كرسي اليونسكو لتكنولوجيا المياه في مركز المواد المتقدمة بجامعة قطر برئاسة البروفيسور سيد جاويد زيدي مكرس لدفع الابتكار وتعزيز التعاون بين الجهات المعنية العالمية لمواجهة التحديات الملحة في مجال المياه. يقع هذا الكرسي في طليعة الجهود المبذولة لمواجهة تحديات الأمن المائي، حيث تتماشى مبادراته البحثية مع رؤية قطر الوطنية ٢٠٣٠ والاستراتيجية الوطنية للبحوث في قطر.
يقود الكرسي أبحاثًا رائدة في إدارة الموارد المائية المتكاملة، مع التركيز على تقنيات معالجة المياه، ورصد جودتها، والمواد المتقدمة لتطبيقات المياه. وتجسد وحدة تقنية المياه بجامعة قطر، التي تقع ضمن مركز المواد المتقدمة، هذا الالتزام من خلال ريادتها في الأبحاث المبتكرة في مجالات تحلية المياه، وتصنيع الأغشية، والاختبارات التجريبية على نطاق واسع. كما يساهم في تعزيز التعاون الدولي ومبادرات بناء القدرات لمواجهة تحديات المياه.
يشمل المجال البحثي لجامعة قطر مجموعة واسعة من التقنيات الناشئة، بما في ذلك المعالجة الأولية بالتناضح الأمامي لمحطات التحلية الحرارية وتحلية المياه بالتناضح العكسي، وتقنيات النانو فلترة والتناضح المتباطئ بالضغط، والأنظمة القائمة على التحليل الكهربائي، والتقطير الغشائي، واستخراج المعادن من المحلول الملحي. ومن الإنجازات البارزة استكشاف معايير التناضح العكسي والطاقة، وإنشاء نظام جديد لاختبار الأغشية على نطاق المختبر، وتسجيل براءة اختراع لغشاء مركب رقيق عالي التدفق يعتمد على الألياف النانوية لاستخدامه في تقنية التناضح الأمامي.
وفي المستقبل، سيركز كرسي اليونسكو في جامعة قطر على مجالات حيوية، مثل إدارة المحلول الملحي، من خلال إيجاد حلول لتحديات التخلص منه واستكشاف تقنيات الاستفادة منه، إلى جانب تطوير الأغشية النانوية لتعزيز خصائصها في معالجة المياه وتطبيقات التحلية.
تركز أحد المحاور الرئيسية في استراتيجية البحث بجامعة قطر على توطين الأبحاث وتعزيز الاستدامة. ويقود كرسي اليونسكو في الجامعة تطوير الأغشية باستخدام مواد نانوية مستخلصة من المخلفات الحيوية، مع التركيز بشكل خاص على مخلفات نخيل التمر المنتشرة في منطقة الخليج. وتشمل هذه المقاربة المبتكرة استخراج السليلوز، وإنتاج نقاط الجرافين الكمية، وتطوير مواد حيوية من مخلفات نخيل التمر لمعالجة المياه. ومن خلال هذه المبادرات البحثية المتعددة الجوانب، والتعاون الدولي، والتركيز على الموارد المحلية والتحديات، تسعى جامعة قطر إلى ترسيخ مكانتها كجهة رائدة في تقنيات المياه، بما يدعم رؤية قطر للأمن المائي والتنمية المستدامة.
كما تأتي اهتمامات جامعة قطر الشاملة على التركيز على أبحاث وتطوير المياه بشكل متكامل، حيث يتماشى استراتيجياً مع الأولويات الوطنية والقضايا البيئية العالمية. ويعد الأمن المائي، الذي تم تحديده كأحد التحديات الكبرى في رؤية قطر الوطنية ٢٠٣٠ والاستراتيجية الوطنية للبحوث، المحرك الأساسي لجهود البحث في الجامعة، مما يضمن أن تسهم المساعي الأكاديمية بشكل هادف في تحقيق الأهداف الوطنية.
