أعلنت دار نشر جامعة قطر عن المجموعة الثانية من إصداراتها الخاصة التي تُطِلُّ في ظل الظروف العالمية الراهنة، وتلبي ذوق القراء باختلاف اهتماماتهم وتخصصاتهم.، وتغطي جوانب معرفية متنوعة.
وفي تصريح له، حول أحدث إصدارات دار نشر جامعة اقطر، قال الدكتور طلال عبدالله العمادي، المدير المؤسس لدار نشر جامعة قطر: "إنه لمن دواعي اغتباطي نشر هذه المجموعة من إصداراتنا، التي أَعُدّها بحق فسيفساء إنتاج الدار؛ إذ ضمّت كتبًا في ميادين علمية متخصصة من حقول معرفية متنوعة، امتزج فيها إبداع مؤلفيها بأصالة معلوماتها، وجمال إخراجها برصانة إعدادها، وهذا من توفيق الله للدار. نتمنى الارتقاء منه إلى المزيد والأفضل دائمًا في عالم النشر الجامعي، مؤكّدين مواصلة جهود النشر بكامل طاقتنا، وبخاصة في ظل العمل عن بُعد، والذي يواصل فريقنا التواصل من خلاله عبر الاجتماعات الإلكترونية الدورية؛ لمتابعة تفاصيل التفاصيل المتعلقة بكافة مراحل تحكيم وإنتاج ونشر وتسويق المنتج الفكري والعلمي الذي تقوم الدار بإصداره، سواءً أكان كتبًا علمية أم مجلات أكاديمية متخصصة". واختتم الدكتور العمادي كلمته بالثناء على مؤلفي إصدارات هذه المجموعة المتميزة، شاكرًا لهم حسن تعاونهم، واعدًا كافة الباحثين والأكاديميين بمزيد من الفرص التي تتيحها الدار.
وفي تعليق لها، رحبت الأستاذة الدكتورة مريم العلي المعاضيد، نائب رئيس جامعة قطر للبحث والدراسات العليا، رئيس المجلس الاستشاري للدار، بالمجموعة الثانية من إصدارات دار نشر جامعة قطر قائلة: "إننا نفخر بمخرجات وإنتاج دار نشر جامعتنا، فبتلاحق دفعات إصداراتها في ظل الظروف العالمية الحالية، وبنشرها آخر ما أنتجته قرائح الباحثين والعلماء، وما أثمرته جهودهم؛ سواءً من داخل جامعة قطر أم من خارجها، من بحوث وكتب علمية أكاديمية متخصصة في حقول علمية ومعرفية متنوعة، حسب حاجة القارئ وطبيعة التخصصات، بما يخدم المعرفة العالمية؛ لتؤكد أهمية دور النشر الجامعي في إخراج مثل هذه الكنوز للجمهور المتعطش لها في المجتمع الأكاديمي".
المجموعة الثانية من إصدارات دار نشر جامعة قطر
تتجلى درّة هذه الإصدارات للمؤرخ الموسوعي الأستاذ الدكتور محمد حرب فرزات، في الكتاب الذي عنونه بـ "قطر على بحر الخليج العربي: رصد الزمن المفقود في التاريخ القديم"، الذي جاء محصّلة لخبرة طويلة في الدراسة والبحث وفي العمل الأكاديمي الموسوعي المتواصل في قطر وخارجها منذ قدوم مؤرخنا إلى قطر في 1975.
هذا الكتاب الفريد في بابه بحق، ضرب فيه مؤلفه في أعماق تاريخ قطر؛ بغية الكشف عن جوانب من الزمن المنسي والمفقود من تاريخ قطر، من خلال البحث الدؤوب الرصين الموثّق لسد فجوات في تاريخ قطر منذ عصور ما قبل التاريخ إلى تاريخ العرب والإسلام، معرّجًا على نهضة قطر الحديثة. وقد حرص المؤلف المؤرخ على التمييز بين التاريخ الحضاري والتاريخ السياسي فعرض بحيادٍ وموضوعية تاريخ قطر الحضاري، ووضعه في موقعه في إطار الجغرافيات التاريخية والعلاقات التجارية والحضارية في تاريخ المشرق القديم. وتمكن المؤلف من سد فجوات في تاريخ قطر وفي ربط حلقاته، في أول محاولة لكتابة تاريخ متصلٍ منذ عصور ما قبل التاريخ حتى التاريخ العربي الإسلامي بأسلوب مختلف ومنهج جديد. وفي هذه الكتاب أبرز المؤلف دور موقع حويلة التاريخي في العصر الروماني وطرح بإصرار قضية البحث عن أصل اسم قطر ومصدره اللغوي التاريخي؛ لتكون مداخل لأبحاث قادمة على أيدي الباحثين الشباب للتوسع في البحث في تاريخ قطر والخليج العربي.
