تحت عنوان (المسارات الثقافية في قطر)
أصدر مركز ابن خلدون للعلوم الإنسانية والاجتماعية في جامعة قطر كتابًا تحت عنوان "المسارات الثقافية في قطر"، ويأتي هذا الإصدار منبثقًا من ندوة أقامها المركز في 15 فبراير 2020، وذلك ضمن إطار مواكبة إحدى استراتيجيات المركز. ويتمحور الكتاب حول الشأن المحلي القطري في الثقافة والأدب والنقد خاصة، حيث يستهدف النخبة الثقافية القطرية التي أسهمت في الثقافة القطرية وأساتذة العلوم الإنسانية والاجتماعية المعنيين بالمجتمع القطري.
وقد تنوعت أبحاث هذا الإصدار في مجالين، أولهما: الشأن الثقافي العام الذي تناول صورة عامة من الملامح الثقافية في قطر، وقراءة في النقد المسرحي، إضافة إلى شرح دور المركز والمجلات الثقافية في قطر. أما المجال الثاني فاختص بالأعمال الأدبية القطرية من خلال نقد الأعمال السردية القطرية من رواية القصة والتناول النقدي الأكاديمي لها من خلال نقد الأعمال السردية القطرية من رواية وقصة وبيان أثر الثقافة الدينية في الشعر القطري، وتحليل واقع دراسة الأدب والنقد في برنامج الماجستير في قسم اللغة العربية، كما استعرض الكتاب تجربة النقد الأكاديمي القطري في قراءة الإنتاج الأدبي في قطر.
يطمح مركز ابن خلدون للعلوم الإنسانية والاجتماعية في زيادة إنتاج المكتبة القطرية في الشأن الثقافي والأدب والنقد، وأن يجد المهتمون الفائدة من هذا الكتاب.
يبدأ الكتاب بالحديث عن دراسات عدة لاتجاهات الثقافة في قطر ومن أبرزها دراسة الأدب القطري الحديث للدكتور محمد عبدالرحيم كافود، والتي تناولت مسحًا تاريخيًا وموضوعيًا للأدب القطري الحديث وأثره في تشكل الحياة الثقافية، كما لمس د. أحمد عبدالملك القيم والاعتقادات التي سادت قطر منذ عام 1798.
وأشار د. حسن رشيد أن تأخر ظهور النقد المسرحي قد ارتبط بتأخر المجلات والجرائد وظهور المسرح حتى عام 1972 وذلك مع ظهور مجلة العروبة التي افسحت صفحاتها للمهتمين بالنقد المسرحي، فأسهم العديد في إثراء حركة النقد المسرحي وكانت الجرائد والمجلات تتسابق في احتواء الأقلام القطرية والعربية على حدٍ سواء.
من جانبه، تطرق د. مرزوق بشير بن مرزوق إلى المراكز والمجلات الثقافية في
دولة قطر (نظرة شاملة)، وذكر أن الإنتاج الثقافي المتمثل في إقامة مراكز ثقافية وإصدار صحف ومجلات ثقافية ما هو إلا محصلة لمنظومة ثقافية متسلسلة ومن نتاج تراكم تراثي وثقافي وتعليمي وتفاعل مع الثقافات الأخرى، وهذا الأمر ينحسب على تطور الحالة الثقافية في قطر. وذكر الباحث أهم الأندية والمراكز الثقافية، وهي كُلٌ من: نادي الطليعة، نادي الجسرة الثقافي الاجتماعي، الحي الثقافي (كتارا).
واهتدت دراسة أ.د مراد عبدالرحمن مبروك إلى الرؤية النقدية من المنظور الثقافي في مرحلتي الريادة والتجربة في قطر مقدمًا دكتور محمد كافور ونورة آل سعد أنموذجًا. فأشار الدكتور مبروك إلى أن الروية النقدية للدكتور محمد كافود انطلقت من خلال معالجته للسرد القصصي في قطر من النقد السياقي الاجتماعي مستندًا إلى الجوانب الثقافية والحضارية والفنية والأدبية، أما بالنسبة لنور آل سعد فقد تنوعت رؤاها النقدية حول الرؤى التنظيرية والتطبيقية من خلال مقالتها النقدية المنشورة في الصحف والمجلات والكتب النقدية حول القصة والرواية.
وقدم د. أحمد طعمه حلبي ورقة عن السردية القطرية: السياق والرؤى الثقافية، وهدفت هذه الورقة إلى اختبار السردية القطرية المعاصرة الرواية والقصة، وتتبع تموضعها من حيث النماذج الثقافية التي تعكسها في سياق تموضعها خليجيًا وعربيًا، فالبحث يتبنى مقاربة عابرة للأنساق؛ بهدف الإجابة عن الفرضية البحثية التي تتعلق بتحولات الكتابة السردية في قطر.
وبدورها، أكدت أ. نورة حمد الهاجري في ورقتها أن لجامعة قطر برامج متنوعة في الدراسات العليا ومنها برنامج ماجستير اللغة العربية وآدابها الذي تفرع إلى مسارات ثلاث، هي: اللغة والأدب والدراسات الثقافية المقارنة. وتتمثل رسالة البرنامج في إعداد باحثين أكفاء مثقفين ومنفتحين على مستجدات الثقافة المعاصرة.
والجدير بالذكر، أن مركز ابن خلدون يسعى لتطوير بنية العلوم الإنسانية والاجتماعية وتجديدها لتكون أكثر ملاءمة للاحتياجات النظرية والواقعية لمجتمعنا من خلال التعاون من أبرز المؤسسات والباحثين المميزين في حقل العلوم الإنسانية والاجتماعية على الصعيد المحلي والخارجي.
للاطلاع على الكتاب يرجى الضغط هنا.