تخطي أوامر الشريط
التخطي إلى المحتوى الأساسي
تسجيل الدخول

    العلاقات العربية-التركية

    ​​

    المؤتمر الدولي:
    العلاقات العربية-التركية: البحث عن آفاق جديدة؛ التحديات والفرص


    نظَّم مركز ابن خلدون للعلوم الإنسانية والاجتماعية بجامعة قطر مؤتمرًا دوليًا بعنوان: "العلاقات العربية-التركية: البحث عن آفاق جديدة؛ التحديات والفرص"، وذلك على مدار ثلاثة أيام (27-29 نوفمبر 2021)، من الساعة الثالثة إلى الثامنة مساءً. وقد أقيم المؤتمر من خلال منصة ويكبس WebEx الإلكترونية، كما بُثَّ عبر قناة جامعة قطر الرسمية على يوتيوب، وقد شارك في المؤتمر 23 باحثًا وباحثة من مختلف التخصصات، ومن دول عديدة، وتوزَّعتْ أعماله إلى خمس جلسات علمية، وكان المؤتمر باللغتين؛ العربية والإنجليزية، مع توفير ترجمة فورية من العربية إلى الإنجليزية، والعكس.

    افتُتِح المؤتمر، الذي أدارتْه الباحثة أفراح العتيبي، بكلمة من سعادة الدكتور حسن الدرهم، رئيس جامعة قطر، وقد رحَّب بالباحثين المشاركين في المؤتمر والحضور في بداية حديثه، كما أشاد بأهمية موضوع المؤتمر في الوقت الراهن، لا سيما في ظل التنامي المستمر للوجود التركي في العالم العربي، وفي هذا السياق قال الدكتور الدرهم: "تفرض أهمية تركيا ووزنها الإقليمي والدولي ضرورة دراستها بشكل علمي، بما يفضي إلى فهمٍ أفضل وأكثر دقة، ويُعزّز في نفس الوقت من أواصر الصداقة والعلاقات العربية-التركية، ويخدم مصالح الطرفين في تحقيق الامن والاستقرار والازدهار للمنطقة وشعوبها". كما أشار الدكتور الدرهم إلى أن هذا المؤتمر يُعدُّ الانطلاقة لسلسة مؤتمرات دولية لدراسة العلاقات العربية-التركية بشكل دوري، وختم سعادة رئيس الجامعة كلمته بشكر المشاركين في هذا المؤتمر وتمنيات التوفيق والنجاح للمؤتمر.

    ثم جاءتْ كلمة الدكتور نايف بن نهار، مدير مركز ابن خلدون للعلوم الإنسانية والاجتماعية، التي أشار في بدايتها إلى أن هذا المؤتمر يأتي في إطار المثاقفة، أي التعاطي المنهجي مع الثقافات الأخرى، وهو أحد الأطُر الاستراتيجية الخمسة التي يعمل في ضوئها مركز ابن خلدون، وقال الدكتور نايف مبيِّنًا أهمية هذا المؤتمر: "إن الوجود التركي في العالم العربي لم يعد وجودًا شكليًا، أو معنويًا بكل أشكاله، بل له وجود حقيقي قد لا يقاربه أي دولة إقليمية أخرى، حيث إن الوجود العسكري التركي يوجد في ست دول عربية، والممرات المائية، ولا تكاد توجد دولة عربية لا توجد فيها شركات اقتصادية تركية، فلا يمكن التجاهل عن هذا الوجود الكبير والمتنوع للفاعل التركي في جميع أنحاء العالَم العربي؛ لذا كانت هناك حاجة لعقد وُرَش وندوات ومؤتمرات لدراسة تداعيات الوجود التركي المتنوع في العالم العربي"، كما دعا الدكتور نايف الباحثين إلى تعميق القضايا التي ستُطرح في هذا المؤتمر، من خلال أوراق بحثية أخرى، يمكن نشرها في مجلة تجسير العلمية، التي يصدرها مركز ابن خلدون، كما رحَّب مدير المركز بأي فكرة تتعلق بهذا الموضوع المهم. وختم الدكتور نايف حديثه برجاء التوفيق للمؤتمر وأعماله.

    ثم جاء حديث الدكتور علي باكير، ممثِّل المؤتمر عن مركز ابن خلدون، وقد أشار في بداية حديثه إلى أن مركز ابن خلدون يعمل على مستويات ثلاثة، فيما يتعلق بالجانب التركي، وهي: العلاقات العربية-التركية، والعلاقات التركية-الخليجية، والعلاقات القطرية-التركية، مع تركيز خاص بمجالي الدفاع والأمن، كما استعرض الدكتور باكير أوجه العلاقات العربية والخليجية والقطرية مع تركيا، من خلال دراسات علمية، وأن هذه العلاقات مستمرة، مع اتسامها بنوع من الديناميكية بين الوقت والآخر.

