تخطي أوامر الشريط
التخطي إلى المحتوى الأساسي
تسجيل الدخول
Event

    مركز ابن خلدون في جامعة قطر يناقش مدى كفاءة نظريات العلوم الاجتماعية في تفسير الواقع العربي

    news

    نظّم مركز ابن خلدون للعلوم الإنسانية والاجتماعية بالتعاون مع كلية الآداب والعلوم بجامعة قطر مؤتمرًا دوليًا بعنوان: مدى كفاءة النظريات في العلوم الاجتماعية في تفسير الواقع العربي، يوم السبت الموافق 23 نوفمبر 2024م، وقد أقيم المؤتمر في القاعة (B114) في كلية القانون بجامعة قطر، وقدِّمت فيه 13 دراسة، حيث عُرِضت هذه الأوراق في جلستين، في حين كانت هناك جلسة نقاشية مفتوحة في آخر المؤتمر ناقشت جدوى نظرية ابن خلدون في تفسير الواقع المعاصر وتحديات استثمار النظريات في السياق العربي.

    جاء هذا المؤتمر في إطار اهتمام مركز ابن خلدون بتوطين العلوم الاجتماعية في العالم العربي، حيث يهدف إلى البحث في مدى كفاءة النظريات الاجتماعية بمختلف فروعها المعرفية في تفسير قضايا واقع العالم العربي، ومدى صلاحية هذه النظريات في هذا السياق، ومساءلتها معرفيًا، ومن ثم تعاد صياغتها بما يتناسب مع واقعنا، إن كانت هناك حاجة إلى ذلك.

    افتُتِح المؤتمر بكلمة ترحيبية من الدكتور نايف بن نهار، مدير مركز ابن خلدون للعلوم الإنسانية والاجتماعية، الذي رحَّب بالضيوف المشاركين في المؤتمر والحضور الكريم، ثم أشار إلى أهمية هذا المؤتمر والسياق الذي يأتي فيه، حيث أشار الدكتور نايف إلى أن الفكرة كانت عبارة عن إقامة ندوة نظرًا لاحتمال قلة الأوراق التي قد تقدَّم للمشاركة فيها، غير أن تفاعل الباحثين مع الموضوع كان مختلفًا تمامًا، حيث كان هناك اهتمام كبير من الباحثين من مختلف دول العالَم العربي، حيث قدِّمت أكثر من 300 مقترح ورقة بحثية، مما جعل إدارة المركز تحويلها إلى مؤتمر.

    ويرى الدكتور نايف أن هذا الاهتمام يدل على أن هناك تزمرًا لدى الأكاديميين الباحثين من بعض هذه النظريات التي نستنسخها من الغرب ثم نُسقِطها على الواقع العربي، مما يؤدي إلى خلل في تفسير القضايا العربية، حيث إن هذه النظريات في غالبها نظريات محلية طوِّرَت وِفق مطالب المجتمعات الغربية وحاجاتها وسياقاتها، غير أن الباحثين العرب يستنسخون هذه النظريات ويعتمدون عليها باعتبارها تجعل البحث أكثر موضوعية وعلمية، مما أدت إلى تكوين وعي زائف عن واقعنا العربي، نظرًا لعدم مراعاتها لقضايانا المحلية، ومن ثم نظم مركز ابن خلدون هذا المؤتمر من منطلق اهتمامه بالتوطين للنظر في بعض هذه النظريات واختبار مدى قدرتها على تفسير قضايا العالَم العربي.

    وقد تتابعت جلسات المؤتمر الثلاث بعد الكلمة الافتتاحية، حيث قدِّمت في الجلسة الأولى ستة أوراق علمية ناقشت عددًا من النظريات في علم الاجتماع، وعلم العمران، واللسانيات، والعلاقات الدولية، والقانون، والسياسة. كما طرح بعض الأوراق عددًا من تعديلات لبعض هذه النظريات حتى تتناسب مع الواقع العربي، في حين قدَّمت بعضها الآخر نظريات بديلة باعتبار هذه النظريات لا تُلائِم المجتمعات غير الغربية، وقد كانت هناك تعقيبات على كل ورقة من أستاذ متخصص في التخصص نفسه، كما كانت هناك مداخلات وأسئلة من الجمهور حول ما طُرِحَ في الجلسة من نظريات وبدائل وتعديلات في آخر الجلسة.

    وفي الجلسة الثانية قدِّمت 7 أوراق علمية، وقد تناولت هذه الأوراق نظريات من علم الاقتصاد والإعلام والاجتماع والسياسة، وبحثت في مدى ملاءمتها للواقع العربي في الجوانب التي عُنيت بذلك، حيث قدَّمت نقدًا علميًا لجوانب من هذه النظريات، ولم تنس بعض الأوراق تقديم تعديلات تجاه هذه النظريات، في حين قدَّمت بعضها الآخر نظريات بديلة أكثر ملاءمة وأدق تفسيرًا لقضايا المجتمعات العربية، وعلى غرار الجلسة الأولى كانت هناك تعقيبات على كل ورقة من أستاذ متخصص في التخصص نفسه، كما كانت هناك مداخلات وأسئلة من الجمهور حول ما طُرِحَ في الجلسة من نظريات وبدائل وتعديلات في آخر الجلسة.

    وأخيرًا جاءت الجلسة الأخيرة المفتوحة للبحث في الإجابة عن سؤالين مركزين: جدوى نظرية ابن خلدون في تفسير الواقع المعاصر؟ وتحديات استثمار النظريات في السياق العربي؟

    وقد قدَّم عددٌ كبير من المشاركين من مختلف التخصصات في هذه الجلسة بمداخلات علمية حول أفكارهم وآرائهم حول هذين السؤالين.