نظّم مركز ابن خلدون للعلوم الإنسانيَّة والاجتماعيّة بجامعة قطر بالتعاون مع جامعة أكسفورد البريطانية وكلية الإدارة والاقتصاد بجامعة قطر مؤتمرًا دوليًا في يومي 14-15 جمادى الآخرة 1441هـ الموافق 8-9 فبراير 2020م بعنوان: " الاقتصاد الإسلامي وسؤال التنمية: قراءة في جهود النقد والتجديد"، وذلك بالمدرج في مجمع البحوث، جامعة قطر. وشارك في المؤتمر 17 باحثًا ببحوثهم العلميّة التي ناقشوا من خلالها جوانب مختلفة من قضيتي النقد والتجديد في الاقتصاد الإسلامي.
وقد حضر المؤتمر سعادة الدكتورة مريم علي المعاضيد، نائب رئيس الجامعة للبحث والدراسات العليا، وأعضاء هيئة التدريس، والضيوف، والطلاب، والطالبات، والجمهور، وكان الحضور كبيراً.
ويأتي هذا المؤتمر ضمن إطارَي التجديد والمواكبة من أطُر مركز ابن خلدون، كمحاولة لتسليط الضوء على أبرز القضايا المتعلقة بالنقد والتجديد في الاقتصاد الإسلامي.
افتتح المؤتمر الذي أدارتْه الباحثة سارة علي الصلابي بكلمة الأستاذة الدكتورة مريم المعاضيد، نائب رئيس الجامعة للبحث والدراسات العليا، ركّزت فيها على أهمية الاقتصاد الإسلامي ودوره في تنمية المجتمعات الإسلامية، وقالت الدكتورة مريم: إن هذا المؤتمر خطوة نوعيّة لتحقيق رؤى وبحوث تستجيب للمتطلبات المتسجدة، وتدعم دور الاقتصاد الإسلامي في عملية التنمية والتحول نحول اقتصاد المعرفة والعدالة والرخاء.كما شكرت المشاركين والجمهور على الحضور.
ثم كانت مناظرة علميّة بعنوان: "المصارف الإسلامية تطبيقٌ للإسلام أم تحايلٌ عليه"، وترأسها الدكتور نايف بن نهار، مدير مركز ابن خلدون للعلوم الإنسانية والاجتماعية بجامعة قطر. وشارك فيها كلٌ من الأستاذ الدكتور علي محيي الدين القره داغي، والأستاذ الدكتور أيمن علي صالح، والدكتور سلطان إبراهيم الهاشمي والدكتور حامد الحمود العجلان، وتحدثٌ كل من وجهة نظره حول الصيرفة الإسلامية، هل هي تخدم المجتمع والدولة أم لا؟ وما الإشكالات الموجودة فيها؟ وهل كل ما يقال عن المصارف الإسلامية صحيح أم لا؟
ثم بدأت جلسات المؤتمر، وكانتْ الجلسة الأولى برئاسة الدكتور أحمد عبد الله العون، العميد المساعد للدراسات العليا بجامعة قطر، حول الدراسات النقدية والتجديدية في الأسواق المالية. وشارك فيها كل من الدكتور عبد الرحمان نعجة ببحث " مستقبل المراكز المالية الإسلامية في ظل التكتلات الدوليّة: قراءة نموذجيّة للتكتل القطري-التركي المرتقب" والدكتور عبد الحنان العيسى ببحث " إشكالات ملكيّة الأصول وأثرها على حملة الصكوك" والدكتور محمد مكي ببحث " الشراء الأعلى: تجربة ميدانية للتمويل الأصغر القائم على الأصول"
ورأس الجلسة الثانية التي كانت عبارة عن جلسة تفاعلية حول تأصيل قرآني للاقتصاد الإسلامي الأستاذ أحمد النعيمي، وتحدث فيها الدكتور أبو بكر آدم حول بحثه المعنون: " الاقتصاد الإسلامي في ضوء القرآن الكريم: دراسة تحليليّة مفاهيميّة" وعقّب عليه الدكتور محمد محمود الجمال.
وبذلك انتهت أعمال اليوم الأول من المؤتمر، وقد تميزت بتعاعل الجمهور مع المناظرة ومداخلات الحضور على البحوث المقدمة، وأسئلتهم حولها..
