تخطي أوامر الشريط
التخطي إلى المحتوى الأساسي
تسجيل الدخول

محرر المحتوى

__NEWS_IMAGE_DESC__

نظَّم فرع الثقافة والفنون في رابطة خريجي جامعة قطر ندوة ثقافية بعنوان: (جمالية التعبير بالحركة في اللغة العربية)، قدمها الدكتور محمد خالد الرَّهاوي، أستاذ الدراسات اللغوية في قسم اللغة العربية وآدابها، بكلية الآداب والعلوم في جامعة قطر. تهدف الندوة إلى الوقوف على أثر الحركة في تغيير المعنى، وتعرُّف بعض أساليب التخلص من المُحرجات وتعزيز القدرة على تذوق الكلمات المتشابهة المبنى المختلفة المعنى. وتجيب الندوة عن التساؤلات الآتية: هل لحركة بنية الكلمة أثر في المعنى؟ كيف وظّف القدماء الحركة في التخلُّص من المواقف الصعبة؟ كيف يمكن للحركة أن تصور الحالة النفسية أو الجسمية للإنسان.

تعليقًا على الندوة، قالت الأستاذة آمنة عبد الكريم، نائب رئيس فرع الثقافة والفنون في رابطة خريجي جامعة قطر: "تُعد اللغة العربية ركيزة أساسية من ركائز فرع الثقافة والفنون لأنها وعاء الثقافة وناقلته وحافظته، لذلك نحرص من خلال أنشطتنا أن نبين الأدوار المختلفة التي تلعبها اللغة العربية في حياتنا خاصة أنها عنوان هويتنا ووعاء يحوي تراثنا الأدبي والفكري والتاريخي، وأنها لغة عالمية تستقطب منذ القديم إلى يومنا هذا الكثير من محبيها من غير الناطقين بها للتمكن من تلاوة القرآن وتذوق جماله وكشف أسراره التي تتجلى في لغته وتراكيبه وأسلوبه وكل ما فيه، بدءا من الحركة ومرورا بالتركيب وانتهاء بالآية والسورة كلها، ولا شك أن الإسلام كان عاملا قويا ودافعا مهما لأبنائها وغير أبنائها للعناية بها والتبحر في علومها وتقديمها على سواها من اللغات. تأتي اليوم ندوة (جمالية التعبير بالحركة في اللغة العربية) لتقف عند هذه الجوانب الجمالية، ولتحقق الإفادة والمتعة للحضور من خلال سرد بعض الحوادث الطريفة التي وردت عن الحركة في التراث العربي وفي تراكيب من لغة الاستعمال اليومي في عصرنا الحاضر، ومن خلال قراءة بعض الموشحات الأندلسية وأشعار المتصوفة كنماذج لبيان جمالية التعبير بالحركة فيها".

ومن جانبه، قال الدكتور محمد خالد الرَّهاوي، أستاذ الدراسات اللغوية في قسم اللغة العربية وآدابها، بكلية الآداب والعلوم في جامعة قطر: "إن الحركة على الكلمات أشبه بالألوان في لوحة فنية جميلة، يوظفها الفنان للتعبير عما يريد أن يوصله من معانٍ، وعلى الرغم من اشتراك اللغات العالمية بالحركات، إلا أنها في العربية تكتسب ميزة إضافية لكونها تؤدي وظائف عدة: صوتية وإيقاعية وجمالية وتعبيرية، إلى جانب تمكين المتكلم من تلوين الكلام بالنبر والتنغيم والمد فضلا عن أهميتها في الإيقاع وتوظيف الجناس. وتعد الحركة الأداة الوحيدة التي تُفرّق بين معاني الكلمات المتشابهة في المبنى المختلفة في المعنى كالحُلم والحِلم والخُطبة والخِطبة وغير ذلك مما عُرِف في تراثنا العربي بالمثلثات أو المثناة التي صُنّفت فيها كتب مستقلة، وكانت كذلك ميدانًا رحبًا للهجات العرب ووسيلة للتخفف من صعوبة النطق وتنويع المعاني وإثرائها في القراءات واللغة، ولإظهار معاني التراكيب وللتفريق بين المتشابهات منها، إذ يمكن أن تغيَّر حركة واحدة المعنى 180 درجة، وأن تقلب المدح ذمًا والذم مدحًا، كما أنَّ حركة واحدة كفيلة بتغيير أحكام كثيرة، وتفكيك أُسر، بل بإزهاق أرواح!".

وأشار د. الرَّهاوي إلى أن القدماء قد أدركوا أهمية الحركة وقيمتها التعبيرية والجمالية؛ فوظفها كثير من الفصحاء والنبهاء توظيفًا جميلا أوصلهم إلى أغراضهم، وكانت وسيلةً للتناظر بين العلماء في مجالس الخلفاء والأمراء وميدانًا للتحدي بين المتنافسين من المذاهب النحوية واللغوية.  وبيَّن أن الدعوة إلى التخلي عن الحركة في العربية تكشف عن جهل بما تؤديه تلك الحركة من وظائف صوتية وجمالية، كما تكشف عن فساد في الذوق وعدم القدرة على إدراك دقائق المعاني، وبدلا من التمسك بها والتدرب عليها لم يجد العاجزون أيسر من الدعوة إلى حذفها والتخلص منها بحجة التخفيف على المتعلمين وأن ما بني حولها من قواعد وأحكام صارت من الماضي ولا بد أن تطالها رياح التغيير والتجديد؛ ولهذا لم تكن تلك الدعوات إلا صرخات في واد لا أثر لها ولا قبول، دعوات تهدم دون أن تبني أو تقدم بديلا صالحا للبناء.

من خلال الاستمرار في التصفح أو النقر على قبول جميع ملفات جمع البيانات "كوكيز"، فإنك توافق على تخزين ملفات جمع البيانات للطرف الأول والغير على جهازك لتسهيل تصفحك للموقع وتحليل استخدام الموقع والمساعدة في جهودنا التسويقية.