خلال مؤتمر صحفي حضرته نائب رئيس الجامعة للبحث العلمي ومدير المركز
د الشمري : الموسوعة تساهم في فهم الظواهر الاجتماعية في الخليج من خلال فهم اللغة المعبّرة عنها
د العنزي : مشروع الموسوعة يعتبر الأول من نوعه في حقل الدراسات المختصة في مجتمعات دول الخليج العربي
عقد مركز ابن خلدون للعلوم الإنسانية والاجتماعية بجامعة قطر مؤتمرًا صحفيًا للإعلان عن مشروع موسوعة المفردات الخليجية ودلالاتها الاجتماعية: مدخل لغوي ثقافي سوسيولوجي، وذلك بحضور الدكتورة مريم علي المعاضيد نائب رئيس جامعة قطر للبحث والدكتور نايف بن نهار مدير مركز ابن خلدون والدكتور أحمد العنزي منسق مشروع الموسوعة، وعن بُعد الدكتورة منيرة الرميحي ممثلة للجنة العلمية في المشروع.
تهدف الموسوعة إلى تحويل المفردة الثقافية ذات الخصوصية الخليجية إلى مدخل علمي لتناول الظاهرة الاجتماعية في الخليج، بحيث تنتقل المفردة من الاستعمال العفوي إلى الاستعمال السيسيولوجي الذي يتيح للباحثين عمومًا أدوات علمية في التعامل مع الظاهرة الاجتماعية المرتبطة بتلك المفردة، كما يتيح للباحثين غير الخليجيين المقدرة على التفاعل مع الظاهرة الاجتماعية الخليجية وصفًا وتفسيرًا وتعليلاً وتنبؤًا. وترتكز الموسوعة على استقراء المفردات والعبارات والرموز والأمثال الخليجية ذات الوظيفة السيسيولوجية سعيًا لجعلها مداخل سوسيولوجية لدى الباحثين المعنيين بالدرس الاجتماعي في الخليج العربي، بما يتيح لهم التناول العلمي الدقيق للظواهر الاجتماعية في الخليج. وبذلك يكون محل البحث في الموسوعة هو "المفردة الخليجية"، واتجاه البحث هو "البُعد السيسيولوجي"، والفئة المستهدفة تتمثل في الباحثين في الظاهرة الاجتماعية الخليجية. ويختلف عمل الموسوعة عن العمل المعجمي في أن المعجم معني بالدلالة المباشرة للمفردة، وبالتحولات الدلالية للمفردات عبر التاريخ، في حين يرتكز عمل الموسوعة على البحث عن الأبعاد الاجتماعية للمفردات الخليجية بوصفها مدخلاً لوصف وتفسير وتحليل الظواهر الاجتماعية في الخليج.
وفي كلمته بالمناسبة أكد الدكتور نايف بن نهار " أن الموسوعة تساهم في فهم الظواهر الاجتماعية في الخليج من خلال فهم اللغة المعبّرة عنها، إذ إنه لا يمكن فهم الظواهر الاجتماعية إلا بفهم الأبعاد الاجتماعية لمفردات اللغة المعبرة عنها، من علاقاتها بالمكانة الاجتماعية والدور الاجتماعي وتأثيرها في البنية الاجتماعية. ونظرًا لأن كثيرًا من أساتذة علم الاجتماع في دول الخليج ليسوا من الخليج فإن مثل هذه الموسوعة ستسهّل لهم فهم الظواهر الاجتماعية التي يرونها من خلال التعرّف السوسيولوجي لمفرداتها".
وبالحديث أكثر عن أهداف الموسوعة قال الدكتور أحمد العنزي منسق المشروع " إن مشروع الموسوعة يعتبر الأول من نوعه في حقل الدراسات المختصة في مجتمعات دول الخليج العربي، كما يخدم المشروع هدفين رئيسيين لمركز ابن خلدون وهما التجسير والأقلمة؛ حيث ستعمل الموسوعة على مد الجسور وردم الهوة في تنوع استعمال المفردات والألفاظ لدى المكونات الاجتماعية المختلفة في دول الخليج من اجل فهم الوظيفة الاجتماعية - السياسية او الثقافية التي تؤديها تلك المفردات والألفاظ في السياق الاجتماعي لمكون اجتماعي دون غيره من المكونات وهذا من شأنه بدون شك أن يقدم مقاربة فكرية أصيلة تُجيب على العديد من التساؤلات حول سبب تنوع استعمال الألفاظ او ظهور واندثار بعضها أو استمرار بعضها الآخر".
وعن دور اللجنة العلمية في مشروع الموسوعة قالت الدكتورة الرميحي ممثلة اللجنة "يتجسد دور اللجنة العلمية في عدة نقاط أهمها انتقاء الباحثين أصحاب العلاقة والمتميزين في الجوانب المنهجية، إضافة لمراجعة المفردات والموافقة على تدوينها في الموسوعة، والتحكيم العلمي للأبحاث المقدمة والإشراف العلمي على إصدارات وفعاليات الموسوعة، وتحليل النصوص المتداولة شفاهيةً وتدوين النصوص المحكية على لسان كبار السن والرواة الشعبيين من نواحي المضمون والخطاب بما له من دلالات اجتماعية وثقافية وتوثيق للتراث. كما تركز الموسوعة على جميع الألفاظ والمفردات سواء القديمة والمعاصرة والتجريدات التي دخلت على الثقافة الخليجية وأصبحت تؤثر في السياق الاجتماعي والتاريخي باعتبار أن هذه اللهجة ليست كونها مفردات فحسب؛ وإنما هي نشأت في سياق اجتماعي تاريخي ثقافي له دلالاته من حوادث تاريخيه وعادات وتقاليد، والسعي لتوثيق اللهجات من الاندثار بتعاقب الأجيال.
الجدير بالذكر بأن هذه الموسوعة سيتم تصنيفها ضمن الموسوعات العلمية المتخصصة التي تخدم المجتمع العلمي والبحثي والأكاديمي، والتي بدورها تساعد الدارسين لعلم الاجتماع على فهم ومعالجة الممارسات المندرجة تحت مفردات ومصطلحات هذه الموسوعة. وسيبدأ العمل خلال شهرين على عقد أول ورشة عمل لتحديد استراتيجيات وضع وتصنيف المفردات، بتظافر جهود كافة مجتمع الجامعة من أساتذة وباحثين طلبة البكالوريوس والدراسات العليا.