في إطار التزامها المستمر بدعم طلابها وتعزيز بيئة أكاديمية متوازنة، نظّمت إدارة السكن الطلابي والحياة السكنية بجامعة قطر، بالتعاون مع مركز الاستشارات النفسية وكلية الشريعة والدراسات الإسلامية، سلسلة من الورش التفاعلية الهادفة إلى تسليط الضوء على العلاقة بين النفس والإيمان، وتشجيع المشاركين على استكشاف جذور صراعاتهم النفسية وفهم أسبابها. كما تضمنت الفعاليات تقديم استراتيجيات فعالة لتحقيق التوازن النفسي والروحي من خلال مقاربات علمية ودينية متكاملة.
وقد شهدت الفعاليات مشاركة واسعة من الطلاب والطالبات، الذين تفاعلوا مع النقاشات المطروحة ضمن بيئة داعمة ومحفزة، تحت إشراف نخبة من المختصين في مجالي الاستشارات النفسية والدراسات الإسلامية. كما شارك في تقديم الورش عدد من الأكاديميين والمختصين البارزين، من بينهم الأستاذ الكوري سالم، والأستاذة هبة صافي، بالإضافة إلى الدكتور محمد مجذوب، والأستاذة تيسير الجيلي من مركز الاستشارات النفسية.
وقد تناولت النقاشات موضوعات محورية، مثل طبيعة المشاعر الإنسانية، والتوتر والقلق، وسبل تحقيق الطمأنينة النفسية، إلى جانب استراتيجيات التعامل مع مشاعر اليأس وانعدام القيمة. وأكد الخبراء أن التكامل بين الجوانب النفسية والدينية يسهم في تعزيز السلام الداخلي، مشيرين إلى أن تحقيق التوازن النفسي والروحي يمثل ركيزة أساسية للصحة النفسية الشاملة.
وفي هذا السياق، صرّحت الأستاذة خلود الحمادي، مديرة إدارة السكن الطلابي والحياة السكنية بجامعة قطر، قائلة:"تحرص جامعة قطر على توفير بيئة سكنية متوازنة تدعم تطور الطلاب أكاديميًا وشخصيًا. وتأتي هذه الفعاليات ضمن جهودنا المستمرة لتعزيز الرفاه النفسي والروحي لطلابنا، بما يسهم في تحسين تجربتهم الجامعية وتطوير مهاراتهم الحياتية."
وحظيت الفعالية بتفاعل إيجابي واسع من الطلاب والطالبات، الذين عبّروا عن استفادتهم الكبيرة من المناقشات العميقة التي تم طرحها. وأكد المشاركون أهمية هذه المبادرات في تعزيز توازنهم النفسي والروحي، لا سيما في ظل التحديات الأكاديمية والحياتية التي يواجهونها.
وفي ختام الفعاليات، قدّم الخبراء توصيات عملية لتحقيق السلام الداخلي، وأبرزها تنمية الوعي الذاتي، والاستفادة من القيم الإيمانية في مواجهة الضغوط النفسية، وتطبيق استراتيجيات فعالة لتعزيز المرونة النفسية والتعامل مع التحديات الحياتية بأسلوب متزن وعقلاني.