    ثم بدأتْ الجلسة الأولى التي رأسَها الدكتور مظهر الزعبي، وشارك فيها الأستاذة سيدة بتول ايدن، ببحث معنون بـ: "بين الرجل القوي والقائد العسكري: معركة الأطُر الليبية من خلال قناتي الجزيرة الإنجليزية وتي أر تي العالمية (TRT World)"، وكان ذلك بالنيابة عن الدكتور طارق الشرقاوي. كما شارك في هذه الجلسة الدكتور عمر المنصَّر بورقة بحثية تحت عنوان: "فهم التحوُّط الاستراتيجي التركي تجاه أدوار كلٍّ من إيران والمملكة العربية السعودية في الحرب الأهلية اليمنية"، والدكتورة هزال موسلو البرني بدراسةٍ عنوانها: "العلاقات السعودية-التركية بعد أزمة الخليج 2017: الغموض، والاستمرارية، والتحولات في الخطابات"، والدكتور أيوب إرسوي ببحث معنون بـ "العلاقات التركية-الجزائرية في مرحلة ما بعد الربيع العربي: الوعد بتعزيز التعاون الثنائي بين البلدين"، والدكتور توبا يلدز بالدراسة الموسومة بـ "العثمانية الجديدة أم السعي لتحقيق الاستقرار: لبنان والمقاربات السوسيو-دينية في السياسة التركية"

    وانعقدتْ الجلسة الثانية في اليوم الثاني من أيام المؤتمر، وقد ترأَّسها الدكتور علي باكير، وكانت حول محور الأمن والدفاع. وشارك فيها كلٌ من الدكتور نوري يشل يورت بورقة بحثية تحت عنوان: "تحليل المشاركة الأمنية التركية في ليبيا، في مرحلة ما بعد القذافي، في سياق إصلاح القطاع الأمني". والأستاذة نسيبة هجرة بتَّال أوغلو ببحثها: "العوامل الفكرية للتوافق التركي-القطري وتأثيرها على الأمن الإقليمي". والأستاذ بدر الدين صيام بدراسته: "ديناميات العلاقات الاستراتيجية بين تركيا وقطر"، والدكتور علي حسن أبو رزق ببحتٍ معنون بـ: "حرب غزة 2021 وحدود السياسة الخارجية الداعمة للقضية الفلسطينية".

    وكانت الجلسة الثالثة تحت محور: الدبلوماسية والسياسة الخارجية، وقد ترأسها الدكتور أحمد عزم. وشارك فيها كل من الأستاذ بلال سلايمة ببحث معنون بـ: "النموذج التركي لتعزيز السلام في مرحلة ما بعد الصراع وأثره في إعادة بناء النظام السياسي المحلي العربي". والأستاذ جو حمورة ببحثه: "من القوة الناعمة إلى القوة الصلبة: السياسات التركية تجاه سوريا والسعي للاستقرار والسلام"، والأستاذة بتول دوغان أكَّاش بدراستها: "حرب الخنادق بين المجموعات التاريخية: دور تركيا في دول الخليج ذات القضايا المعقَّدة"، والأستاذ عمر صلاح محمد بورقة بحثية بعنوان: "العراق وتركيا: معضلات التعاون وسبل معالجتها".

    وانعقدتِ الجلسة الرابعة، في اليوم الثالث من أيام المؤتمر، وكانت تحت محور: الاقتصاد والاستثمار والطاقة، وقد ترأسها الدكتور عثمان الذوادي. وشارك فيها كل من الدكتور عارف أورشن سويلمز بورقة بحثية بعنوان: "آفاق توحيد النظام النقدي بين قطر وتركيا"، والدكتور إرهان أكَّاش ببحث معنون بـ: "اختبار العلاقة الاقتصادية والمالية بين قطر وتركيا: قطاع التمويل الإسلامي نموذجًا"، والدكتور أمين عويسي ببحثه: "العملة المشتركة لتعزيز التكامل الاقتصادي القطري-التركي: الدينار الإسلامي الرقمي نموذجا"، والأستاذ أليف سيلن جاليك بورقة بحثية معنونة بـ: "الاستثمار القطري في مجال الطاقة الخضراء بتركيا وأثره في التغلب على مشكلة التغير المناخي: التحديات والمنافع"، والأستاذ شاهو فائق أحمد بدراسة بعنوان: "الدور التركي في تطوير قطاع الطاقة في العراق (الفرص والتحديات)".

    وقد تمحورتِ الجلسة الخامسة حول المجتمع والثقافة، وقد ترأسها الدكتور بدران بن لحسن. وشارك فيها كل من الدكتورة أسماء الأحيول بورقة بحثية بعنوان: "التثاقف العربي التركي وتحديات التزاوج التعليمي بين الطرفين: الحالة التونسية مثالا"، والدكتور محمد جابر ثلجي ببحث معنون بـ: "آليات مقترحة لتعزيز التعاون بين الجامعات التركية والجامعات الأردنية"، والأستاذ إبراهيم إسماعيل ببحثه: "دور الترجمة في بناء تصورات صحيحة بين العرب والأتراك"، والأستاذ عبد الرزاق العزوزي بورقة بحثية معنونة بـ: "العلاقات المغربية التركية وصور التعاون في مجال البحث العلمي والتعليم العالي"، والأستاذ محمد نور النمر بدراسة بعنوان: "السوريون في المناهج الدراسية التركية (كتاب الدراسات الاجتماعية تحديداً)".

    وقد تفاعل الحضورُ مع القضايا التي تناولها المشاركون في الجلسات الخمسة، ومحاورها المختلفة، وكانتْ هناك مداولات علمية لبعض الأفكار التي طرحها المشاركون، وختم المؤتمر أعماله في الساعة الثامنة مساءً من اليوم الأخير من أيام المؤتمر الثلاثة، وقد أشار الدكتور علي باكير، ممثل المؤتمر، إلى أن أبحاث المؤتمر العربية ستُنشر في مجلة تجسير العلمية، كما تُنشر الأوراق الإنجليزية في كتاب علمي محكَّم​