من نتائج الجولة الثانية من الدراسة
أعلن معهد البحوث الاجتماعية والاقتصادية المسحية في جامعة قطر يوم الأول من مايو الجاري نتائج الجولة الثانية من الدراسة الخاصة بمؤشر رفاه العمالة الوافدة، الذي يقيس ويتابع تطور رفاه العمال ( الذين يطلق عليهم اصطلاحا أصحاب الياقات الزرقاء) الذين يعملون في دولة قطر، وذلك ضمن جلسة عقدت خصيصًا لهذا الغرض حضرها سعادة الدكتور حسن الدرهم رئيس جامعة قطر، والأستاذ الدكتور حسن السيد رئيس معهد البحوث الاجتماعية والاقتصادية المسحية، وممثلي من وزارة التنمية الإدارية والعمل والشؤون الاجتماعية، كما حضرها عدد من كبار الضيوف من الجهات الحكومية والأهلية ومنظمات القطاع الخاص.
وقد استندت نتائج الجولة الثانية لمؤشر رفاه العمالة الوافدة على المسح الميداني الذي تم إجراؤه على عينة ممثلة للعمال الوافدين خلال أبريل من عام 2018، حيث جرى خلال هذه الدراسة المسحية تقييم ظروف العمل وظروف المعيشة للعمال ومن ضمنها المعطيات الخاصة بالسلامة والأمان في مواقع العمل وأماكن المعيشة وحقوق الإنسان والحقوق العمالية والمسائل المالية وتحويل مستحقاتهم، وكذلك تطرق المسح إلى معاملة العمال من قبل أصحاب الأعمال.
والجدير بالذكر أن رفاه العمالة الوافدة في أماكن مختلفة من العالم قد اكتسب اهتمامًا كبيرًا من قبل وسائل الإعلام العالمية ومراكز البحوث المختلفة، وتركز الاهتمام بهذه المسألة على منطقة الخليج وخصوصا على دولة قطر منذ الإعلان عن فوزها باستضافة بطولة كأس العالم لكرة القدم التي سوف تقام عام 2022. إلا أن الكثير من المناقشات العامة للمشكلات المتعلقة بهذا الصدد لم تكن مستندة على قياسات كمية ونوعية محايدة وغير متحيزة، بحيث يمكن تعميمها على مجتمع العمالة الوافدة بشكل عام. ومن هنا نشأت الحاجة إلى توفير بيانات موثوقة يمكن الاعتماد عليها في إجراء التقييم المناسب للقضايا المتعلقة برفاه العمالة الوافدة وتحديد الجوانب التي يرتفع أو يقل فيها مؤشر رفاه العمالة الوافدة، وبالتالي تحديد الجوانب التي في أمس الحاجة إلى تحسين.
يستند مؤشر رفاه العمالة الوافدة لعام 2018 على المسح الذي تم إجراؤه في شهر إبريل من عام 2018، وشمل المسح عينة ممثلة للعمالة في قطر بلغت 1,028 عامل (من ذوي الياقات الزرقاء)، وسيتم الاستمرار بتنفيذ هذا المسح سنوياً. من ضمن المستجيبين الذين شاركوا في المسح، بلغت نسبة العمال من الهند الشريحة الأكبر في العينة بنسبة 29% يليهم نيبال 28% وبنغلاديش 17% وباكستان 9% ومصر 6% وسريلانكا 4% والفلبين 3% وغيرهم 4%.
أظهرت النتائج أن إجمالي مؤشر رفاه العمالة الوافدة لعام 2018 قد بلغ 81 من 100
بلغ إجمالي مؤشر رفاه العمالة الوافدة لعام 2018 بحسب الدراسة المسحية التي قام بها المعهد 81 من 100، وهذا يمثل ارتفاعا بنسبة 6 نقاط عن مؤشر عام 2017 والذي بلغ 75، وتمثل النتيجة إجمالي متوسط قيمة المؤشرات الفرعية أو العوامل الستة المكونة للمؤشر العام، والتي بدورها تتحدد قيمتها على المقياس من صفر إلى 100 كالتالي:
• الصحة النفسية :87
• الصحة البدنية :84
• ظروف المعيشة :79
• ظروف العمل :85
• العقود :71
• الرضا :79
إن تحسن مؤشر رفاه العمالة الوافدة من 75 في عام 2017 إلى 81 في عام 2018 يدل على حدوث تطور في رفاه العمالة الوافدة في دولة قطر، ويتم النظر إلى مؤشر عام 2017 على إعتباره سنة الأساس وبداية الجهود التي يتم بذلها من أجل تقييم وتتبع تطور رفاه العمال في البلاد.
وبالنظر إلى القياسات التفصيلية في المسح الذي جرى عام 2017 نجد أن المؤشرات الفرعية الأكثر تطوراً عن العام الذي سبقه هما المؤشر الفرعي للعقود، والمؤشر الفرعي لظروف العمل، والمؤشر الفرعي للرضا عن جوانب عديدة من ظروف المعيشة وبيئة العمل. تشير هذه التصنيفات إلى أن المزيد من التحسن في رفاهية العمال يتطلب بذل جهود متواصلة لإبلاغ العمال بحقوقهم وتسهيل الفهم التام بهذه العقود. وكما أسلفنا سابقا، فإن معهد البحوث الاجتماعية والاقتصادية المسحية سوف يقوم بإجراء الجولة الثالثة لمؤشر رفاه العمالة الوافدة من خلال المسح الميداني المقرر إجراؤه خلال شهر مايو 2019.
تجدر الإشارة إلى أن 1,028 عاملاً ممن يقيمون في مساكن عمالية جماعية في قطر قد أتموا استبيان المسح الميداني، وبلغت نسبة الاستجابة 87 بالمائة وتم تقدير نسبة الخطأ المحتملة في العينة بقيمة +/- 3,4 نقطة بالمائة حيث أن حساب خطأ العينة يأخذ بعين الاعتبار مؤثرات تصميم العينة، وجرى تعديل البيانات النهائية بحسب الأوزان النسبية للتصحيح تجاه الاحتمالات في اختيار العينة ونسبة عدم الإستجابة.