في عدد خاص، نشرت مجلة المواد الناشئة إصدارها الجديد الذي عُني بالمرأة في مجال تكنولوجيا النانو، وذلك بهدف التأكيد على عمل المجموعات البحثية التي تقودها الباحثات حول العالم، وتعزيز المرأة في العلوم والتكنولوجيا والهندسة والرياضيات وإظهار مساهمتها في المجتمع، وذلك تبعا لما تظهره إحصائيات معهد اليونسكو للدراسات الإحصائية أن أقل من 30٪ من الباحثين في العالم هم من النساء. هناك تمثيل محدود للمرأة والأقليات في العلوم والتكنولوجيا والهندسة والرياضيات، وتحتاج تنمية المجتمع والاقتصاد القائم على المعرفة إلى مساهمة جميع الأعضاء. كما ويهدف هذا العدد إلى تقديم بعض مشاريع تكنولوجيا النانو المميزة التي قامت بكتابتها وأشرفت عليها نساء باحثات؛ لتشجيع وإبراز دور المرأة في الأبحاث.
تغطي المقالات الواردة في هذا العدد الخاص مجموعة واسعة من الموضوعات، بما في ذلك أجهزة الاستشعار، وعلم السموم النانوية، والأجهزة النانوية، وأمن الطاقة، والاستدامة، وتكنولوجيا النانو للأمن الغذائي والمائي، والمواد الحيوية للتطبيقات الصحية، والمواد النانوية الذكية. كما يتضمن أيضًا مناهج تقنية مختلفة من التصنيع وتحسين الخصائص إلى التطبيقات وتحسين الجهاز. وعليه، فإنَّ هذه المواضيع تمثل المحتوى المذهل للعمل المثير في علم النانو وتكنولوجيا النانو، وذلك بمشاركة 22 باحثة من جامعات مرموقة من 15 دولة مختلفة من أنحاء العالم وتم نشر هذا العدد بمناسبة يوم المرأة العالمي شهر مارس.
أشرف على هذا العدد 4 باحثات رائدات في مجال النانو، وهُنَّ كُلٌ من: الأستاذة الدكتورة مريم المعاضيد نائب رئيس الجامعة للبحث والدراسات العليا في جامعة قطر، الأستاذة الدكتورة زنهورية حسان من جامعة العلوم والتكنلوجيا من ماليزيا، الأستاذة الدكتورة جو شين من جامعة التكنولوجيا من ماليزيا، الأستاذة الدكتورة نانديكا ديسوزا من جامعة تكساس في الولايات المتحدة الأمريكية.
وفي تصريحٍ لها، قالت الدكتورة زنهورية حسان عن هذا العدد: "في قلب الثورة الصناعية الرابعة توجد مجموعة من التقنيات سريعة التطور والمتقاربة. يعد الجمع بين تقنية النانو والإلكترونيات الضوئية أمرًا ضروريًا لتلبية الاحتياجات الحالية للصناعة، وأمن الطاقة والمياه، وكذلك للتطبيقات في المجالات الطبية والصحية. يُسلط هذا العدد الخاص الضوء على مساهمات الباحثات حول العالم اللائي لعبن أدوارًا مهمة جدًا في النهوض بالمعرفة في مجال تكنولوجيا النانو والمواد النانوية المتقدمة لتطوير تكنولوجيا أجهزة عالية الكفاءة وصديقة للبيئة. من المأمول أن يوفر هذا العدد الخاص منصة لتحسين التواصل وفتح آفاق جديدة للتعاون بالإضافة إلى تقديم بعض الأفكار الجديدة للبحث في مجال تكنولوجيا النانو".
وبدورها، قالت الدكتورة نانديكا ديسوزا: "تعتبر القضايا الخاصة التي تسلط الضوء على القيادة والتميز التقني للمرأة حاجة ماسة لتوصيل القدرة الاستثنائية للمرأة. تعكس المجالات التحويلية، مثل: تكنولوجيا النانو، أن النساء على حد سواء ممتازات تقنيًا ولكنهن أيضًا يقُدن الفرق التي حققت نجاحًا مبكرًا في التنبؤ باحتياجات المستقبل".
الجدير بالذكر أن علم النانو يعتبر مسارًا تحويليًا للتقنيات الجديدة التي تقود إلى إنشاء مواد جديدة؛ فهو علم يؤثر على العديد من المجالات الهامة، مثل: الطب والطاقة والبيئة والبنا، حيث يؤدي التقدم في علم النانو إلى زيادة معرفتنا بالمواد على نطاق أصغر، لا سيما خواصها الفيزيائية والكيميائية والبيولوجية الأساسية التي تختلف عن شكلها الكتلي.
ومن خلال نظرة ثاقبة لهذه الخصائص النانوية؛ سيكون العلماء والمهندسون قادرين على التحكم في الذرات والجزيئات الفردية بشكل فعال عند الطلب، وبالتالي سيكونون قادرين على تصنيع مواد الجيل التالي من أجل مستقبل أفضل.