القضايا المعاصرة في مجال الصحة السلوكية و إشكاليات الممارسة الميدانية
3 جلسات علمية يتحدث فيها 12 خبيرا وباحثا في مجال الصحة النفسية والسلوكية والخدمة الاجتماعية
أ.د مريم المعاضيد : المؤسسات التعليمية والتربوية مدعوة اليوم للتصدي لتحديات الصحة السلوكية عبر أنشطة فعالة يشارك الجميع
راشد النعيمي : مشاركة المركز في هذا المؤتمر، تأتي في سياق الحرص على الإسهام في حماية أجيال المستقبل
أ.د كلثم الغانم : من أجل تحقيق العافية والرفاه والأمن والانتماء والسعادة ، نحتاج أن نعيد النظر في استراتيجياتنا في مجال الصحة
انطلقت صباح أمس بمبنى البحوث بجامعة قطر فعاليات المؤتمر الدولي الثاني للصحة السلوكية الذي تنظمه جامعة قطر بالتعاون مع مركز دعم الصحة السلوكية، والذي يشارك فيه نخبة من الخبراء والباحثين من مؤسسات اكاديمية وصحية ومجتمعية، وتستمر فعالياته على مدار يومين: اليوم الأول عبارة عن ثلاث جلسات علمية يتحدث فيها 12 خبيرا وباحثا في مجال الصحة النفسية والسلوكية والخدمة الاجتماعية تحت ثلاث موضوعات رئيسبة وهي : القضايا المعاصرة في مجال الصحة السلوكية و إشكاليات الممارسة الميدانية في مجال الصحة السلوكية و الوقاية والتدخل في مجال الصحة السلوكية. وفي اليوم الثاني من المؤتمر ستنظم ثلاث حلقات نقاشية الأولى حول : تطوير البحوث البينية في مجال الصحة السلوكية ، والثانية حول: الأدوار المهنية للعاملين في مجال الصحة السلوكية، والثالثة حول : الأبعاد الثلاثية للصحة السلوكية (طب-علم نفس-علم اجتماع) . ويشارك بها الخبراء والمهتمين بتطبيقات الصحة السلوكية.
ويعد هذا المؤتمر من المؤتمرات التي تطرح قضايا جديدة في مجال الصحة النفسية والسلوكية لأول مرة في المنطقة، وذلك بهدف تجديد المعارف والمهارات الخاصة بهذا المجال وخصوصا في مجال التطبيقات والممارسة ومشكلات الواقع. حيث ينطلق المؤتمر من منظور يؤكد على التلاؤم مع قاعدة الأدلة الجديدة في مجال التنمية المستدامة ، تلك التي تأخذ في الاعتبار دور ومكانة الانسان في الفعل التنموي وتركز على تمكينه من الاستفادة من الموارد المتاحة بما يعزز قدرته على تحقيق التقدم والرقي والرفاه لنفسه ومحيطة الانساني والطبيعي.
وفي كلمتها في افتتاح المؤتمر رحبت الاستاذة الدكتورة مريم بنت علي المعاضيد- نائب رئيس جامعة قطر للبحث والدراسات العليا بالمشاركين في هذا المؤتمر وقالت إن الصحة السلوكية لم تكن ملحة كما هي في هذا العصر ، رغم الإنجازات الحضارية والتكنولوجية حيث ظهرت سلوكيات خطيرة بين الأطفال والمراهقين والشباب ، الذين أخذت التكنولوجيا بعضهم إلى عالم افتراضي بعيد عن الواقع والقيم مما قد يجرهم إلى العنف والنزوات .
وقالت الدكتورة مريم المعاضيد إن المؤسسات التعليمية والتربوية مدعوة اليوم للتصدي لهذه التحديات عبر أنشطة فعالة يشارك الجميع فيها من الأسرة إلى المدرسة والجامعة إضافة إلى الكثير من المؤسسات العامة والخاصة المعنية ..
وقالت إن الاستراتيجية الصحية والرؤية الوطنية لدولة قطر قد أكدت على أولوية توفير الموارد البشرية والخدمات التي تضمن حياة نفسية هنيئة وطويلة ومنتجة .
كما اعتمدت جامعة قطر في وحداتها المعنية بعلوم النفس والاجتماع والصحة والطب البرامج المناسبة وأعدت الكوادر وأقامت مختلف أنواع المؤتمرات والأنشطة . ووقعت الجامعة الاتفاقيات ومذكرات التفاهم وبخاصة مع مركز دعم الصحة السلوكية ذي الدور الرائد في هذا المجال ولازالت الجامعة تسعى للمزيد .
