نظّم مركز ابن خلدون للعلوم الإنسانيَّة والاجتماعيّة بجامعة قطر مؤتمرًا علميًّا يوم 18 صفر 1440هـ الموافق لـ 27 أكتوبر 2018م بعنوان: "أزمة الخليج وآثارها: مقاربات علميّة"، بمدرج مبنى البحوث بالجامعة. وشارك في المؤتمر عددٌ من الباحثين ببحوث علميّة ناقشوا من خلالها جوانب مختلفة من هذه الأزمة.
وقد حظي المؤتمر بمشاركة سعادة الدكتور خالد بن محمّد العطية، نائب رئيس مجلس الوزراء ووزير الدولة لشؤون الدفاع، وسعادة الدكتور حسن راشد الدرهم، رئيس جامعة قطر، وعدد من نوّاب رئيس الجامعة، وأعضاء هيئة التدريس، والضيوف، والطلاب، والطالبات، وقد كان الحضور لافتاً جداً.
جاء هذا المؤتمر في إطار سعي المركز لدراسة الواقع ومشكلاته واقتراح حلول عملية لها، ومعالجة آثارها الاجتماعية والسياسية والثقافية ....
افتتح المؤتمر الذي أدارتْه الباحثة سارة علي الصلابي بتلاوة عطِرة من الذكر الحكيم للقارئ محمد علي الأبرش، أعقب ذلك كلمة سعادة الدكتور حسن الدرهم، رئيس جامعة قطر، ركّز فيها على أهمية الدراسات العلميّة للمشاكل التي يواجهها المجتمع المحلي والإقليمي والدولي، ولا سيما الدراسات الجيوبوليتيكية (Geo-Political Studies)، وسعي الجامعة الحثيث للمشاركة العلميّة في تقديم الحلول المناسبة لهذه المشاكل. ثم ألقى الدكتور نايف بن نهار، مدير المركز، كلمته، وتحدّث عن أهميّة الدراسات الأكاديمية للأزمة الخليجيّة من جوانبها الاجتماعية والإنسانية المختلفة (القانونية، والعسكريّة، والسياسيّة)، وسعي المركز للتجسير بين صُنّاع القرار والباحثين الأكاديمين بهدف تقليل الهوة بين الدراسات النظريّة والممارسات العمليّة، وأكّد على أن الدراسات الأكاديمية تتميّز بثلاثة أمور أسياسية، وهي: الموضوعيّة، والمصداقيّة، والنسق المنطقي، وهي بمجموعها تستطيع أن تقدّم حلولاً واقعيّة للمشكلات التي يواجهها المجتمع المحلي والإقليمي. كما أشار الدكتور نايف في حديثه إلى أطُر المركز الإستراتيجيّة المتمثلة في: التجديد في مجالات العلوم الإنسانيّة والاجتماعيّة، والمثاقفة بين الحضارة الإسلاميّة والحضارة الغربيّة، والواقعيّة من خلال فهم الواقع وتطويره، والتجسير بين فروع العلوم الإنسانيّة والاجتماعيّة، وأقلمة هذه العلوم مع الواقع العربي الإسلامي.
ثم تفضل سعادة الوزير بإلقاء محاضرة قيمة حول الأزمة الخليجيّة من خلال حوار مع الإعلامي القطري عبد العزيز آل إسحاق، تحدّث فيها عن الخلفية التاريخيّة للأزمة الخليجيّة، وعن جذورها التي تعود إلى 1986م، حين احتلتْ البحرين بعض الأراضي التابعة لدولة قطر، واستردّتْها قطر فيما بعد، ويرى أن قطر تمكنتْ في مواجهة هذه الأزمة لعاملين أساسين: العامل الداخلي المتمثّل في لحمة الشعب القطري ووقوفه خلف قيادته، والعامل الخارجي المتمثّل في ثلاثة أمور رئيسة: وقوف تركيا مع قطر، وعدم اصطفاف المجتمع الغربي مع دول الحصار، وفشل مراهنة دول الحصار على الولايات المتحدة. كما أشار إلى أن دول الحصار قرأت حرية التعبير الموجودة في قطر بشكل خاطئ، حيث كانتْ ترى القطريين ينتقدون علناً أداء بعض مؤسسات الدولة، وظنتْ أن هؤلاء يصطفون خلفها. وقال رداً على وصفه بنجم الأزمة الخليجية: "أعتقد أن نجم الأزمة الخليجية بلا نزاع هو الشعب القطري والمقيمون على أرض قطر"، وقال أيضاً: إن أي حل للأزمة الخليجيّة لا بد وأن يسبقه اعتذار رسمي من دول الحصار عن تجاوزاتهم على الشعب القطري، وأن أكثر ما يؤلم في هذه الأزمة هو آثارها الاجتماعية، أما الجوانب السياسية والاقتصادية فقد تجاوزتها دولة قطر. وأنهى كلمته بشكر جامعة قطر، ومركز ابن خلدون على استضافته، وإتاحة الفرصة للحديث عن هذه الأزمة بشكل مستفيض. وقد تخلّلت المحاضرة مداخلات وأسئلة من الجمهور.
ثم بدأت جلسات المؤتمر الخمس تباعاً، وكانتْ الجلسة الأولى برئاسة سعادة اللواء الركن الدكتور حمد محمد المري حول الأبعاد الأمنيّة والعسكريّة للأزمة الخليجية، وشارك فيها كل من الباحث حمد علي المهندي، والباحث نور الدين ردواي، والباحثة كوثر أبو سعدة، ورأس الجلسة الثانية التي تمحورت حول الأبعاد السياسيّة والدوليّة للأزمة الخليجيّة الدكتورُ ماجد الأنصاري، وشارك فيها كل من الباحث صالح راشد النعيمي، والباحثة مريم الهاجري، والباحثة سارة علي الصلابي، والباحث مهنّد عثمان. أما الجلسة الثالثة فخصِّصت لدراسة الأبعاد الاقتصاديّة والماليّة للأزمة الخليجية، وقد رأسها الدكتور عثمان الذوادي ، وشارك فيها كل من الباحثة عبير آل عبد الغني، والباحث محمد الشرسني. وأما الجلسة الرابعة فرأستها الدكتورة فاطمة الكبيسي، وتركزت بحوث المشاركين فيها حول الأبعاد الاجتماعيّة للأزمة الخليجية، وقد شارك في هذه الجلسة كل من الباحث عبد العزيز الحمادي، والباحث عبد الناصر فخرو، والباحث لحسن سكور، وجاءت الجلسة الأخيرة لدراسة الأبعاد الدينيّة للأزمة الخليجية، ورأستها الدكتورة فاطمة النعيمي، وشارك فيها كل من الباحثة نورة الكبيسي، والباحثة لطيفة الكعبي، والباحثة نورة الخروصي. وقد تميزت هذه الجلسات مجتمعة بتعقيب رؤساء الجلسات على البحوث المقدّمة، كما تخللتْها مداخلات الجمهور وأسئلته..
وقد ختم المؤتمر أعماله في الساعة السادسة مساء.