يتمحور تركيز كرسي اليونسكو حول تطوير حلول متخصصة لإدارة المياه، وهو أمر بالغ الأهمية نظرًا للمناخ الجاف في قطر، مما يستلزم اتباع أساليب مبتكرة في معالجة المياه والحفاظ عليها. ومن الناحية الاقتصادية، فإن تطوير تقنيات مياه ذات كفاءة عالية يمكن أن يسهم بشكل كبير في خفض التكاليف المرتبطة بمعالجة المياه وتحليتها، مما يعزز الاستدامة الاقتصادية طويلة الأمد في قطر. من خلال الاستثمار في تقنيات متقدمة مثل التناضح الأمامي، والتناضح المتباطئ بالضغط، والتقطير الغشائي، تعمل جامعة قطر على مواجهة التحديات المائية الحالية وتعزيز الابتكار في تقنيات المياه.
بالإضافة إلى ذلك، يركز الكرسي على استغلال الموارد، ولا سيما استخدام المخلفات الحيوية المحلية من نخيل التمر في تطوير الأغشية، مما يعكس التزامًا بمبادئ الاقتصاد الدائري وكفاءة استخدام الموارد. لا تقتصر هذه المقاربة على معالجة قضايا إدارة النفايات فحسب، بل تسهم أيضًا في خلق قيمة من المواد المتوفرة محليًا، مما يعزز استدامة عمليات معالجة المياه بشكل أكبر.
بصفتها مستضيفًا لكرسي اليونسكو لتحلية المياه في منطقة الخليج، تتمتع جامعة قطر بموقع استراتيجي لمواجهة تحديات المياه في قطر، مما يعزز من أهميتها ويعزز التعاون الإقليمي في إدارة المياه. ويتكامل هذا الدور مع تركيز الجامعة القوي على بناء القدرات من خلال التوعية التعليمية والتعاون الدولي، التي تعد أساسية لتطوير الخبرات المحلية.
إدراكًا لأهمية المشاركة العامة في تكنولوجيا المياه وبناء القدرات، نظم كرسي اليونسكو وأدار عددًا من ورش العمل والدورات التدريبية والندوات والمناقشات الجماعية حول الأبحاث والتقنيات المتعلقة بالمياه، وساهم في بناء القدرات في هذا المجال الاستراتيجي لتحلية المياه.
والجدير بالذكر، نظم كرسي اليونسكو مؤخرًا ندوة قطر لتحلية المياه ومعالجة المياه في جامعة قطر. وبتركيز على "أحدث التقدمات والابتكارات في تقنيات تحلية المياه ومعالجتها، والحلول المتقدمة"، جمع الحدث خبراء وباحثين ومحترفين من الصناعة لاستكشاف الابتكارات والتحديات والحلول في ممارسات معالجة المياه.
ركزت المناقشة الجماعية حول حلول المياه للزراعة المستدامة في قطر على نهج متعدد التخصصات لمعالجة ندرة المياه وتعزيز استدامة الزراعة، مع تسليط الضوء على المبادرات الاستراتيجية لجامعة قطر في هذه المجالات. من المتوقع أن تسهم الرؤى والاستراتيجيات التعاونية التي تم عرضها خلال الجلسة في تحقيق تقدم كبير في إدارة المياه المستدامة والممارسات الزراعية في قطر.
كما نظم كرسي اليونسكو عددًا من الدورات التدريبية القصيرة لدعم المهنيين في الصناعة. تعكس هذه المبادرة التدريبية التزام قطر الثابت بمعالجة التحديات المتعلقة بالمياه وتعزيز ممارسات إدارة المياه المستدامة. من خلال تعزيز التعاون الأكاديمي والصناعي والتعلم المستمر، تسعى صناعة التحلية إلى تعزيز قدراتها في معالجة المياه، مما يسهم بشكل كبير في تنمية البلاد ومرونتها في إدارة الموارد المائية.