تخطي أوامر الشريط
التخطي إلى المحتوى الأساسي
تسجيل الدخول

    فلسفة التعليم العالي


    الندوة الدولية: فلسفة التعليم العالي في ظل هيمنة سوق العمل

    نظَّم مركز ابن خلدون للعلوم الإنسانيَّة والاجتماعيَّة بجامعة قطر ندوة دولية يوم الثلاثاء الموافق ٢٧ محرم 2144هـ /١٥ سبتمبر ٢٠٢٠م بعنوان: "فلسفة التعليم العالي في ظل هيمنة سوق العمل"، وذلك عبر منصة ويبكس (Webex) الإلكترونية، وقد شارك في الندوة 12 باحثًا بأبحاثهم العلمية. بالإضافة إلى أربعة متحدثين رسميين من رؤساء الجامعات وعمدائها. وقد جاءت هذه الندوة ضمن إطار التجديد من أطر المركز الخمسة التي يعمل في ضوئها مركز ابن خلدون بجامعة قطر.

    افتتحت الندوة التي أدارتْها الباحثة أفراح العتيبي بكلمة سعادة الأستاذة الدكتورة مريم المعاضيد، نائب رئيس جامعة قطر لشؤون البحث والدراسات العليا، وركَّزت خلالها على أهمية هذه الندوة بمحاورها التي تتمثل في أولويات وآفاق فلسفة التعليم العالي، وسبل تعزيز مخرجاته، والإفادة منها. بالإضافة الى التجسير بين مستوياته ودعم الأساتذة والباحثين بحلول مبتكرة تساعدهم على تطوير الأنظمة التعليمية، وبناء القدرات اللازمة لإنجاز النهضة العلمية المرجوة في العالم العربي.

    تلت كلمة الأستاذة الدكتورة المعاضيد الجلسة الافتتاحية التي ترأَّسها الدكتور نايف بن نهار، مدير مركز ابن خلدون، والتي كانت بعنوان: "التعليم العالي: الفلسفة والأولويات والآفاق". وشارك فيها كلٌ من سعادة الدكتور حسن الدرهم، رئيس جامعة قطر، وسعادة الأستاذ الدكتور سليم دكاش، رئيس جامعة القديس يوسف ببيروت، وسعادة الدكتور أحمد دلال، عميد جامعة جورجتاون في قطر، والأستاذ الدكتور رشيد العنزي، نائب مدير جامعة الكويت للأبحاث.

    وقد نوَّه سعادة الدكتور حسن الدرهم في كلمته على دور جامعة قطر في التعليم العالي باعتبارها الجامعة الوطنية الرئيسة في دولة قطر، وتاليًا فإنها معنية بربط التعليم مع سوق العمل والتعامل مع جميع أجهزة الدولة؛ الحكومية وشبه الحكومية وحتى القطاع الخاص، وذلك من أجل تحقيق رؤية قطر الوطنية 2030. ويرى الدكتور الدرهم أن المطلوب من الجامعة كمؤسسة تعليمية أن تبنى برامجها وخططها التعليمية في ضوء فلسفة علمية واضحة، وهي كما تنطلق من الرؤية الوطنية للدولة، تنطلق أيضًا من مفهوم سوق العمل في قطر واحتياجاته، حتى تربط الجامعة بالتعليم العام ومخرجاته، والمتغيرات الرئيسة التي تحدث في الدولة، سواء في قطاع التكنولوجيا، أو مجال التعليم العالي.

    وقال الأستاذ سليم دكاش في مداخلته: إن الحديث عن الذات في التعليم العالي، وخصوصًا في ظل هيمنة سوق العمل أمرٌ فيه صعوبة؛ لأننا حينئذ نتحدث عن شخصية الجامعة، ورسالتها الأكاديمية، والاجتماعية، وما يميز هذه الشخصية عن غيرها. والواقع أن دور الجامعة في إعداد الطالب المتخرج لسوق العمل لم يتجاوز الجانب الأكاديمي فحسب، بل واجبها اليوم في ربط المتخرج بسوق العمل عبر دائرة التوجيه والانخراط المهني، التي تقوم بدور الوسيط بين المتخرج وسوق العمل.

