تخطي أوامر الشريط
التخطي إلى المحتوى الأساسي
تسجيل الدخول

محرر المحتوى

__NEWS_IMAGE_DESC__

اختتمت يوم الخميس الموافق 25 أبريل 2024، وقائع فعاليات المؤتمر الدولي والذي نظَّمه معهد البحوث الاجتماعية والاقتصادية المسحية بجامعة قطر، على مدار يومين متتاليين، بعنوان" التحوُّل الاقتصادي والاجتماعي والثقافي من أجل التنمية المستدامة".

شهد المؤتمر حضورًا مميزًا لنخبة من المفكرين والباحثين وصُناع القرار على رأسهم سعادة الدكتور عبد الله الدردري، الأمين العام المساعد للأمم المتحدة والمدير الإقليمي لصندوق الأمم المتحدة الإنمائي للتنمية UNDP، والأستاذة الدكتورة مريم العلي المعاضيد، نائب رئيس جامعة قطر للبحث والدراسات العليا.

هدِف معهد البحوث الاجتماعية والاقتصادية المسحية من عقد هذا المؤتمر الدولي إلى مناقشة التحديات والفرص من أجل تحقيق أهداف التنمية المستدامة في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، وذلك من خلال جمع ثُلّة من الخبراء، الباحثين، صانعي السياسات، قادة الصناعة وأصحاب المصلحة في المجتمع. بالإضافة إلى تعزيز تبادل المعرفة وعرض أفضل الممارسات وتوليد رؤى قابلة للتنفيذ في إطار السياسات الاقتصادية والاجتماعية والثقافية في منطقة الشرق الأوسط وشمال افريقيا. كما تلخّصت أهدافه الرئيسية إلى ثلاثة محاور وهي، المساهمة في صياغة سياسات أهداف التنمية المستدامة، وتعزيز التعاون الدولي، وإشراك الشباب والمجتمعات كمشاركين فاعلين في مبادرات التنمية المستدامة.

بدأت فعاليات المؤتمر بكلمة ترحيبية من الأستاذة الدكتورة مريم العلي المعاضيد، نائب رئيس جامعة قطر للبحث والدراسات العليا، قائلةً فيها: "نحن هنا اليوم لنتبادل الأفكار والتجارب والخبرات، ولنستكشف سُبل تعزيز التنمية المستدامة في قطر والعالم بأسره. كما ونتعرف على أفضل الممارسات لتحقيق أهداف الرؤية الوطنية في مجالات الاقتصاد والبيئة والثقافة والتعليم والتكنولوجيا وغيرها. إضافة إلى العمل سويًا لتحديد دور الجامعات وتكنولوجيا التعليم والاقتصاد المستدام والتحوُّل الثقافي في التنمية واعتماد الخطط والاستراتيجيات التي تُمكّننا من تعزيز التقدم والتطوير في مجتمعاتنا وأوطاننا" وأضافت: "يأتي هذا المؤتمر في وقته المناسب حيث شهدنا في الأعوام الأخيرة تصاعد التحديات والأزمات التي يتطلب التصدي لها المزيد من التعاون وحشد جهود مختلف الجهات".

أعربت الدكتورة كلثم الغانم، مدير معهد البحوث الاجتماعية والاقتصادية المسحية بجامعة قطر في كلمتها الافتتاحية للمؤتمر؛ عن تقديرها للحضور، وقالت: "يشرفني أن نلتقي اليوم في جامعة قطر لنستفيد من تجمعنا في هذا المؤتمر البارز الذي يركز على مناقشة التحولات الاقتصادية والاجتماعية والثقافية المطلوبة لتحقيق التنمية المستدامة".

كما وأكدت الدكتورة الغانم، على أهمية هذا التجمع في دفع عجلة التحول، وقالت: "في عام 2015، وضعت الأمم المتحدة سبعة عشر هدفًا للتنمية المستدامة كإطار عمل عالمي يستمر لخمسة عشر عاماً، ويهدف إلى القضاء على الفقر، حماية البيئة، وتعزيز نوعية الحياة للناس في جميع أنحاء العالم. تباينت الجهود الدولية في تحقيق هذه الأهداف، بتفاوت الإمكانيات والظروف من دولة لأخرى".

وتابعت: "هذا المؤتمر يمثل فرصة فريدة لتبادل الخبرات والرؤى حول أفضل السبل لتطبيق هذه الأهداف بما يتناسب مع التحديات الخاصة التي تواجهها كل دولة، ولتعزيز التعاون الدولي في سبيل تحقيق التنمية المستدامة الشاملة على أساس خارطة طريق شاملة للتنمية المستدامة المشتركة لعام 2030".

كما أشاد سعادة الدكتور عبد الله الدردري، الأمين العام المساعد للأمم المتحدة والمدير الإقليمي لصندوق الأمم المتحدة الإنمائي للتنمية UNDP، في كلمته على دور المؤتمر. وأكد على أهمية تحسين الإنتاجية كركيزة أساسية للتنمية المستدامة. وأوضح الدردري أن الإنتاجية في المنطقة العربية شهدت تراجعًا مستمرًا منذ ثمانينيات القرن الماضي، رغم الزيادة الكبيرة في الإنفاق الحكومي والخاص في العقود الأخيرة.

