تخطي أوامر الشريط
التخطي إلى المحتوى الأساسي
تسجيل الدخول

محرر المحتوى

__NEWS_IMAGE_DESC__

من أجل نشر الوعي البيئي والمحافظة على التنمية المستدامة..

في 22 مايو يحتفل العالم باليوم الدولي للتنوع البيولوجي لزيادة المعرفة ونشر الوعي بأهمية المحافظة على توازن البيئة، والإسهام في تحقيق أهداف التنمية المستدامة، خصوصًا بعد ازدياد العوامل العالمية المسببة لفقدان التنوع البيولوجي متمثلة بالتغير المناخي وانتشار الأنواع الغازية، والاستغلال المفرط للموارد الطبيعية والتلوث والتوسع الحضري. فالتنوع البيولوجي هو النسيج الحي الذي يشكل كوكبنا في حاضر الأنسان ومستقبله. وفي هذا الإطار نستعرض عددًا من آراء بعض أساتذة جامعة قطر حول التنوع البيولوجي وأهمية الحفاظ عليه.

في البداية، قال أ.د. محمد أبودية، أستاذ البيئة النباتية – رئيس قسم العلوم البيولوجية والبيئية بالجامعة: " في الثمانينات من القرن الماضي انتفض العالم للاهتمام بالتنوع الحيوي بعد توافق العلماء على أن انقراض أي من الكائنات الحية هو فقدان لمادة إحيائية مهمة وضرورية لتسيير عجلة الطاقة التي تسير الأنظمة البيئية مما يؤثر على اتزان وانتاجية الأنظمة البيئية من غذاء ودواء وماء نظيف وهواء نقي جميعها مرتبطة بحياة الإنسان. لذا كانت رسالة جامعة قطر في تشجيع أي عمل من بحوث وبرامج أكاديمية ودورات ونشاطات علمية تحافظ على المصادر الطبيعية الحية وغير الحية. ففي داخل الحرم الجامعي ورغم تطوره العمراني فجامعة قطر من الجامعات القليلة التي تحتفظ بمساحات واسعه من الأراضي كمناطق محمية طبيعية".

وأضاف: "كما أن جامعة قطر قدمت الكثير من الدعم لتنظيم مؤتمرات علمية حول التنوع الحيوي ومنها ملتقى جامعة قطر السنوي لعلوم الحياة والذي يشرف عليه قسم العلوم البيولوجية والبيئية. إضافة الى ذلك فإن القسم المذكور آنفا يقدم برامج دراسية في العلوم البيئية من مرحلة البكالوريوس الى مرحلة الدكتوراه والتي رفدت المجتمع بعدد كبير من الخريجين الشباب ونتيجة ذلك برز كم هائل من المشاريع البحثية والبحوث المنشورة جلها يدور حول التنوع الحيوي في دولة قطر إضافة الى النشاطات الأخرى كيوم البيئة الوطني".

من جانبه تحدث أ.د. محمد احمد الغوطي، أستاذ العلوم البيئية – الكيمياء البيئية بالجامعة، حول استراتيجية قطر الوطنية للحد من استغلال الموارد الطبيعية وأضرار استغلال هذه الموارد، موضحًا بأنه تهدف الاستراتيجية وخطة العمل الوطنية للتنوع البيولوجي في دولة قطر إلى تعزيز الحفاظ على التنوع البيولوجي وتحقيق التوازن البيئي والاستخدام المستدام للموارد الطبيعية والتقاسم العادل لفوائد التنوع البيولوجي. حيث يعتبر الاستغلال المفرط للموارد الطبيعية والاستخدام الزائد لها أحد الأسباب الرئيسية التي تهدد التنوع البيولوجي حول العالم والذي بدوره يؤدي إلى استنزاف الموارد الطبيعية وإهدارها وتدمير الموارد وعدم قدرة الأنظمة البيئية الطبيعية على التجدد بصورة طبيعية. وتلوث البيئية ومشاكل التصحر وتجريف التربة، والجفاف ونقص المياه، وارتفاع نسبة المخلفات الصناعية جميعها من المسببات المؤدية إلى الاستغلال المفرط للموارد الطبيعية. وفي الآونة الأخيرة، ظهر بشكل تدريجي مفهوم الاستدامة والتنمية المستدامة والتي تهدف إلى توفير الموارد للأجيال القادمة دون التسبب في أضرار بيئية تتحدى بقاء الأنواع الأخرى والنظم البيئية الطبيعية. وتعد استراتيجية الاستدامة البيئية في دولة قطر من أهم ركائز استراتيجية التنمية الوطنية الثانية لدولة قطر والتي تهدف إلى تحقيق التنمية المستدامة في الجوانب المختلفة والتي تشمل تحقيق التوازن البيئي والحد من الاستغلال المفرط للموارد الطبيعية. يمكن توعية المجتمع بخطورة فرط الاستهلاك عن طريق تدشين الحملات التوعوية والتثقيفية لجميع افراد المجتمع عن طرق الترشيد والاستهلاك المعتدل وتنمية حس المسؤولية الاجتماعية عند الافراد. ويعتبر إعادة التدوير والصيد المنظم للأسماك والري بالتنقيط وتدشين المحميات الطبيعية ومعالجة المياه الملوثة وإعادة استخدامها جميعها تعتبر من طرق الحد من الاستغلال المفرط للموارد الطبيعية.

