تخطي أوامر الشريط
التخطي إلى المحتوى الأساسي
تسجيل الدخول

محرر المحتوى

__NEWS_IMAGE_DESC__

في إطار الجهود المستمرة لتعزيز التعاون الأكاديمي الدولي وتدعيم مفاهيم حوار الحضارات، نظمت كلية الشريعة والدراسات الإسلامية بجامعة قطر، بالتعاون مع كرسي الإيسيسكو لحوار الحضارات، اللجنة القطرية لتحالف الحضارات بوزارة الخارجية، ومنظمة العالم الإسلامي للتربية والعلوم والثقافة (إيسيسكو)، فعالية للإعلان عن الفائزين في الدورة الرابعة لجائزة قطر العالمية لحوار الحضارات. ولتي تمحورت حول موضوع "حوار العلوم: نحو إطار حضاري لتكامل النظام التعليمي."

وقد صُممت هذه الدورة لتحقيق مجموعة من الأهداف المحورية، منها تطوير التعليم كوسيلة للتقارب الإنساني بعيدًا عن التصنيفات الدينية أو العرقية، واستكشاف التكامل بين العلوم والمعارف والعمل على تطبيقه في المناهج التربوية. كما تسعى المبادرة لمواجهة تحديات الفصل بين المعارف وتطوير منهج متكامل يقوم على التنوع والتعاون، إلى جانب تشجيع الابتكار والجودة في التعليم من خلال تكامل العلوم الإنسانية والطبيعية. تهدف الدورة أيضًا إلى إبراز دور العلوم الإسلامية في توثيق العلاقة بين المعارف المختلفة عبر التاريخ.

وفي كلمته الافتتاحية، أعرب الدكتور إبراهيم الأنصاري، عميد كلية الشريعة بجامعة قطر، عن شكره وتقديره لوزارة الخارجية على دورها في دعم جائزة الحوار الحضاري، واصفاً إياها كأحد الشركاء الاستراتيجيين الأساسيين للكلية، قائلاً، "أقدم شكري الجزيل للجنة ولوزارة الخارجية التي تعتبر أحد أهم الشركاء الاستراتيجيين لكلية الشريعة، خاصة في مشاريعها المتعلقة بالحوار الحضاري وبرنامج الأديان. العمل مع هذه الجهة ليس جديدًا، بل هو امتداد لشراكة طويلة منذ أن ارتأت اللجنة أن يكون موضوع الحوار الحضاري موضوعًا أكاديميًا يُدرَّس في الجامعات وتُجرى حوله الأبحاث، وهذه الشراكة أثمرت الكثير من الإنجازات."

كما أعرب الدكتور الأنصاري عن فخره بالدور الذي تلعبه الجائزة في تعزيز قيم الحوار الحضاري، مشيراً إلى أهمية التعاون المستمر بين الكلية واللجنة القطرية لتحالف الحضارات ووزارة الخارجية. وأكد قائلاً، "هذه الجائزة التي نحتفل اليوم بها ليست إلا إحدى ثمرات تعاوننا المثمر والمستمر مع لجنة حوار الحضارات، إذ بدأت منذ سنوات بجهود محدودة، ولكن نظراً للإقبال الكبير عليها توسع نطاقها ليصبح كل سنتين وبقيمة مجزية، ما جعلها أكثر تميزًا وأعلى دقة في اختيار الأبحاث."

وفي كلمته، عبّر سعادة السفير عبدالله السادة، ممثل اللجنة القطرية لتحالف الحضارات عن فخره بهذا التعاون القائم، مشيداً بتوسع نطاق الجائزة ليشمل اهتماماً دولياً ومشاركات من خارج قطر، حيث تم الترويج لها في فعاليات دولية مثل الصين. وأكد السادة على تطلعه لاستمرار هذا التعاون وتعزيزه من خلال مبادرات وبرامج مستقبلية، ما يسهم في تعزيز صورة قطر كمركز عالمي للحوار والتفاهم بين الثقافات والحضارات.