كما تناول الدردري الآثار المتبقية لجائحة كوفيد-19، مشيرًا إلى أنه بينما بدأت معظم مناطق العالم تتعافى، فإنه لا تزال المنطقة العربية تواجه تحديات جمّة. وأضاف: "أن هناك علاقة غير متوقعة وسلبية بين الإنفاق الحكومي والإنتاجية في المنطقة، مما يستدعي إعادة تقييم كيفية ونوعية الإنفاق الحكومي".

من جهة أخرى، أشار الدردري إلى أن الناتج المحلي الإجمالي للدول العربية يشكل أقل من 4% من الناتج المحلي العالمي، وهو ما يعتبره غير ملائم بالنظر إلى الموارد والقدرات التي تمتلكها دول المنطقة. كما تطرق إلى التعليم العالي والفرص القيادية للنساء في الجامعات، مثل: جامعة قطر، وأكد على أهمية تعزيز دور المرأة في القطاع الاقتصادي، الذي يمكن أن يسهم بشكل ملحوظ في الناتج المحلي.

وفي ختام حديثه، دعا الدكتور الدردري إلى ضرورة تعاون الجهات الأكاديمية والبحثية لبناء قواعد بيانات متطورة تستفيد من الذكاء الاصطناعي والنمذجة الاقتصادية؛ بهدف تزويد صانعي السياسات بمعطيات دقيقة تساعدهم في صياغة سياسات أكثر فاعلية لتحقيق التنمية المستدامة في المنطقة.

هذا، وقد انعقدت في اليوم الأول من المؤتمر جلسات ناقشت موضوع "التعليم من أجل التنمية المستدامة" شارك فيها كل من البروفيسور ذو الكفل عبد الرزاق، الرئيس الرابع عشر لاتحاد الجامعات الدولية، والدكتورة أسماء الفضالة، أستاذ مساعد في كلية السياسات العامة في جامعة حمد بن خليفة، ومديرة إدارة الأبحاث وتطوير المحتوى في مؤسسة قطر، والسيد ستيفن هول، شريك وقائد قطاع التعليم في الشرق الأوسط، ماكينزي آند كومباني. ودار في اليوم الأول كذلك جلسات حول موضوع "التحضّر والمدن الذكية والتنمية المستدامة" شارك فيها البروفيسورأندرو جارندر، أستاذ الأنثروبولوجيا الاجتماعية والثقافية والمتخصص في دول الخليج والجزيرة العربية من جامعة بوجيه ساوند في واشنطن، والدكتور أحمد بدران رئيس قسم السياسة العامة والأعمال الدولية في كلية الآداب والعلوم بجامعة قطر، والبروفيسور تان ييغيتجانلار، أستاذ في الدراسات الحضرية والتخطيط من كلية الهندسة المعمارية والبيئة المبنية في جامعة كوينزلاند للتكنولوجيا في بريسبان، أستراليا.

وناقشت أولى جلسات اليوم الثاني من المؤتمر موضوع "الاقتصاد المستدام والعولمة" والتي شارك فيها محمد المختار محمد الحسن، مدير مجموعة الازدهار الاقتصادي في لجنة الأمم المتحدة الاقتصادية والاجتماعية لغرب آسيا (الاسكوا)، والدكتور مارسيلو كونتيستابيل كبير الاقتصاديين في معهد قطر لأبحاث البيئة والطاقة (QEERI)، والدكتور نادر قباني، مدير الأبحاث ومدير برامج الحوكمة والتنمية في مجلس الشرق الأوسط للشؤون الدولية.

وكان "التحول الثقافي من منظور التنمية" محور الجلسة الأخيرة من برنامج المؤتمر والتي ناقشها الدكتور جمال بوساعة، أستاذ مشارك من قسم العمارة والتخطيط المدني في كلية الهندسة بجامعة قطر، والدكتور خلف مرهون العبري، أستاذ مشارك في كلية التربية بجامعة السلطان قابوس في عُمان، والسيد رسول صمدوف، رئيس قسم الثقافة في المكتب الإقليمي لليونسكو لليمن ولدول الخليج العربي – الدوحة.

سعى المؤتمر في الأساس لتحويل الحوار إلى خطوات ملموسة، والمساهمة في التغيير الإيجابي للتنمية المستدامة في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا. وخلص إلى عدد من التوصيات تهدف إلى دعم تحقيق أهداف التنمية المستدامة مع تعزيز التكامل بين مختلف المؤسسات الأكاديمية والخبراء، فضلاً عن صانعي السياسات والشركات والشباب.

ومن الجدير بالذكر، أنه سيتمّ نشر تقرير عن مُخرجات المؤتمر بشكل رقمي ومشاركته بشكل واسع من خلال موقع المعهد وجامعة قطر ومنصات التواصل الاجتماعي، ليكون بمثابة دليل توجيهي للأفراد والمؤسسات على حدّ سواء في برامجهم ومبادراتهم ويشكّل أيضًا مرجعًا مهمًا للأبحاث الأكاديمية الخاصة بمحاور المؤتمر الرئيسية.


من خلال الاستمرار في التصفح أو النقر على قبول جميع ملفات جمع البيانات "كوكيز"، فإنك توافق على تخزين ملفات جمع البيانات للطرف الأول والغير على جهازك لتسهيل تصفحك للموقع وتحليل استخدام الموقع والمساعدة في جهودنا التسويقية.