تخطي أوامر الشريط
التخطي إلى المحتوى الأساسي
تسجيل الدخول

    تاريخ الاستشراق في روسيا

    ​​

    محاضرة صفحات من تاريخ
    الاستشراق في روسيا


    نظَّم مركز ابن خلدون للعلوم الإنسانية والاجماعية بجامعة قطر محاضرة علمية للأستاذ الدكتور محمود الحمزة بعنوان: "صفحات من تاريخ الاستشراق في روسيا"، وذلك يوم الإثنين الموافق 7 فبراير 2022، بحضور مدير مركز ابن خلدون الدكتور نايف بن نهار، والأستاذ الدكتور التجاني عبد القادر، رئيس قسم العلوم الاجتماعية بالمركز، والأساتذة والباحثين في المركز. بالإضافة إلى البث المباشر عبر منصة زووم (Zoom) الإلكترونية. وقد أدار المحاضرة الباحث عبد الرحمن المري.

    وقد أشار الضيف في محاضرته إلى جوانب عديدة من الاستشراق الروسي، من حيث النشأة، والأهداف، والتطورات، والخصائص، وأبرز المستشرقين الروس القدماء والمعاصرين، والمستعربين، ووضع الدراسات الاستشراقية في الوقت الحاضر. كما أشار إلى تأثير الثقافة العربية الإسلامية في كبار المستشرقين الروم، وأن الإسلام يُعدُّ ثاني أكبر ديانة في روسيا، حيث يتجاوز عدد المسلمين 20 ميلون مسلم، كما ألمح إلى قلة معرفة الباحثين العرب عن الاستشراق الروسي بالمقارنة مع نظرائه في الدول الغربية الأخرى.

    استهلَّ المحاضر حديثه بالإشارة إلى تاريخ دخول الإسلام في روسيا، وأن ذلك كان في عهد الخليفة الراشد عمر بن الخطاب، رضي الله عنه، حيث أسلم عددٌ من المواطنين الروس، وازداد عددهم مع مرور الوقت، حتى أسسوا دولة إسلامية في بعض مناطق روسيا، وقد جاء أحمد بن فضلان كمبعوث للخليفة المقتدر بالله إلى إمارة بولغار الإسلامية في روسيا في بداية القرن العاشر، ويُعد كتابه "رسالة ابن فضلان" أحد المصادر الأساسية في تاريخ روسيا، حيث فصَّل فيه ابن فضلان عن روسيا من حيث الجغرافيا، والثقافة وغيرها من الجوانب المهمة. ومن ثم انصبَّ اهتمام العلماء الروس عليه، حتى الوقت الحاضر. بالإضافة إلى مصادر عربية أخرى، مثل مروج الذهب للمسعودي.

    وقال الدكتور الحمزة بأن اهتمام الروس عن الإسلام والعرب فيما بعد بدأ في القرن السادس عشر، وتحديدًا في عهد الإمبراطور بطرس الأول، حيث بدأ الاستشراق الروسي في الظهور، ويُعدُّ بطرس أول من أمر بترجمة القرآن الكريم إلى اللغة الروسية، وازداد هذا الاهتمام في عهد الإمبراطورة كاترين. غير أن الملاحظ أن اهتمام الروس عن الإسلام والعرب في هذه الفترة يغلب عليه الطابع السياسي.

    كما عرض الدكتور حمزة أسماء عدد من المستشرقين الروس وأهم خدماتهم، منهم شاعر روسيا الكبير ألكسندر بوشكين، الذي كان جده مسلمًا، وكانت جدته تحدِّثه عن الإسلام والمسلمين، فتأثر بالثقافة العربية والإسلامية، حتى إنه قرأ ترجمة القرآن الكريم، وكتب قصائد يمجد فيها الإسلام، ومن المستشرقين الروس الذين كان لهم دور كبير في الاستشراق الروسي الروائي العالمي نيكولايافيتش تولستوي، وكان على علاقة جيدة من العلماء والمفكرين العرب، وقد جمع أحاديث بنوية للأطفال لاقت رواجًا في روسيا. ويُعد أغناطيوس كراتشكو فسكي شيخ المستعربين الروس، الذي قدَّم دراسات كثيرة عن العلماء العرب والمسملين والأدب العربي، منها: مع المخطوطات العربية، وتاريخ الأدب الجغرافي العربي. ولم يفت المحاضر أن يشير إلى الشخصيات العربية والإسلامية البازرة التي كان لها دور في نشر الثقافة العربية والإسلامية في روسيا، منهم: الشيخ الأزهري محمد عباد الطنطاوي، وكلثوم عودة فاسيليفا، وميخائيل نعيمة ومكي أحمد بن حسين المكي. كما لمَّح إلى الدور السلبي الذي أداه بعض الباحثين العرب، كسليم نوفل.

    ولم يفت المحاضر أن يشير إلى تأثير التراث العربي والإسلامي في الأدب الروسي، وذلك من خلال ترجمة القرآن الكريم، والأحاديث النبوية، والأساطير العربية، وتأثُّر الأدباء الروس بالثقافة العربية والإسلامية، مثل بوشكين، وليرمنتوف ،وتولستوي، وإيفان بونين وغيرهم. وهناك عدد من مراكز الأبحاث العلمية التي تؤدي دورًا بارزًا في الاستشراق الروسي الحالي، منها: معهد المخطوطات الشرقية في سان بطرسبورغ، ومعهد الدراسات الشرقية في موسكو.

    وإجابة عن سؤال وجِّه إليه قال المحاضر: إن من أبرز خصائص الاستشراق الروسي كونه يميل إلى الاطلاع والمعرفة عن الإسلام والمسلمين والعرب، بخلاف الاستشراق في الدول الغربية الأخرى الذي كان يهدف إلى خدمة الأغراض الاستعمارية أكثر من غيره.

    وقد تميزت المحاضرة بتفاعل الحضور مع القضايا التي تحدث عنها الضيف، كما طرح الحضور عددًا من الأسئلة التي أجاب عنها المحاضر، وقد استمرت المحاضرة ساعة ونصف​