نتائج بحثية

​في إطار تحسين كفاءة إدارة المنشآت الرياضية، قدّم فريق بحثي في جامعة قطر بقيادة الباحثة مريم النور نموذجًا مبتكرًا للتحكم التنبؤي القائم على الشبكات العصبية لتحسين أداء أنظمة التدفئة والتهوية وتكييف الهواء (HVAC) في الصالات الرياضية. يهدف هذا المشروع إلى تحقيق توازن بين استهلاك الطاقة وضمان بيئة داخلية مريحة للرياضيين والجمهور، وذلك ضمن مشروع SportE3.Q الذي يسعى إلى تقليل البصمة الكربونية للمنشآت الرياضية.

يعتمد النموذج على استخدام الشبكات العصبية في التنبؤ بسلوك النظام المستقبلي، مما يمكن من تحسين استهلاك الطاقة وضبط جودة الهواء الداخلي بكفاءة أعلى مقارنة بالنماذج التقليدية المعتمدة على الفيزياء أو تقنيات تعلم الآلة الأخرى مثل شجرة القرارات والانحدار الداعمي المتجهي. أظهرت نتائج الدراسة أن هذا النظام قادر على خفض استهلاك الطاقة بنسبة تصل إلى 46٪، مع تحقيق مستويات عالية من الراحة الحرارية وجودة الهواء الداخلي.

يتكون النموذج من عنصرين رئيسيين: عنصر التنبؤ الذي يستخدم الشبكات العصبية لفهم وتحليل بيانات المنشأة، وعامل التحسين الذي يحدد أفضل الإعدادات لنظام التهوية والتكييف. تم اختبار النموذج في الصالة الرياضية التابعة لمجمع الفعاليات الرياضية بجامعة قطر، حيث أظهر أداءً فائقًا في ضبط درجة الحرارة وتدفق الهواء بناءً على معدل الإشغال ونشاط الأفراد داخل القاعة. كما ساعد النموذج في تقديم توصيات حول أنماط الإشغال المثلى التي يمكن لمديري المنشآت الرياضية الاستفادة منها لتحسين عمليات التشغيل وتقليل التكاليف.

هذا البحث يمثل خطوة مهمة نحو اعتماد تقنيات الذكاء الاصطناعي في إدارة المنشآت الرياضية بطرق ذكية ومستدامة، مما يسهم في تعزيز كفاءة الطاقة وتحقيق بيئات داخلية مريحة وصحية.