واختتمت الدكتورة مريم المعاضيد كلمتها بتأكيد أن مخرجات هذا المؤتمر ستكون مفيدة لصناع القرار والسياسات باعتباره خطوة متقدمة تعزز الصحة السلوكية لأبنائنا وبناتنا وتؤهلهم للتعامل الناجح مع تحديات العصر وتمكنهم من الاستفادة المثلى من التكنولوجيا الحديثة دون الوقوع في شراكها .
وفي كلمته في المؤتمر قال سعادة السيد راشد النعيمي، المدير العام لمركز دعم الصحة السلوكية، أن مشاركة المركز في هذا المؤتمر، تأتي في سياق الحرص على الإسهام في حماية أجيال المستقبل، وتحقيق التنمية البشرية المستدامة، وإيمانا من المركز بضرورة إنشاء مجتمع خال من الاضطرابات السلوكية يتمتع أفراده بالثقة بالنفس والقيم والسلوك الإيجابي، وذلك من خلال مناقشة أحدث النتائج والتطورات والتحديات والحلول المتعلقة بالصحة السلوكية وتحقيق الانتقال بالمعالجات الفكرية من مرحلة التنظير إلى التطبيق.
ومن جهتها أكدت الأستاذة الدكتورة كلثم بنت علي الغانم رئيس اللجنة التنظيمية للمؤتمر الدولي الثاني للصحة السلوكية أن تنظيم هذا المؤتمر يدخل في إطار تمكين الانسان من الحصول على الخدمات الصحية والعلاجية والتوعوية عنصر أساس في تحقيق الرفاه وليس فقط علاج المرض. اذ لم يعد الخطاب بأن الصحة هو عدم وجود المرض مقبولا ، في ضوء تطور الحياة الإنسانية وارتقاء متطلبات الانسان واحتياجاته البدنية والنفسية. بل أن التطورات تجاوزت الى خطاب جديد يضيف عناصر أخرى الى الصحة البدنية ترتبط بالحياة الإنسانية مثل الصحة العقلية والصحة النفسية والصحة السلوكية التي تمثل ركائز الصحة العامة. واصبحت جزأَ من أدلة الرفاه التي تجمع ما بين العافية، والصحة، والرفاه، والأمن ، والسلامة . والشعور بالانتماء والسعادة والصحة البيئية أي دمج البدن والعقل والروح والمحيط البيئي ضمن منظومة متكاملة ، ليعيش الانسان الحياة بشكل كامل داخل المجتمع البشري والطبيعي.
وقالت الدكتورة الغانم إنه من أجل تحقيق العافية والرفاه والأمن والانتماء والسعادة ، نحتاج أن نعيد النظر في استراتيجياتنا في مجال الصحة وفي مجال التنمية البشرية بشكل أساسي، وإعادة توجيه الخدمات الصحية والاجتماعية وسياسات التنمية البشرية لتعزيز العافية والرفاهية. وهذا يتطلب زيادة المهارات المعرفية الجديدة التي سيحتاجها المهنيون في مجال الصحة البدنية والنفسية والسلوكية ، بهدف الوصول الى الصحة المثلى والسلام الاجتماعي والنفسي والرفاه في الحياة الإنسانية. ويأتي هذا المؤتمر ليثير الانتباه لمثل هذه القاضيا التنموية.
ويهدف هذا المؤتمر إلى توفير منصة متعددة التخصصات للباحثين والممارسين في مجال الصحة السلوكية لتقديم ومناقشة أحدث النتائج والتطورات والتحديات والحلول المتعلقة بالصحة السلوكية، التي توصف بكونها مؤشر على التفاعل بين السلوك والمزاج والبيولوجيا والصحة الجسدية والنفسية والعاطفية.
كما يهدف إلى زيادة الوعي والفهم لموضوع الصحة السلوكية من خلال جمع مجموعة من الخبراء الدوليين والمحليين في مجال الصحة السلوكية والنفسية لمناقشة أحدث المعارف والخبرات والحلول في هذا المجال. وذلك بهدف تحسين الصحة السلوكية داخل المجتمع، والترويج للنهج متعدد المستويات والممارسات والتقييمات المبنية على الأدلة الواقعية.