في المسابقة الوطنية للبحث العلمي والابتكار 2020
في عالمنا الحديث يعد البحث العلمي النافذة الوحيدة إلى التقدم الاقتصادي والاجتماعي والثقافي والفكري، بل أن كل الثورات العلمية والصناعية والتكنولوجية ما هي إلا ثمرة من ثمرات التراكم المعرفي. ولهذا يكرس مركز جامعة قطر للعلماء الشباب جهودًا وموارد جبارة لغرس أسس البحث العلمي وإثراء رأس المال المعرفي في جيل الشباب، وذلك تحقيقًا لاستراتيجيات وغايات محورية في تحقيق رؤى تطور البلاد.
وعطفًا على ذلك، فقد تم تتويج هذه الجهود إثر إعلان نتائج الفائزين في المسابقة الوطنية للبحث العلمي والابتكار، وذلك في المعرض الافتراضي للمسابقة السنوية الوطنية للبحث العلمي والابتكار، تحت شعار "باحثون واعدون من أجل قطر"، التي دشنتها وزارة التعليم والتعليم العالي بالتعاون مع الصندوق القطري لرعاية البحث العلمي. وحققت ثلاثة مجموعات من طلبة المركز في المرحلة الثانوية أربع جوائز، منها: المركزين الأول والمركز الثالث وجائزة خاصة من بين 720 مشروع مشارك من مختلف المدارس والجهات التعليمية. وقد اتصفت جميع الأبحاث المشاركة بتميزها وجودة أفكارها وتقديمها حلولًا مبتكرة تخدم قطاعات ومجالات مختلفة في الطاقة والصناعة والبيئة والزارعة.
ولقد فازت الطالبة أنفال السليطي من مدرسة زبيدة الثانوية للبنات بالمركز الأول في فئة الكيمياء وعلوم المواد عن بحث بعنوان "طلاء بوليمري من مادة مركبة متناهية الصغر لحماية الحديد من التآكل". وتكمن أهمية هذا الطلاء في تعدد استخداماته في مجالات الصناعة والإنتاج والمحافظة على البيئة.
وفاز الطالبان عبدالله الجناحي وعبدالله النصر من مدرسة قطر للعلوم والتكنولوجيا بالمركز الثالث عن بحث آخر بعنوان "ألياف نانوية مركبة ذكية وقوية من أجل التشغيل الذاتي للأجهزة الالكترونية" في فئة الطاقة، ويقدم هذا البحث طريقة جديدة ومبتكرة وأكثر كفاءة لإنتاج الكهرباء بشكل أمن على البيئة.
وأخيرًا، فاز الطالبان تميم الراشد ويوسف المحمود من مدرسة قطر للعلوم المصرفية وإدارة الاعمال بالمركز الأول في فئة علوم النبات والحيوان وجائزة خاصة في مسابقة مروج عن بحث بعنوان "مستشعر باستخدام الهيدروجيل للتطبيقات الزراعية". ويهدف هذا البحث إلى تحسين خصائص التربة عن طريق ابتكار مستشعر ذكي لريّ المزروعات وفقًا لاحتياجات التربة، بالإضافة إلى زيادة خصوبة التربة والنتاج الزراعي باستخدام محفزات زراعية كالصمغ العربي. وسيحقق هذا المشروع ثورة في الزراعة في دولة قطر سعيا إلى الاكتفاء الذاتي من المحاصيل الزراعية الأساسية.
وبهذه المناسبة، قالت الدكتورة نورة جبر آل ثاني مدير مركز جامعة قطر للعلماء الشباب: "إن للبحث العلمي أهمية كبيرة في تطور المجتمعات وصقل المهارات من خلال الجمع بين طرح التساؤلات والمعرفة، وإجراء التجارب تحليل والبيانات، مما يؤدي إلى ابتكار الحلول وخلق منتجات جديدة، وتساعد على تحويل النظريات إلى تطبيقات عملية ومفيدة". وأضافت الدكتورة نورة في كلمة وجهتها للطلاب الفائزين: "أشعر بالفخر دائمًا بأبنائنا الطلاب الذين اعتادوا الوصول للمنصات المحلية والدولية في السنوات السابقة وحصدوا العديد من الجوائز من خلال مشاركتهم في العديد من مسابقات ومعارض البحث والابتكار، آملهً أن يستمر الطلاب في تحقيق التميز والنجاح في مسيرتهم العلمية والعملية". كما أشادت بجهود رعاة المركز وهم كُلٌ من: برنامج راس لفان للتواصل الاجتماعي، وشركاء المركز، وهم: منظمة اليونسكو مكتب الدوحة، واللجنة الوطنية القطرية للتربية والثقافة والعلوم.