الجمعية العلمية للمحاسبة في سطور:
على الصعيد الدولي، لا شك أن العالم أجمع يمر حالياً بفترة عصيبة من الاضطرابات والتحديات بعضها جراء جائحة كورونا والبعض الآخر نتيجة ندرة الموارد الاقتصادية وما يصاحبها من ارتفاع ملحوظ في معدلات التضخم وما لذلك من أثر مباشر على تزايد المخاوف الاقتصادية والتأثير على سوق الأموال العالمي. ومع ذلك، فإن هذا أيضاً وقت يتسم بفرص هائلة لمزيد من الابتكار، والتعاون الدولي عبر الحدود، ليس فقط لمواجهة الأزمات، ولكن لبناء مستقبل مرن ومستدام للجميع وهنا يأتي الدور المحوري لكافة الأطراف، ومنهم رواد الأعمال والمستثمرين والجامعات ومراكز البحوث والجمعيات العلمية والمهنية، للعمل سوياً من أجل التنمية المستدامة. أما على الصعيد المحلي، فإن دولة قطر تشهد العديد من التطورات الاقتصادية في شتى المجالات الصناعية والتجارية والخدمية والبنية التحتية، مع محاولة تكامل تلك المجالات لتحقيق رؤية قطر 2030. ويتطلب ذلك ضرورة مواكبة التطورات العلمية للتطورات الاقتصادية على أرض الواقع حتى يحدث التفاعل المفيد بينهما. ويمثل إنشاء الجمعيات العلمية أحد الاتجاهات نحو إثراء ودعم التفاعل بين الجانب العلمي النظري والجانب العملي التطبيقي.
من هذا المنطلق وبناءً على توصية نخبة من الأكاديميين والمتخصصين في المهنة من داخل وخارج دولة قطر من خلال ورشة العمل المحاسبية والتي عقدت في جامعة قطر بتاريخ أبريل 2004، تبين الحاجة لتكوين جمعية علمية للمحاسبة، تعمل من ناحية على التواصل والتفاعل العلمي بين الباحثين والمتخصصين في المحاسبة، ومن ناحية أخرى على التواصل والتفاعل بين الجامعة ومهنة المحاسبة في الواقع العملي والتي تعتبر من أساسيات نجاح واستمرار ونمو النشاط الاقتصادي. وبالفعل، وبعد موافقة رئيس جامعة قطر الأسبق سعادة الأستاذة الدكتورة شيخه بنت عبد الله المسند في عام 2004؛ أُنشأت الجمعية العلمية للمحاسبة بجامعة قطر لتكون أول جمعية علمية تهتم بمهنة المحاسبة في دولة قطر.
خلاصة القول وبعد مضي ما يقرب من عقدين من الزمن على تأسيس الجمعية العلمية للمحاسبة؛ قدمت الجمعية الكثير من الانجازات التي تفخر بها ويرجع ذلك إلى الإخلاص والتفاني والرغبة الصادقة لدى أعضاء الجمعية وأعضاء مجلس الإدارة على مدار تلك السنوات في تحقيق أهداف الجمعية حيث قامت الجمعية بالمساهمة الفعالة في تطوير مهنة المحاسبة في دولة قطر من خلال تنظيم العديد من الندوات والدورات التدريبية والمؤتمرات المتخصصة والمشاركة الفعالة في الفعاليات المختلفة على المستوى المحلي والإقليمي. وجدير بالذكر أن الدعم المستمر من المسؤولين في جامعة قطر، وخاصة الدكتور خالد الخاطر؛ نائب رئيس الجامعة للشؤون الإدارية والمالية وأحد أهم المؤسسيين للجمعية؛ كان السبب الرئيسِ وراء الدور البارز الذي تقوم به الجمعية في خدمة مهنة المحاسبة وإننا في مجلس الإدارة مستمرون في تحقيق رسالة الجمعية انطلاقاً من مسؤولياتنا في تطوير مهنة المحاسبة ونعمل بكل جهد وإخلاص لتطوير قدراتنا فيما نقدمه، وتطلعنا دائماً إلى الأمام لتدريب وتأهيل جيل من المحاسبين في دولة قطر.