    وقد ركَّز الدكتور أحمد دلال في كلمته على قضية تسليع التعليم (جعل التعليم سلعة) وما يترتب عليها من آثار سلبية، وقال أيضًا: لا شك في أن رؤية قطر الوطنية ٢٠٣٠ والنظرة الحكيمة بعيدة المدى لصاحب السمو الشيخ حمد من خليفة آل ثاني وسمو الشيخة موزا بنت ناصر لتطوير رأس المال البشري والتركيز على الإنسان قد أتت بثمار ملموسة، حيث إن ركائز رؤية قطر الوطنية تشمل، وبقدر متساوي الاهتمام، التنمية الاجتماعية والثقافية، وهذا برأيه أمر حيوي؛ لأن التركيز المفرط على التطور العلمي والاقتصادي يمكن أن يؤدي إلى تخفيض قيمة المجالات الإنسانية التي لا تتبع قواعد العلوم التطبيقية، أو التي لا يمكن تحويلها إلى قيمة مادية، وتاليًا إهمالها، مثل الآداب والعلوم الاجتماعية والدراسات الدينية.

    وأشار الدكتور رشيد العنزي في حديثه إلى أن التوجهات الرئيسة لجامعة الكويت تتمثل في الجودة، وهي تتمثل في أربع غايات؛ الأولى: أن يكون هناك خريجٌ منافسٌ ذو خلفية تخصصية ومعرفية واسعة، يتمتع بمهارات شخصية قيادية ذات تفكير إبداعي. والغاية الثانية: أبحاث ذات جودة عالية، تعالج أهم القضايا الحيوية المؤثرة محليًا ودوليًا. والغاية الثالثة: عبارة عن خدمات تدريبية واستشارية عالية الجودة، تسهم في التنمية المعرفية والمهنية لأفراد ومؤسسات المجتمع. أما الغاية الرابعة والأخيرة فهي تتمثل في منظومة إدارية ومالية وتقنية ذات جودة عالية دائمة؛ لعملية التطوير في الجامعة.

    ثم بدأت الجلسة الثانية التي ترأَّسها الدكتور سلطان الديحاني، أستاذ مشارك في القيادة والسياسات التعليمية بجامعة الكويت. وشارك فيها كلٌ من الدكتور عبدالحفيظ دايرة ببحث معنون: "تنمية المسؤولية الاجتماعية للجامعة من أجل تسديد مجتمع المعرفة: مع استعراض لأهم التجارب الدولية". والدكتور ديضا بن مقلة ببحثه: "إشكالية تحقيق أهداف التعليم العالي في ظل ازدواجية اللغة: التدريس باللغة الفرنسية في الجامعة الجزائرية". والدكتورة نميش خديجة والأستاذة خديجة حورية ببحثهما المعنون: "التجربة الهندية كنموذج معايرة للتعليم العالي في الوطن العربي". والدكتور غازي فاروق ببحث: "دور الاتحاد الأوروبي في تحقيق مقاصد التعليم العالي في الجامعات الأوروبية". والدكتور أحمد سبعاوي والدكتور أوراس العاني ببحث: "واقع البحث العلمي في العالم العربي ومقارنته مع نظيره في المملكة المتحدة: رؤية نقدية".

    وكانت الجلسة الثالثة بعنوان: "التعليم العالي وتحديات التقنية في السياق العربي والآفاق الجديدة في تطوير النظام الجامعي وقدرات الأساتذة"، وقد ترأستها الدكتورة فاطمة المعاضيد، الخبيرة والباحثة في السياسات والاستراتيجيات التعليمية. وشاركت فيها الدكتورة نعيمة بن ضيف الله ببحث معنون: "المصادر الرقمية في أنظمة التعليم الإلكتروني ومتطلبات مناهج التعليم العالي بالجزائر: دراسة ميدانية". والدكتور فيصل شياد والدكتور أمين عويس ببحث بعنوان: "رؤية نقدية لتطوير الجامعات في العالم العربي في ضوء التحديات المعاصرة". كما شاركت الأستاذة كريمة عبة بورقة بحثية بعنوان: "التوجهات المعاصرة في تصميم نظام التعليم الجامعي من منظور النظرية البنائية لجون بياجية في التعليم المعرفي". والأستاذ سعدون نورالدين ببحثه: "التمويل الذاتي وتثمين المعرفة كآلية لتحسين جودة التعليم العالي: الجزائر نموذجا".

    وقد تميزت الجلسات كلها بتفاعل كبير من الحضور مع القضايا التي طرحها المشاركون، كما تخللت الجلسات بملاخلاتٍ الحضور عليها، وأسئلتهم حول القضايا المطروحة، وقد استمرت الندوة لمدة ثلاث ساعات.