إن هذا السفر هو عمل علمي جديدٌ عميقٌ قدّم صورة مغايرة لتاريخ قطر القديم، تستند إلى نتائج التنقيبات الأثرية والتوثيق العلمي من مصادر أصلية بلغاتها، كما تعتمد على مصادر ومراجع عديدة لم يستفد منها من قبل. وها هي دار نشر جامعة قطر تقدم هذا العمل الرائد للباحثين ولكل مهتم بتاريخ قطر والمنطقة.
أما الإصدار الآخر، فيعدّ من أدق الكتب المتخصصة في معالجة قضايا الفقه الإسلامي المعاصر، وهو الكتابُ الموسوم بـ "التحقُّق من النسب بفحص البصمة الوراثية برؤية فقهية جديدة" لمؤلفه الدكتور أيمن صالح، أستاذ الفقه وأصوله بكلية الشريعة والدراسات الإسلامية في جامعة قطر. يهدف الكتاب إلى توظيف آخر المبتكرات العلمية الطبية المخبرية، كفحص البصمة الوراثية (DNA)؛ للإفادة منه في مجال الفقه الإسلامي المعاصر المتعلق بالأنساب. وقد شرع الكاتب في تحديد الأسس الشرعية الكلية التي تبنى عليها أحكام النسب في الشرع الإسلامي، واشتباكه مع مسألة التكييف من زاوية أصول الفقه، لفحص البصمة الوراثية، وحكم التحقق من النسب عبره، مستنبطًا مؤلفه، بآلية الأصولي الماهر، أحكامًا شرعية دقيقة كشفت عنها نتائج دراسته الفقه‑طبيةالمقارنة.
ويتناول كتاب "بلاغة الإعجاز وحدود التأويل" للدكتورة جميلة بكوش، أستاذ البلاغة والنقد المشارك بجامعة ابن خلدون بالجزائر موضوع "الإعجاز القرآني". فقد تطرق الكتاب إلى دور البلاغة في تشكيل مفهوم الإعجاز عند التراثيين والعلماء القدامى، والفرق بين آليات التفسير والتأويل في فهم النص القرآني. ومن أبرز ما اتسم به الكتاب محاولته استقراء المرتكزات المعرفية للدراسات المعاصرة للنص القرآني، خصوصًا؛ التأويلية، والتفكيكية، التي تنزع نحو مَوضعة النص القرآني وإزالة طابع القداسة عنه، عند كل من أركون، وعابد الجابري، ونصر أبوزيد.
وفي كتابه "التسوية السلمية للنزاعات الدولية" يتحدث الأستاذ الدكتور إبراهيم العناني، أستاذ القانون الدولي العام بجامعة قطر عن واحدة من أهم القضايا القانونية المعاصرة، حيث يتناول هذا المبدأ بشرحٍ وافٍ، كما أكدته المواثيق الدولية، وفي مقدمتها ميثاق الأمم المتحدة. ويقدم تحليلًا تقييميًّا لمحاولة تحديد مفهوم النزاعات الدولية في الفقه والعمل الدوليين. يستعرض الكتاب أيضًا وسائل تسوية النزاعات بحلول غير ملزمة من خلال الطرق السياسية؛ من مفاوضاتٍ، ووساطةٍ، وتوفيقٍ، ومساعٍ حميدةٍ. مع بيان الأحكام القانونية الناظمة لها، وإجراءاتها، وتطبيقاتها العملية، ومدى إعمالها في شأن الأزمة الخليجية الأخيرة. ثم يسهب في شرح الوسائل القانونية القضائية لتسوية النزاعات، المتمثلة في التحكيم والتسوية القضائية. وصورتها الأساسية؛ محكمة العدل الدولية، من حيث القواعد الحاكمة والإجراءات المتبعة، في عرضٍ لأهم التطبيقات والنماذج العملية. ويتناول المؤلف أخيرًا تحليلًا وشرحًا للقواعد والنظم والإجراءات الخاصة بتسوية النزاعات ذات الطابع الخاص، مثل: نزاعات الملكية الفكرية، ونزاعات الحدود البحرية الإقليمية والدولية، والنزاعات التجارية، ونزاعات الاستثمار. في أسلوب علمي، وتسلسل منطقي، يمهد هذا الكتاب لممارسي العمل القانوني التعرف على قواعد وإجراءات أنسب السبل لتسوية ما يهمهم من نزاعات على المستوى الدولي.
وتحقيقًا لواحدة من أهدافها في دعم نظام الإتاحة الحرة لمنشوراتها من كتبٍ ومجلات علمية، نشرت الدار ضمن هذه المجموعة كتابًا باللغة الإنجليزية هو "A Practical Guide to Upstream Petroleum Granting Instruments" للدكتور بيتر روبرتس، حيث يقدم مؤلفه من خلاله دليلًا عمليًّا لأشكال العقود المختلفة ووسائل منح الامتيازات التي تستخدم في مجال الطاقة.