في إطار المساعي لتحقيق التنمية المستدامة
أعلنت شركة سكك الحديد القطرية (الريَل) عن إتمام البحث المتعلق باستخدام التربة الناتجة من حفر الأنفاق للأغراض الزراعية وذلك بالتعاون مع جامعة قطر ممثلة بمركز العلوم البيئية و مركز المواد المتقدمة. حيث كانت الشركة قد صرحت في وقت سابق عن بدء دراسة استخدام التربة الناتجة عن حفر أنفاق مشروع مترو الدوحة للأغراض الزراعية وذلك لإيجاد حلول لتنمية الموارد الزراعية وتحقيق الاكتفاء الذاتي للغذاء في الدولة بشكل مستدام.
وقد قام مركز العلوم البيئة في جامعة قطر على مدى الإثنا عشر شهرا الماضية بتحليل عينات مختلفة من الركام الناتج عن عمليات الحفر الأنفاق والقيام بتجارب مخبرية تشمل تحسين التربة وتعزيزها لبحث فرص إنتاج المحاصيل الزراعية المختلفة، وقد تم تنظيم عدة اجتماعات مشتركة مع جامعة قطر للمتابعة والإطلاع على مستجدات المشروع .
و أظهرت نتائج التحاليل وجود تشابه كبير في التركيب المعدني والفيزيائي للتربة الطبيعية المستخدمة في المزارع المحلية في الدولة، وقد قام الفريق البحثي المسؤول باستعراض نتائج التجربة والتي أظهرت نجاحاً على صعيد إمكانية استخدام التربة بعد خلطها ببعض المحسنات الطبيعية بنسب مختلفة. حيث قام الفريق بزراعة عدد من النباتات التي تستخدم كعلف للحيونات مثل البرسيم والدخن.
وفي تعليقه على هذا المشروع الطموح صرح السيد عجلان عيد العنزي رئيس قطاع الاستراتيجيات وتطوير الأعمال في شركة الرَيل قائلاً "نتج عن حفر أنفاق مشروع مترو الدوحة كميات هائلة من التربة ونظراً لذلك إرتأينا بحث سبل الاستفادة منها، وقمنا بالتعاون مع جامعة قطر ببحث مشترك حول هذا الموضوع، وبالفعل فقد أثمرت الجهود البحثية وأثبتت صلاحية هذه التربة ونسعى حالياً لتطوير هذه الدراسة للاستفادة من نتائجها على أرض الواقع، وبذلك تكون مشاريع الريّل قد أسهمت في جهود دولة قطر لتحقيق الاستدامة ليس فقط على صعيد تطوير وسيلة نقل مستدامة فحسب بل وحتى تحقيق أكبر استفادة من جميع جوانب هذا المشروع." .
وفي تعليقها على البحث، صرحت الأستاذة الدكتورة مريم علي المعاضيد، نائب الرئيس للبحث والدراسات العليا في جامعة قطر تعليقا على مشروع استصلاح التربة قائلة: " لقد سعدنا بالتعاون مع شركة الريَل في هذا المشروع الطموح والذي سيسهم في إيجاد حلول لتنمية الموارد الزراعية على المدى البعيد. وبفضل القدرات البحثية المميزة لجامعة قطر و تقنياتها المعتمدة عالميا تمكنا من التوصل لجدوى استخدام هذه التربة ونأمل أن نرى نتائج هذا البحث على أرض الواقع."
هذا وقد الصرح الشيخ الدكتور فالح بن ناصر آل ثاني- وكيل الوزارة المساعد لشؤون الزراعة والثروة السمكية بوزارة البلدية والبيئة، بالقول" إن تحقيق الاكتفاء الذاتي من الانتاج الزارعي في الدولة هو احد أهم الأهداف المستقبلية التي تسعى لها وزارة البلدية والبيئة، وعلى ضوء نتائج التجربة نتطلع للعمل بشكل وثيق مع شركة الريّل وجامعة قطر لتأسيس لجنة خاصة للمشروع لبحث سبل التطبيق وتخصيص الأراضي الزراعية اللازمة وبحث عملية الانتاج الشاملة وذلك لننقل هذه التجربة إلى حيز التطبيق وبالتالي نسهم في تعزيز قدرات انتاج المحاصيل الزراعية المحلية."
وخلال المؤتمر الصحفي تحدث كل من الدكتور ناصر عبد الله النعيمي رئيس مركز مركز المواد المتقدمة بجامعة قطر ، والدكتور حمد آل سعد الكواري رئيس مركز العلوم البيئية عن أهمية هذه التجربة وماتم إنجازه في مجال البحوث المرتبطة بهذه التجربة الهامة التي أشرفت عليها جامعة قطر بفضل التعاون البناء بين المركزين العلميين ، ودوري باحثي جامعة قطر في هذا المجال .
وبعد المؤتمر الصحفي تم القيام بجولة داخل الجامعة استمع خلالها المسؤولون في الجامعة وشركة الريل ، ووزارة البلدية والبيئة وممثلو وسائل الإعلام إلى شرح قدمه مدراء المراكز ، وشاركت فيه الدكتورة والباحثة المعروفة بجامعة قطر إخلاص عبد الباري .
وتسعى شركة الرَيل للعمل بشكل وثيق مع الجهات المختصة لبحث كيفية ترجمة هذا الهدف على أرض الواقع، والاستفادة من هذه التربة لتأهيل الاراضي غير المنتفع بها وذلك لزراعة المحاصيل لتغطية الاستهلاك المحلي وحتى التصدير مستقبلا .