلال الاستمرار في التصفح أو النقر على قبول جميع ملفات جمع البيانات "كوكيز"، فإنك توافق على تخزين ملفات جمع البيانات للطرف الأول والغير على جهازك لتسهيل تصفحك للموقع وتحليل استخدام الموقع والمساعدة في جهودنا التسويقية.