تخطي أوامر الشريط
التخطي إلى المحتوى الأساسي
تسجيل الدخول

محرر المحتوى

__NEWS_IMAGE_DESC__

نظّم مركز ابن خلدون للعلوم الإنسانيَّة والاجتماعيّة بجامعة قطر ندوة علميّة بالشراكة مع كلية الآداب والعلوم بجامعة قطر في يوم السبت الموافق 27 صفر 1441هـ الموافق 26 أكتوبر 2019م بعنوان: "علم الاجتماع وسؤال الأقلمة" في قاعة المؤتمرات بمبنى الإدارة العليا في جامعة قطر.

حضرت الندوة سعادة نائب رئيس الجامعة للبحث والدراسات العليا الدكتورة مريم المعاضيد، والدكتور نايف بن نهار، مدير مركز ابن خلدون للعلوم الإنسانيّة والاجتماعيّة، ومجموع المشاركين وأعضاء اللجنة العلمية للندوة، بالإضافة إلى رؤساء الجلسات والجهة المتعاونة في شخص الدكتور إبراهيم الكعبي، عميد كلية الآداب والعلوم في جامعة قطر، وعدد من أعضاء هيئة التدريس بكلية الآداب والعلوم، وباقي الضيوف المهتَمّين من الباحثين والباحثات، والطلاب، والطالبات.

تأتي هذه الندوة ضمن إطاري الأقلمة والمثاقفة من أطر مركز ابن خلدون الاستراتيجية الخمسة التي يصب المركز إلى تحقيقها، ورامت الندوة تقديم قراءات حول مسوغات وآليات توطين علم الاجتماع في السياق العربي، ومناقشة تجارب سياقات أخرى في توطين علم الاجتماع. وايمانا منه بأن الأقلمة بحاجة إلى جهود مؤسساتية تحترم المنهجية العلمية في التعاطي مع الإنتاج المعرفي، وإن جهود التقييم يجب أن تأتي من نُخب متنوعة الاتجاهات والمجالات ومتسلحة بالمنهجية والصرامة العلمية، فإنَّ مركز ابن خلدون للعلوم الإنسانية والاجتماعية بجامعة قطر سعى من خلال هذه الندوة إلى بحث مدى توافر الإمكان المنهجي والمعرفي للتأسيس لأقلمة علم الاجتماع ومتطلبات التأسيس لهذا الإمكان.

افتُتحت الندوة بكلمة عميد كلية الآداب والعلوم بجامعة القطر الدكتور إبراهيم الكعبي؛ بيّن فيها أهمية الموضوع مؤكدًا على أن علم الاجتماع يجب أن يكون أنماطًا وعلومًا متعدّدة لا علمًا واحدًا، تلتها كلمة مدير مركز ابن خلدون للعلوم الإنسانية والاجتماعية، الدكتور نايف بن نهار؛ الّذي ركّز من خلال كلمته على بيان مفهوم الأقلمة، وضرورتها الملحة في العالم العربي.

جرى استهلال أعمال الندوة بكلمة افتتاحية لعالم الاجتماع الماليزي الشهير الأستاذ الدكتور فريد العطاس، وضّح من خلالها ضرورة الانتقال من مرحلة التنظير للأقلمة إلى مرحلة تطبيقها تطبيقًا عمليًا في العالم العربي؛ مقدّمًا مجموعة من الأدوات في سبيل ذلك.

انطلقت الجلسة الأولى حول موضوع الأسس والشروط والمتطلبات لتأسيس علم الاجتماع، وترأس الجلسة أستاذ علم الاجتماع والأنثروبولوجيا في معهد الدوحة للدراسات العليا الأستاذ الدكتور مولدي الأحمر، وشارك فيها كل من الأستاذ الدكتور فوزي بوخريص بورقة تناقش شروط نشأة علم الاجتماع في السياق العربي مقدمًا عددا من الاستنتاجات للوصول لأقلمة متجددة، كما شاركت الدكتورة أسماء الملكاوي بورقة بيّنت فيها الأسس المنهجية للتنظير عربيًا، بنظرة بينية للواقع العربي والنماذج الغربية، في حين قدم الأستاذ الدكتور سيد جواد ميري في ورقته تحليلًا لإعادة النظر في توطين العلوم الاجتماعية.

