الندوة الدولية: حقوق الإنسان في أدب الطفل في العالم العربي
نظَّم مركز ابن خلدون للعلوم الإنسانيَّة والاجتماعيَّة بجامعة قطر ندوة دولية يوم السبت الموافق 9 صفر 2144هـ /26 سبتمبر 2020م بعنوان: "حقوق الإنسان في أدب الطفل في العالم العربي"، وذلك عبر منصة ويبكس (Webex) الإلكترونية، وقد شارك في الندوة 8 باحثين وباحثات بأبحاثهم العلمية. وقد جاءت هذه الندوة ضمن إطار التجسير من الأطُر الخمسة التي يعمل في ضوئها مركز ابن خلدون بجامعة قطر، و تهدف الندوة إلى بيان كيفية تمكين الأطفال، وتهييئهم للانخراط في حقوق الإنسان عبر واسطة إبداعية، هي الأدب، كما تهدف إلى البحث في تمثلات حقوق الإنسان في أدب الطفل عربيًا.
افتتحت الندوة التي أدارتْها الباحثة سارة الصلابي بكلمة من الدكتورة حصة العوضي، باحثة قطرية وأديبة متخصصة في أدب الطفل، ورئيس قسم برامج الأسرة والطفل في تلفزيون قطر سابقًا، وقد شكرت في بداية حديثها المركز على طرح هذا الموضوع المهم أمام الباحثين المتخصصين في العالم العربي، وأن مثل هذه الندوة من الأهمية بمكان، حيث إن الله عز وجل قد خلق الإنسان وأعطاه الحقوق التي يحتاج إليها للعيش الكريم على هذه الأرض، فهي حقوقٌ وهبية منه سبحانه، وليست فضلًا من أحد من الخلق، ومن هنا أصبح من حق الإنسان الحصول على حريته وغذائه ومسكنه وأمنه وأمانه وحقه في الصحة والتعليم وغيرها من الحقوق الأساسيَّة. كما أشارت الدكتورة حصة إلى أنه ما من حقٍ إلا ويقابله واجبٌ، سواء كان الإنسان صغيرًا أو كبيرًا، ذكرًا كان أو أثنى، وللجميع حقوق وواجباب دون تفرقة بينهم على أساس عرقي أو جغرافي أو غيرهما.
وعرضت الدكتورة حصة مجموعة من المواثيق والاتفاقيات الدولية المتعلقة بحقوق الإنسان، منها: معاهدة الطفل التي تم عقدها في عام 1980م، كما أشارت إلى جهود الأدباء وأعمالهم الأدبية التي حكت المعاناة التي عاشتها البشرية في مختلف المجتمعات والمراحل في سبيل حصولها على حقوقها الأساسية، لا سيما الأدباء الذين ركزوا على أدب الأطفال، منهم: كامل كيلاني، وعبد التواب يوسف وغيرهما. وختمت حديثها بدعوة الكُتَّاب العرب إلى بذل مزيد من الجهود في توعية الأطفال على حقوقهم، حتى يتسنَّ لهم معرفتها وممارستها في حياتهم المستقبلية.
تَلَتْ كلمة الدكتورة العوضي الجلسة الأولى التي ترأَّستها الدكتورة امتنان الصمادي، أستاذ مشارك في قسم اللغة العربية بجامعة قطر. وشارك فيها كلٌ من الأستاذ الدكتور علي عاشور الجعفر ببحثه: "فعل القراءة والكشف في بهاء الاختلاف؛ قراءة في أربعة نماذج من قصص الأطفال، والدكتور طاهرة داخل طاهر ببحث معنون: "المتغيرات الفكرية في أدب الأطفال وتعالقها مع حقوق الطفل في العراق"، غير أن الأخيرة لم تتمكن من الانضمام إلى المنصة لخلل فني، فشاركت في الجلسة الثالثة الأخيرة.
ثم كانت الجلسة الثانية التي ترأَّسها الدكتور لؤي علي خليل، أستاذ مشارك في قسم اللغة العربية بجامعة قطر، والتي كانت بعنوان: الحقوق السياسية والمدنية في أدب الأطفال. وشارك فيها كلٌ من الأستاذ الدكتور العيد جلولي ببحث معنون: "الحقوق المدنية والسياسية في أدب الطفل العربي: دراسة في المنجز الحقوقي". والدكتورة سهام حرب ببحثها: "أدب الطفل اللبناني وشرعة حقوق الطفل: بين التمثُّل والتستُّر". والدكتورة صليحة سبقاق ببحثها المعنون: "تمظهرات حق الهوية في أدب الطفل العربي: قصص محمد جمال عمرو نموذجًا".
وكانت الجلسة الثالثة بعنوان: "حقوق التنشئة الاجتماعية والثقافية"، وقد ترأسها الدكتور الشاذلي بن بيه، أستاذ مساعد في قسم العلوم الاجتماعية بجامعة قطر. وشارك فيها الدكتور مصطفى قمية ببحث معنون: "حق الطفل في حرية التعبير في المغرب: قراءة سوسيولوجية للنصوص الأدبية الموجهة إلى أطفال المدرسة الابتدائية". والدكتورة صباح عايش ببحثها: "أثر أدب الطفل المتعلق بالإعاقة في تغيير اتجاهات الأطفال العايدين نحو الإعاقة: دراسة ميدانية على تلاميذ الابتدائي". كما شارك الأستاذ الدكتور جمال بوطيب بورقة بحثية بعنوان: "تمثلات حقوق الإنسان في أدب الطفل: المرجع والدلالة".
وقد تميزت الجلسات كلها بتفاعل كبير من الحضور مع القضايا التي طرحها المشاركون، كما تخللت الجلسات بأسئلة الحضور حول القضايا المطروحة، وقد استمرت الندوة لمدة أربع ساعات.