تخطي أوامر الشريط
التخطي إلى المحتوى الأساسي
تسجيل الدخول

    مجلة تجسير

    ​​

    صدر عن مركز ابن خلدون للعلوم الإنسانية والاجتماعية العدد الأول من "تجسير" وهي مجلة مُحكّمة علميا يتركز اهتمامها على نشر البحوث العابرة للتخصصات سواء التي تعالج الإشكالات والقضايا والظواهر معالجة بينية أو تلك التي تُجسِّر معرفيا بين فروع العلوم الإنسانية والاجتماعية المختلفة، وتُنشر المجلة من طرف دار نشر جامعة قطر.

    تقوم مجلة تجسير على أُطر العمل الرئيسة التي يتبناها مركز ابن خلدون للعلوم الإنسانية والاجتماعية، وهي المثاقفة، والتجديد، والتجسير، والأقلمة والمواكبة، وتُمثل المجلة طموح المركز في أن يوفر للباحثين والباحثات منصات تنافسية لنشر وتداول إنتاجهم البحثي في تخصصات العلوم الاجتماعية والإنسانية المختلفة، كما تنطلق "تجسير" أيضًا من حاجة فعلية مُلحّة للإجابة على أسئلة الواقع المركب لا سيما تلك التي تهمّ الواقع العربي الإسلامي الذي لم يَعُد يقبل المعالجات التجزيئية القائمة على العَزل والتّنقية سواءٌ في المنهج أو في الحدود الجغرافية للظواهر المدروسة أو بالارتهان إلى الأجندات المحلية أو الوطنية الضيقة في الفهم والمقاربة.

    وإذا كان بروز التجسير العلمي كما نعرفه اليوم مُرتبطًا على الخصوص بالأكاديميا الغربية في سنوات السبعينات إثر حركة البحث في الروابط (البينية، العابرة، المتعددة، المتقاطعة، المتداخلة) بين التخصصات التي ظهرت في مواجهة الاتجاهات الرامية آنذاك إلى تقسيم التخصصات، ثم تَطوّرها إلى تيار فكري ومؤسساتي بلغ مداه في شكل فرق بحثية ومنح تنافسية قائمة على تداخل التخصصات وكذا دوريات علمية ومراكز بحثية وبرامج تربية وتكوين قائمة على عبور التخصصات، فإن مجلة “تجسير" ترى أن الحاجة أكثر إلحاحًا اليوم في المنطقة العربية للاستفادة من كل هذه المنجزات المتراكمة وتحويل ما أُنتج لدينا في عبور التخصصات حتى الآن على هزالته التي لم تُجاوز أحيانا مستوى "التقليعة" وأحيانا أخرى خطاب "الدعوة" إلى حركة علمية خلّاقة وفاعلة هنا والآن في الدفع بالعلوم الإنسانية والاجتماعية إلى تقديم أجوبة حيّة ومتكاملة عن أسئلة الفكر والواقع العربي الإسلامي.

    تَعتبر "تجسير" أن قضايا التراث والحداثة، الدولة والمجتمع، الدين والعلمانية، المرأة والرجل، الفقه والسياسة وغيرها يحتاج أكثر ما يحتاج إلى نظرة تشاملية ترى حركة الناس والبضائع والأفكار ضمن كلٍّ مركّب يستوعب تشابك الإشكاليات ويعي نقديًّا أهمية مساءلة المناهج والمصادرات المعرفية، ولعل أهم ما يُبتدأ به للتفكير العلمي الرصين في كل هذه القضايا والتّشبِيك الأكاديمي بين الباحثين فيها هو مجلّة علمية تُجسّر هوة الفِكْر والـمُفكِّرين وترأب صدعهم.

    تماشيًا مع كلّ هذا، خصّصت "تجسير" في عددها الأول ملفًا حول النص القرآني واللغة العربية. يتضمن الملف مقاربات عابرة التخصصات وقفت على قضايا تتعلق بالبحث المصطلحي والمفاهيمي والألسني في علاقته بالدراسات القرآنية، ويشمل "خلل تقديم اللسان العربي على اللسان القرآني وأثره في بناء المصطلحات والمفاهيم وأثره في بناء المصطلحات والمفاهيم القرآنية" للباحث عبد الفتاح الزويني، و"لغة القرآن ورؤيته للعالم أساس منهجي لبناء المفاهيم: مفهوم التعارف نموذجا" لشيماء فوخري، و"البحث المصطلحي في الدراسات القرآنية: أسسه المعرفية وإشكالاته المنهجية" لعمر حيدوسي، كما ضم العدد مساهمة تأسيسية بعنوان "علم لسان القرآن الكريم: مسوّغاته ومعالمه" للباحث إياد علي الأرناؤوطي. وفي إطار التجسير دائما اشتمل العدد على دراسة "التجسير المعرفي: الرؤية والمنطلقات والمسارات" من إعداد الباحث مشاري حمد الرويح كما وقفت دراسة محمد أمزيان على إشكالية "التحديث السياسي وسؤال المرجعية" وتتناول دراسة ناصر الدين باقي موضوع "التوظيف السياسي الخارجي للأقليات العربية في إيران وأثره على العلاقات الإيرانية العربية" كما تتناول دراسة حسن مالك عناصر "في تحليل الخطاب الاجتماعي: قراءة في المفاهيم والمصطلحات" ويشتمل العدد أيضًا على "البناء المنطقي للمفهوم ومداخل اللبس في صناعة المصطلح" لبوعلام معطر.

    في الشق المتعلق بمراجعات الكتب، تضمّن العدد مراجعة لكتاب "الإسلام من غير أوروبا" من إعداد ناصر ضميرية، ومناقشة مستفيضة لكتاب "المسافة والتحليل في صياغة أنثروبولوجيا عربية" من إنجاز المهدي لحمامد، وهي كلها كتب مهمة من حيث الموضوع وحداثة الإصدار، واختُتم العدد بتقريرٍ من إعداد حسين نعيم الحق حول مؤتمر دولي بالغ الأهمية نظّمه مركز ابن خلدون للعلوم الاجتماعية والإنسانية بجامعة قطر تحت عنوان "التعدد القومي في الشرق الأوسط."

    وانطلاقًا من رؤيته القائمة على نشر المعرفة والترويج لها لدى عموم الباحثين والباحثات، أتاح مركز ابن خلدون وصولًا حرًّا ومجانيًا لمحتوى المجلة على موقعها الإلكتروني الخاص كما وَجّهت "تجسير" دعوتها المفتوحة إلى كل الباحثين للمساهمة في الأعداد القادمة من المجلة ببحوثهم ومراجعتاهم وتقاريرهم وذلك بما يتوافق وشروطها الشكلية والموضوعية للنشر المتوفرة على الموقع​