وبدورها، قالت د. فاطمة عبدالله الخياط، أستاذ مساعد في بيولوجية وبيئة الحشرات الطبية، أن الحفاظ على التنوع البيولوجي مسؤولية جماعية تعني بالحفاظ على ثروة وأرث الوطن وذلك لما للتنوع البيولوجي من أهمية اقتصادية، تراثية وتاريخية. ولهذا نرى أنه مع تسارع عجلة النشاط البشري الذي يغزو الكثير من البيئات الطبيعية ويهدد الحياة الفطرية والذي ينتج عنه حدوث خلل في التوازن البيئي نتيجة انقراض أنواع معينة لها دور فعال في المنظومة البيئية، قال تعالى: (وكل شيء خلقناه بقدر). ولهذا وجب علينا الحفاظ على الموروث البيولوجي ليبقى كنزًا تتوارثه الأجيال القادمة وذلك من خلال إنشاء بنوك البذور والجينات، وإنشاء المحميات لتوفير البيئة المناسبة للكائنات الفطرية، خاصة المهددة منها بالانقراض، بالإضافة إلى إنشاء متاحف التاريخ الطبيعي التي تحكي تاريخ التنوع البيولوجي، كما أنها تمثل مركزًا علميًا يرتاده الباحثين عن العلم والمعرفة، ولذلك يجب على المسؤولين والمختصين توعية جميع أفراد المجتمع بأهمية الموروث الطبيعي والحفاظ علية لضمان بقائه واستمرار وصوله للأجيال القادمة.

كما أوضح الدكتور رضوان بن حمادو، أستاذ مشارك في العلوم البيئية- علوم البحار، بأن التنوع البيولوجي النسيج الحي الذي يشكل كوكبنا فتعمل الحياة على الأرض من خلال أعداد هائلة ومتنوعة من الكائنات الحية، يقدر عددها حاليًا بحوالي 10 إلى 15 مليونًا، جميعها مترابطة فيما بينها بطريقة مباشرة أو غير مباشرة. يرتبط التنوع البيولوجي بتنوع الكائنات الحية المختلفة التي يمكن للمرء أن يجدها في نظام بيئي في منطقة معينة. كلما زاد عدد الكائنات الحية الدقيقة والنباتات والحشرات وأنواع الحيوانات في منطقة واحدة، كلما زاد التنوع البيولوجي ازداد النظام البيئي استقرارًا وتعافت البيئة.

وأضاف:" إن الغذاء أو الماء الذي نستهلكه، الهواء الذي نتنفسه، الطاقة التي تحرك حياتنا، صحتنا وثرواتنا كبشر كلها مدعومة من قبل هذا العدد الهائل من الأنواع التي تقوم بأدوار مختلفة لتوفر لنا عددًا لا حصر له من الخدمات، وتدعم الحياة وتجعل كوكب الأرض صحيا ومتوازنا. ان أي خسارة لأي نوع يعني فقدان وظيفة داخل البيئة، يعني فقدان خدمة للبشر، بشكل مباشر أو غير مباشر".

بينت د. يسرية سليمان الفحام، أستاذ مشارك في العلوم البيئية- علوم البحار، العوامل المسببة لخسارة التنوع البيولوجي موضحتًا:" إن أسباب خسارة التنوع البيولوجي متعددة ولكن أهمها هو تدمير الموائل أو مواطن الكائنات نتيجة الإفراط في الاستغلال والتحضر. فالاستغلال المفرط للموارد مثل الصيد الجائر أواستغلال غابات القرم في الاستزراع السمكي من أسباب تدمير النظم البيئية والانقراض الجماعي. كما يشكل التلوث تهديدًا آخر للتنوع البيولوجي وخاصة أن الملوثات تتخطي حدود الدول منتقلة في الهواء ومياه المحيطات لتترسب بعيدًا عن مصدرها الأصلي مسببة لخسائر متفاوتة، كما يأتي الاحتباس الحراري وتغير المناخ على قائمة المسببات لخسارة التنوع البيولوجي حيث أنه من المرجح أن ترتفع متوسط درجة حرارة الأرض بنحو 2 درجة مئوية بحلول عام 2050 مما سيؤدي إلى ارتفاع مستوي سطح البحر بنحو 30 سم. و من المتوقع أن يؤدي ذلك إلى اختفاء الآلاف من الأنواع النباتية والحيوانية لفشلها في التكيف مع الظروف المتغيرة. تتسبب أيضًا التجارة غير المشروعة في الأحياء البرية وتصدير أجزائها إلى مزيد من الخسائر في التنوع البيولوجي".


من خلال الاستمرار في التصفح أو النقر على قبول جميع ملفات جمع البيانات "كوكيز"، فإنك توافق على تخزين ملفات جمع البيانات للطرف الأول والغير على جهازك لتسهيل تصفحك للموقع وتحليل استخدام الموقع والمساعدة في جهودنا التسويقية.