نظّم مركز البحوث التربوية التابعة لكلية التربية بالتعاون مع ابن خلدون للعلوم الإنسانية والاجتماعية التابع لقطاع البحث والدراسات العليا بجامعة قطر ندوة دولية بعنوان: الحياة الطيبة في التعليم: أساليب مبتكرة وأفضل الممارسات، وذلك يوم السبت الموافق 12 أبريل 2025، وقد أقيمت الندوة في مدرج كلية التربية بالجامعة، وقدِّم فيها عددٌ من الأوراق العلمية المميزة، حيث عُرِضت هذه الأوراق في محورين أساسيين، في حين كانت هناك جلستان نقاشيتان في آخر الندوة لمناقشة أفضل الممارسات لتعزيز الحياة الطيبة من منظور المعلمين، والتحديات والفرص في التعليم من منظور الطلبة.
جاءت هذه الندوة في إطار اهتمام مركز ابن خلدون بتوطين العلوم الاجتماعية في العالم العربي، حيث يهدف إلى استعراض القضايا التربوية المعاصرة من منظور الحياة الطيبة، وتعزيز الحوار وتحقيق الاستيعاب الأفضل لمفهوم الحياة الطيبة في السياق التعليمي، وتوفير منبر علمي أكاديمي لمشاركة الرؤى والتجارب مع المهتمين، وجمع الخبراء من مختلف المجالات ذات الصلة بالحياة الطيبة والتعليم.
افتُتِحت الندوة بكلمة ترحيبية من الأستاذ الدكتور/ أيمن أربد، نائب رئيس جامعة قطر للبحث والدراسات العليا، والذي شكر في بداية حديثه القائمين على هذه الندوة، على رأسها سعادة الشيخة الدكتورة/ حصة بنت حمد بن خليفة آل ثاني، أستاذ مساعد بكلية التربية وصاحبة الفكرة لـ "مبادرة الحياة الطيبة" والمشرفة على الندوة، كما رحّب بالضيوف المشاركين في الندوة والحضور الكريم، ثم أشار إلى أهمية هذه الندوة وعلاقتها برؤية جامعة قطر وأولوياتها التي تهتم بالتربية والتعليم والتعليم الرقمي، كما ذكر الدكتور أيمن أن "الجامعة تسعى إلى إطلاق برامج ومبادرات وأنشطة وابتكار الأساليب والحلول التي توفر بيئة محفزة وتوازنًا بين المتطلبات الأكاديمية والمتطلبات الأخرى التي توفر بيئة طيبة لمنتسبي المجتمع الجامعي"، وأن هذه الندوة تأتي في هذا السياق. وقد ختم نائب رئيس الجامعة كلمته بتمنياته لنجاح الندوة وشكر المشاركين فيها.
وبعد الكلمة الافتتاحية جاءت كلمة الشيخة حصة بنت حمد بن خليفة آل ثاني التأطيرية، والتي تعرضت لإعطاء فكرة موجزة ووافية عن "مبادرة الحياة الطيبة"، والأهداف التي تسعى إلى تحقيقها، حيث جاء فيها: إن "مبادرة الحياة الطيبة" تهدف إلى بناء الإنسان العالم والمتعلم الذي ينهض بدوره إلى تحقيق العمران البشري والحضاري لكل أمتنا، لا سيما الأمة التي استخلفها الله تعالى وأوكل إليها مهمة عمارة الأرض وإصلاحها، حيث لا يخفى أن بناء الإنسان يُعدّ جوهر كل نهضة، وتحقيق العمران هو ثمرة كل جهد مخلص لتشكيل مجتمعات قوية ومتوازنة. ويأتي التعليم في قلب هذه المعادلة، باعتباره البوابة الأوسع لتحقيق التنمية في شتى المجالات، كما أن التعليم يُعدّ السبيل لإعداد الأجيال المتزنة والقادرة على قيادة المستقبل.
وقد نوّهت سعادة الشيخة حصة بنت حمد آل ثاني إلى ركائز الحياة الطيبة، والتي تتمثل في: الركيزة الروحية، والعاطفية، والفكرية، والبدنية، وأخيرًا الاجتماعية. كما أعطت فكرة وافية عن كل ركيزة من هذه الركائز الخمسة، ثم عرضت جهود "مبادرة الحياة الطيبة" المبذولة بهذا الصدد، من تنظيم ورشات وبرامج مختلفة، والنتائج التي خرجت بها هذه الورشات والبرامج، وقد ختمت الدكتورة حصة كلمتها بشكر الحضور وتمنياتها للمشاركين في هذه الندوة بالتوفيق والسداد.
وبعد الكلمات الافتتاحية والتأطيرية بدأت جلسات الندوة، وقد عُرِضت فيها بحوثٌ علمية متميزة تناولت موضوعات مختلفة من منظور "الحياة الطيبة"، مثل التعاون بين المدرسة والأسرة لتعزيز الحياة الطيبة للطلبة ذوي الاحتياجات الخاصة، والأساليب النبوية ومبادئ علم النفس الإيجابي لتحقيق الحياة الطيبة، ودور القيادة المدرسية في تعزيز الحياة الديبة، ودور الذكاء الاصطناعي في تخفيف العبء الدراسي على الطلبة وتحسين تجربة التعلم لتحقيق الحياة الطيبة، والأبعاد الفلسفية لنظرية الحياة الطيبة، وغيرها من الموضوعات العلمية المهمة، وقد قدّمت بعض البحوث نتائج مستقاة من واقع الدراسات الميدانية التي أجرِيت في المدارس والجامعات وغيرها من المؤسسات المتعلقة بعملية التعليم؛ لإبراز أهمية الحياة الطيبة ودورها في إعداد جيل متوازن سعيد.