محرر المحتوى
قدمها د. بدران بن لحسن، الأستاذ المشارك في مركز ابن خلدون للعلوم الإنسانية والاجتماعية
نظم فرع الثقافة والفنون برابطة خريجي جامعة قطر ندوة ثقافية بعنوان: (حاجة الإنسان المعاصر إلى الإيمان)، قدمها الدكتور بدران بن لحسن، أستاذ مشارك باحث بمركز ابن خلدون للعلوم الإنسانية والاجتماعية، جامعة قطر. هدفت الندوة إلى النظر في واقع الإنسان المعاصر، الذي يتسم بعدم اليقين، وفقدان المعنى، واختزال الوجود الإنساني في بعده المادي الاستهلاكي، في الحضارة المعاصرة التي أقصت الإيمان من حياة الإنسان بفعل خطاب الحداثة القائم على التبشير بالعقلانية والإنسانية والعلمية، الساعي إلى أن يكون الإنسان مركزًا للوجود، وانتهت إلى تجريد الإنسان من مقدساته الدينية، واستبدلتها بمبادئ في ظاهرها أنها تستعيد للإنسان مركزيته وكرامته وتطلق قدراته، لكنها أفقدته ذاته.
وتعليقًا على الندوة، قالت الأستاذة آمنة عبدالكريم، نائب رئيس فرع الثقافة والفنون برابطة خريجي جامعة قطر: "ارتأينا في فرع الثقافة والفنون برابطة خريجي جامعة قطر طرح موضوع (حاجة الإنسان المعاصر إلى الإيمان) نظرًا للأحداث المعاصرة المتتالية التي هزت وجدان الإنسان من ثورات الربيع العربي، والحروب ومخلفاتها من الفوضى الاجتماعية وانهيار للقيم الدينية والأخلاقية والبناء الحضاري الإنساني عامة. إضافة إلى نشوء العزلة الاجتماعية وتنامي النزعة الفردانية وغيرها من الأمراض الاجتماعية-النفسية بسبب فرض الحكومات والمنظمات العالمية قيود التباعد الاجتماعي الذي اضطر أن يعيشها، مجبرًا، إنسان هذا العصر في ظل جائحة كورونا التي امتدت لسنوات. أردنا من خلال طرح هذه الندوة أن نناقش كيف يمكن أن يكون الإيمان في ظل كل ما يحدث حولنا ركيزة ثبات، ومنطقة آمنة نلجأ إليها حين تعصف بنا ظروف الحياة المعاصرة التي تتسم أحداثها بالسرعة".
ومن جانبه، قال الدكتور بدران بن لحسن، أستاذ مشارك باحث بمركز ابن خلدون للعلوم الإنسانية والاجتماعية، جامعة قطر: "تحولت العقلانية إلى اختزال للعقل في بعد شكلي وإلى أيديولوجيا بدل أن تتمثل العقل في كلياته. وتحول السعي من العلمية إلى أيديولوجية علموية، لم تقدم المنهج العلمي للإنسان، بقدر ما جعلت العلم أيديولوجيا بديلة للدين والإيمان، فاستبدلت مقدسًا دينيًا بمقدس علموي. وهذا قاد الإنسان إلى مرحلة ما بعد الحداثة المتسمة بالريبة والشك والنسبية وفقدان المعايير، والسيولة في كل شيء، مما أفقد الإنسان إنسانيته ويكاد يقضي على فطرته، لفقدانه للمعيار المتعالي الذي يحتكم إليه، وللبعد الروحي الذي يعطيه المعنى، ويرفع بصره إلى ما بعد يومياته المجتزأة الفاقدة للبوصلة".
وأضاف د. بن لحسن: "إن الإنسان المعاصر اليوم في أمس الحاجة إلى الإيمان الديني، الذي يستعيد به الإنسان ذاته تصورًا وفكرًا وسلوكًا، وتستعيد به الإنسانية آدميتها. وهذا ما نلحظه في عودة الدين إلى حياتنا المعاصرة؛ ليس في المستوى الفردي فقط، بل في المجال العام أيضًا، في مختلف دول العالم. وهذا بدوره يوجهنا إلى الاهتمام بمنظوماتنا التعليمية والثقافية والاجتماعية وحتى السياسية، وتأطيرها برحابة الإيمان وقيمه، لنحافظ على الإنسان والمجتمع والحضارة".
من خلال الاستمرار في التصفح أو النقر على قبول جميع ملفات جمع البيانات "كوكيز"، فإنك توافق على تخزين ملفات جمع البيانات للطرف الأول والغير على جهازك لتسهيل تصفحك للموقع وتحليل استخدام الموقع والمساعدة في جهودنا التسويقية.