أما الجلسة الثانية فعقدت برئاسة الأستاذة الدكتورة لاهاي عبد الحسين؛ تمحورت حول التجارب والنماذج العملية في أقلمة علم الاجتماع، وقد شارك فيها الأستاذ الدكتور رجب شنتورك بورقة تعالج موضوع التبعية الفكرية مشيرًا إلى الجدل الحاصل بين الفقه وعلم الاجتماع الذي هيمن على التجربة التركية منذ القرن التاسع عشر، في حين قدم الدكتور رشيد بن بيه ورقة حول أقلمة العلوم الاجتماعية مسلطًا الضوء على الجهود البحثية الافريقية التي مثلها كل من فاطمة المرنيسي وجون مارك إيلا، كما قدم الأستاذ الدكتور ناريانا جاريارام ورقة حول تجربة التوطين في الهند، مبيّنا أن الأزمة التي يواجهها علم الاجتماع في الهند اليوم لها ارتباط وثيق بكونه "استنباتًا غير موثوق"، حيث تأثر بشدة المقرر الدراسي لعلم الاجتماع خلال فترة الاستعمارية بالأنثروبولوجيا الاجتماعية البريطانية نظرا لتكوين الرواد الأوائل وبعد الاستقلال تأثر بشدة بالسوسيولوجيا الأمريكية بسبب التزايد المستمر لأعداد السوسيولوجيين المكونين في أمريكا، كما شارك الأستاذ الدكتور علي الموسوي بورقة تبحث في مسارات أقلمة علم الاجتماع في التجربة الإيرانية، مسلهما مداخلات أهم الرواد الأوائل لهذه التجربة.

ترأس الجلسة الثالثة الأستاذ الدكتور علي الشاوي أستاذ علم الاجتماع ورئيس مجلس أعضاء هيئة التدريس بجامعة قطر، وتطرق الباحثون في هذه الجلسة لموضوع علم الاجتماع الإسلامي وسؤال الأقلمة، حيث قدّم الدكتور عزيز البطيوي ورقة حول مسوغات ومتطلبات علم الاجتماع الإسلامي، في حين قدم الأستاذ الدكتور حميد بارسانيا منهجا لدراسة العلوم الاجتماعية المعاصرة عند المسلمين، كما قدم الدكتور محمد بلبشير ورقة حول مشروعية توطين علوم اجتماعية إسلامية عربية؛ متطرقا للأسس المنهجية والمتطلبات العلمية لذلك، وناقش الدكتور عبدالحليم مهورباشة في ورقته المتطلبات المعرفية والأسس المنهجية لتأسيس علم العمران.

ثم عقدت جلسة نقاشية مفتوحة لمناقشة مدى إمكانية تأسيس علم اجتماع خليجي، قدّم من خلالها الأستاذ مبارك الحمداني تصورات ومقاربات دلالية لحدود المعرفة بين الاجتماع السوسيولوجي وآفاق إنتاج النظرية السوسيولوجية في الخلييج العربي، وأدار نقاشها الدكتور نايف بن نهار، مركزًا على إمكانية تطبيق فكرة توطين علم الاجتماع في مثال حي وعملي هو الخليج.

اتسمت الندوة التي شارك فيها باحثون من آسيا وأفريقيا والشرق والأوسط بتفاعل كبير مع الأوراق العلمية التي قدمها المشاركون، وقدم رؤساء الجلسات تعقيباتهم العلمية عليها، وأعقبتها مداخلات الحضور، وأسئلتهم حول القضايا المعروضة. وجرى تكريم المشاركين ورؤساء الجلسات واللجنة العلمية والجهة المتعاونة.

تَوَافق مجموع الحاضرين على أهمية هذه المبادرة النوعية التي نظمها مركز ابن خلدون، وتم التأكيد على ضرورة المضي قدُمًا في تطوير هذا المشروع العلمي من خلال الاستمرار في النقد الذاتي للتجربة العربية الإسلامية والاستفادة من تجارب بلدان أخرى.

من خلال الاستمرار في التصفح أو النقر على قبول جميع ملفات جمع البيانات "كوكيز"، فإنك توافق على تخزين ملفات جمع البيانات للطرف الأول والغير على جهازك لتسهيل تصفحك للموقع وتحليل استخدام الموقع والمساعدة في جهودنا التسويقية.