أشارت أدلة حديثة قدمها باحثون من كلية الصيدلة بقطاع الصحة بجامعة قطر إلى أن تعديل جرعة لدواء "ريفاروكسابان" قد لا يكون ضروريًا للأشخاص الذين يعانون من السمنة من خلال رؤى جديدة قدمتها للدكتورة ماجدولين العلاونة كجزء من مشروع الدكتوراه، مع مساهمات كبيرة من مشرفيها الدكتور أحمد عويسو والدكتور أسامة رشيد.
عمل الباحثون في هذه الدراسة على فحص كيفية امتصاص الجسم للدواء ومعالجته والتخلص منه. وأظهرت الأدلة المستخلصة من هذه التجربة السريرة أن بعد تناول جرعة فموية مقدارها 20 ملغ، يتصرف دواء "ريفاروكسابان" بشكل مشابه لدى الأشخاص الذين يعانون من السمنة مقارنة بالأشخاص ذوو الأوزان الطبيعية.
شملت الدراسة 36 مشاركًا مقسمين إلى مجموعتين: أفراد يعانون من السمنة (مؤشر كتلة الجسم 35 أو أعلى) وأفراد غير مصابين بالسمنة (مؤشر كتلة الجسم بين 18.5 و24.9). تم إعطاء كلا المجموعتين الدواء "ريفاروكسابان" بعد تناول وجبة إفطار موحدة لجميع المشاركين، غنية بالدهون والسعرات الحرارية مع شرب 200 مل من الماء. كان الهدف من الدراسة هو التحقق من كيفية تأثير الوزن على فعالية وامتصاص الدواء. تم جمع عينات دم تسع مرات على مدار يومين، كما تم جمع عينات بول على فترات مختلفة خلال 18 ساعة؛ وتم تحليل هذه العينات لمعرفة حركية الدواء في كل مجموعة.
ووجدت الدراسة اختلافات طفيفة في كيفية معالجة الجسم للدواء "ريفاروكسابان" بين الأشخاص الذين يعانون من السمنة والأشخاص ذوو الأوزان الطبيعية، ولكن هذه الاختلافات كانت طفيفة جدًا لدرجة أنها لا تتطلب تعديل الجرعة. وهذا يعني أنه يمكن استخدام الدواء "ريفاروكسابان" بأمان وفعالية لدى الجميع، بغض النظر عن الوزن، دون الحاجة إلى تعديل الجرعة.
وقالت الدكتورة العلاونة، التي قادت الدراسة : " إن السمنة تعتبر حالة صحية متزايدة على مستوى العالم، ودراستنا تساعد في سد فجوة مهمة في فهم كيفية استخدام دواء الريفاروكسابان (مضاد التخثر) لهذه الفئة من المرضى، ويمكن القول بأن النتائج واعدة للحفاظ على رعاية متسقة وفعالة."
يخطط فريق البحث لتوسيع دراستهم لتشمل الأشخاص الذين يعانون من السمنة المفرطة. كما أنهم يستخدمون أدوات الذكاء الاصطناعي لتطوير نموذج يعتمد على آلاف المشاركين الافتراضيين لاستكشاف كيفية تأثير السمنة المفرطة على حركية الدواء. بالإضافة إلى ذلك، يقومون بالاتفاق مع مرضى من مستشفيات مؤسسة حمد الطبية ممن يتناولون "ريفاروكسابان" لدراسة تأثيراته في الظروف الحياتية الفعلية.
تم تمويل هذه الدراسة من خلال منح طلابية من جامعة قطر ومنحة تمويل أولي من قطاع الصحة بجامعة قطر، وتم تنفيذها بالتعاون مع المركز الدولي للتوافر البيولوجي والأبحاث الصيدلانية والسريرية في مصر. يُعرف هذا المركز بجودة أبحاثه العالية، وقد تم إجراء أكثر من 310 دراسة بالتعاون مع شركات دوائية دولية ومستشفيات وجامعات.
للمزيد من المعلومات حول الدراسة أو لطلب مقابلات، يرجى التواصل مع الدكتورة ماجدولين العلاونة، كلية الصيدلة: ma1903150@qu.edu.qa