وبدأت أعمال اليوم الثاني بالجلسة الثالثة للمؤتمر التي تراسها الدكتور رامي زيتون، أستاذ المالية والمصرفية بكلية الإدارة والاقتصاد بجامعة قطر، وكانت حول الدراسات النقدية والتجديدية في الزكاة والأوقاف، وشارك فيها كلُ من الأستاذة الدكتورة مليكة زغيب ببحثها المعنون بـ " تفعيل الصيغ التمويليّة للوقف العلمي لدعم التعليم العالي: تقييم تجارب بعض البلدان "، والباحث عبد الله النعمة عن بحثه " وسائل الابتكار في الوقف وسبل ديمومتها "، الأستاذة تواتي سهام عن " أثر زكاة العائدات البتروليّة –الركاز- على بعض المتغيرات الاقتصادية –التضخم والنمو- دراسة قياسية: حالة الجزائر"، والأستاذ جلال الدين معيوف حول " زكاة النقد الافتراضي بين الضرورة الشرعيّة واضطراب التكييف الفقهي".
أما الجلسة الرابعة فرأسها الدكتور محمد راشد المري، عضو هيئة التدريس بكلية الشريعة والدراسات الإسلامية بجامعة قطر، وتركزت بحوث المشاركين فيها حول التجديد في الصيرفة الإسلامية والتأمين، وقد شارك في هذه الجلسة الدكتور نوفل الناصري ببحثه المعنون " الذكاء الاصطناعي وسبل تجديد التمويل الإسلامي: الهندسة المالية الإسلامية نموذجًا"، والدكتور رياض الخليفي ببحث " المصرفية الإنتاجيّة: رؤية استراتيجية جديدة لتطوير الأعمال المصرفية نحو تعزيز الناتج المحلي وتحقيق غايات التنمية الشاملة والمستدامة"، والدكتور حسن الشطناوي ببحثه: " فعالية لجنة إدارة المخاطر كآلية داخليّة للحوكمة المؤسسيّة والإفصاح عن المخاطر في البنوك الإسلامية: أدلة من الأردن"، والدكتور لحلو بوخاري ببحث: " تطبيقات تقنيّة البلوك تشين (سلسلة الكتل) في الصيرفة الإسلامية".
وجاءت الجلسة الخامسة لدراسة دراسات نقديّة في الصيرفة الإسلاميّة ورأسها الدكتور عثمان الذوادي، عضو هيئة التدريس بكلية الإدارة والاقتصاد بجامعة قطر، وتحدث فيها كلٌ من الدكتور لطف السرحي عن بحثه: " المصارف الإسلاميّة بين الاستثمار الحقيقي والاستثمار المالي: دعوة للمراجعة" والدكتور عويسي أمين عن بحثه: " المزاوجة بين العقود الذكية وعقود التمويل الإسلامي لإنشاء السوق المالية الإسلامية الذكية: مستقبل السوق المالية الإسلاميّة" والدكتور العيد قريشي عن بحثه: " الفائض التأميني لدى شركات التأمين التكافلي كوقف لتمويل مشاريع التنمية المستدامة: مقاربة اقتصادية إسلامية بتطبيق استراتيجية التكامل الرأسي على نشاط التأمين الفلاحي" والأستاذ إسرار خان عن بحثه: " التجديد الفقهي في أثر عدم بقاء نقديّة الذهب والفضة على المعاملات الماليّة المؤجّلة فيهما بالنقود الحالية: دراسة تأصيلية تطبيقيّة".
وكانت الجلسة الأخيرة عبارة عن جلسة نقاشيّة مفتوحة حول سبل تطوير الاقتصاد الإسلامي، وترأسها الدكتور نايف بن نهار، وقد شارك فيها عددٌ كبير من الأساتذة والدكاترة المهتمين بشأن الاقتصاد الإسلامي، وتطرقوا لإشكالات كثيرة تعاني منها الاقتصاد الإسلامي، منها: تحويل المتغير إلى الثابت من قبل البعض في بعض الأحيان، وعدم وجود معايير واضحة في كثير من الخدمات والأدوات والمعاملات، وإشكالية التنميط، بحيث لا يستطيع الباحث أن يخرج على النمط الموجود في ميدان البحث العلمي، ومحاولة الجمع بين المتناقضات، وذلك من خلال الانطلاقة من الفكر الغربي ثم جرّ الإسلام للمؤاءمة عليه، والمبالغة في المحاكات للمنتجات الغربية، وعدم تحويل المقترحات العلمية إلى قوانين ولوائح بحيث يلزم بها الجهات المعنية، وغيرها، كما أبدوا حلولًا لتلك الإشكالات من وجهة نظرهم.
وقد تميزت الجلسات كلها بتفاعل كبير من الحضور مع القضايا التي طرحها المشاركون، كما تخللت الجلسات بملاخلاتٍ الحضور عليها، وأسئلتهم حول القضايا المبحوثة، وختم المؤتمر أعماله في الساعة الخامسة مساء.