من جانبه صرح أ. د. عز الدين معميش، رئيس كرسي الإيسيسكو لحوار الحضارات، "احتفلنا اليوم بالإعلان عن الفائزين بجائزة قطر العالمية لحوار الحضارات، في موضوع مهم يتمحور حول التعليم بعنوان 'حوار العلوم: نحو إطار حضاري لتكامل النظام التعليمي'. وقد جاء هذا الموضوع ليعزز الفهم المتبادل بين مختلف التخصصات العلمية، حيث انتقلنا من الحوار بين النخب وقادة المجتمعات إلى حوار في بنية التعليم والتكوين. يركز هذا الحوار على إظهار تكامل العلوم وتآزر النظام التعليمي، بحيث نثبت العلاقة المتينة بين مختلف العلوم ونتجنب أي تحيز أو تنافس بين التخصصات، وهو ما نحرص على ترسيخه في مؤسسات التعليم."

وأضاف، "تميزت هذه الدورة من الجائزة ليس فقط بنوعية الموضوع وأهميته، بل أيضاً بمدى المشاركة الواسعة من مختلف دول العالم، فقد تلقت اللجنة العلمية 146 بحثاً من عشرين دولة، وتمت مراجعة ودراسة 21 بحثاً في المرحلة النهائية، بلغ مجموع كلماتها أكثر من مئة ألف كلمة، مرت بمراحل تحكيم دقيقة من لجنتين محلية ودولية. وسيسعدنا تكريم الفائزين في منتدى الدوحة المقبل في ديسمبر 2024، حيث سيتم الإعلان أيضاً عن الموضوع الجديد للدورة الخامسة، في استمرار لهذا النهج في تعزيز حوار الحضارات."

وبعد تقييمات صارمة من لجان تحكيم علمية ومحلية ودولية، تم الإعلان عن الفائزين وفق المعايير المحددة التي ركزت على الأصالة وجودة المحتوى وعمق التحليل. وقد أسفرت النتائج عن حجب الجائزة الأولى، نظراً لعدم استيفاء أي بحث للمعايير المحددة لهذه الفئة. فاز بالجائزة الثانية، وقيمتها 90,000 ريال قطري، الدكتور مدحت ماهر من مصر عن بحثه المعنون "حوار المعارف والثقافات وبناء العلوم الاجتماعية: من الخبرة الحضارية إلى تجاوز الأزمة المعاصرة". أما الجائزة الثالثة، وقيمتها 45,000 ريال قطري، فقد فاز بها الدكتور يونس الخمليشي من المغرب عن بحثه المعنون "الأسس النظرية والعملية لحوار العلوم وتكامل المعارف: بحث في أنساقها واستدلالاتها وتحقيباتها". ومن المقرر تكريم الفائزين خلال منتدى الدوحة، الذي سيُعقد تحت رعاية سمو أمير دولة قطر، يوم 7 ديسمبر 2024.

وعلى صعيد آخر، أعلنت لجنة كرسي الإيسيسكو لحوار الحضارات بكلية الشريعة والدراسات الإسلامية بجامعة قطر ، عن إطلاق مؤتمر "الإرث الحضاري الأندلسي: من التأسيس إلى التحوّلات المعاصرة" والذي سيُعقد في غرناطة، إسبانيا، من 6 إلى 8 نوفمبر 2024، في جامعة غرناطة بإسبانيا بمشاركة باحثين وأكاديميين من مختلف أنحاء العالم. ويهدف المؤتمر، الذي يتم تنظيمه بالتعاون مع ست جهات محلية ودولية، إلى تفعيل الدبلوماسية الحضارية وتعزيز فهم الإرث الأندلسي وتأثير الحضارة الإسلامية على العالم، مع التركيز على دور الأندلس في تطور العلوم والمعرفة.

يشارك في المؤتمر 32 باحثًا من 17 دولة من مختلف أنحاء العالم، حيث سيتم مناقشة مواضيع متعددة عبر ست جلسات علمية. يهدف المؤتمر إلى دراسة التحولات في التفاعل مع الإرث الأندلسي، وفهم الاستشراق الإسباني، والعمل على تفكيك الصور النمطية في العقلية الغربية تجاه الحضارة الإسلامية، وإيجاد سبل لتفعيل الذاكرة الحضارية المشتركة بما يعزز العلاقات الثقافية بين الحضارتين الإسلامية والغربية وتعزيز العلاقات بيت إسبانيا وقطر، في المجالات الثقافية والعلمية والارتقاء بموضوع الحوار الحضاري إلى مجالات جديدة.



من خلال الاستمرار في التصفح أو النقر على قبول جميع ملفات جمع البيانات "كوكيز"، فإنك توافق على تخزين ملفات جمع البيانات للطرف الأول والغير على جهازك لتسهيل تصفحك للموقع وتحليل استخدام الموقع والمساعدة في جهودنا التسويقية.